البابونج

يُعدّ البابونج (Chamomile) واحدًا من أشهر الأعشاب المستخدمة في الطب التقليدي عبر آلاف السنين، بفضل خصائصه المهدئة وقدرته على تخفيف التوتر وتهدئة اضطرابات المعدة. ويتميز نبات البابونج بعدد من الصفات الشكلية التي تسهّل التعرف عليه؛ إذ يبلغ ارتفاعه نحو 60 سنتيمترًا، ويُعرف بسرعة نموه وكثرة تفرّعاته. كما تمتد ساقه القائمة لتحمل أوراقًا صغيرة وأزهارًا مركّبة ذات رائحة عطرية مميزة، لذا تستخدم لتحضير شاي البابونج والزيوت المستخلصة منه. [1][2]

أنواع البابونج

يُعدّ البابونج من أشهر الأعشاب الطبية حول العالم، وتتنوع أنواع البابونج المستخدمة في الطب التقليدي، ومن أبرزها: البابونج الألماني، والروماني، والروسي، والمجري، والتشيكوسلوفاكي، واليوغسلافي. ورغم اختلافها، إلا أن معظمها يشترك في الفوائد العلاجية المعروفة للبابونج وخصائصه المهدئة. [1][2] 

فوائد البابونج

من فوائد البابونج للجسم:

نخفيف التوتر والأرق

ذكرت دراسات أنّ شاي البابونج قد يساعد على الاسترخاء وتحسين جودة النوم؛ بسبب خصائصه المهدئة، وفي دراسة حديثة لوحظ أنّ تناول مكملات البابونج يوميًا لمدة 2- 4 أسابيع خفف من أعراض اضطراب القلق العام بشكلٍ ملحوظ. [1][2] 

وبسبب خصائصه المهدئة للقلق، يُمكن أن يُحسّن البابونج من جودة النوم ويُخفف الأرق، ولكن لم تثبت الدراسات أنه يمنع الإصابة بالأرق أو القلق. [1][2] 

مفيد للجهاز الهضمي

يُمكن أن يُحسّن شرب البابونج يوميًا الهضم، فقد ذكرت دراسات سابقة أنّ تناوله بانتظام يُخفف الإسهال ويُقلل خطر الإصابة بقرحة المعدة، ولكن لا تزال هذه النتائج أولية؛ لأنّ معظم هذه الدراسات أجريت في المختبر. [1][2] 

تنظيم السكر

البابونج من الأعشاب المفيدة لمرضى السكري، فقد ذكرت عدة دراسات أنّ تناول مكملاته يوميًا ساعد على تقليل قراءات السكر في الدم، وتحسين مستويات الدهون ومؤشرات الإجهاد التأكسدي، ونتيجةً لذلك يقل خطر الإصابة بمضاعفات مرض السكري. [1][4] 

ولكن هذا لا يعني أن شاي البابونج يغني عن استخدام أدوية السكري أو متابعة الطبيب، كما قد يؤدي استخدام بعض مكملات البابونج إلى هبوط السكر نتيجة تداخلها مع مفعول الأدوية، خصوصًا عند تناولها بجرعاتٍ عالية. [1][2] 

قد يهمك: البابونج للحامل كل ما عليك معرفته.

مفيد للقلب

يحتوي شاي البابونج على الفلافونات، وهي مركبات مضادة للأكسدة قد تُساعد على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، وقد وجدت دراسة سابقة أن مرضى السكري الذين تناولوا شاي البابونج سجلوا انخفاضًا في مستويات الدهون الثلاثية والكوليسترول الضار. ورغم هذه النتائج المبشرة، ما تزال هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتأكيد فوائد شاي البابونج لصحة القلب. [1][3] 

تخفيف متلازمة ما قبل الطمث

من فوائد البابونج للنساء تخفيف أعراض ما قبل الدورة الشهرية؛ فقد أشارت دراسات سابقة إلى خصائص البابونج المضادة للالتهاب والتشنج، إضافةً إلى تأثيره المهدئ والمخفف للقلق، مما قد يُساعد على تقليل التوتر والانزعاج الجسدي والنفسي المصاحب لمتلازمة ما قبل الحيض. [1][3] 

اقرأ أيضًا: فوائد البابونج للشعر.

فوائد البابونج الأخرى

من فوائد البابونج أيضًا: [1][2] 

• تقوية المناعة: ذكرت دراسة أنّ تناول البابونج بانتظام يُساعد على تهدئة التهاب الحلق وتسريع التعافي من الرشح ونزلات البرد.
• تحسين مظهر البشرة: يُمكن أن يُساعد استخدام كريمات البابونج على ترطيب البشرة وتقليل الالتهابات الجلدية.
• تقليل خطر الإصابة بالسرطان: ذكرت دراسة حديثة أنّ مضادات الأكسدة الموجودة في البابونج قد تساهم في خفض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، لكن النتائج ما تزال غير حاسمة.
• تقوية العظام: ذكرت دراسة حديثة أنّ مضادات الأكسدة الموجودة في البابونج تحمي العظام، وتقلل خطر إصابتها بالهشاشة.

طريقة استخدام البابونج 

يُحضّر شاي البابونج بإضافة ملعقتين كبيرتين من أزهار البابونج الجافة، أو 4 ملاعق كبيرة من الأزهار الطازجة، إلى نحو 230 مل من الماء المغلي مباشرة. ويمكن تعديل كمية البابونج للحصول على شاي أخف أو أثقل حسب الرغبة. بعد ذلك تُحرَّك الأزهار ويُغطّى الإناء وتُترك لتنقع لمدة 5 دقائق تقريبًا (مع إمكانية زيادة مدة النقع أو تقليلها)، ثم يصفّى الشاي ويُترك ليبرد قليلًا قبل شربه. ويمكن حفظ الكمية المتبقية في الثلاجة لمدة تصل إلى أسبوع. [1][2]

أمّا بالنسبة لزيت البابونج؛ فيُمكن إضافته إلى ماء الاستحمام أو تخفيفه بزيت ناقل لتدليك الجسم بهدف الاسترخاء وتخفيف التوتر. ومع ذلك، يجب اختباره على جزء صغير من الجلد أولًا لتجنب الإصابة بالحساسية. [2][4]

أضرار ومخاطر البابونج

بالرغم من فوائد البابونج، إلا أنّه لا يُناسب الجميع، وقد يُسبب الأضرار والآثار الجانبية الآتية لدى البعض: [3][4] 

• الحساسية: حيث يُمكن أن يظهر لدى البعض أعراض مقلقة بمجرد تناوله، مثل صعوبة في التنفس، أو تورم في الوجه، أو الشفتين، أو اللسان أو الحلق، ويجب مراجعة أقرب مركز طوارئ في هذه الحالة.
• مشكلات في الجهاز الهضمي: يُمكن أن يُسبب الإفراط في تناول البابونج أعراضًا، منها عسر الهضم، والتغثيان والتقيؤ.
• النعاس: يُمكن أن يُسبب البابونج النعاس الشديد عند تناوله مع المهدئات أو المنومات.
• التفاعل مع الأدوية: يجب استشارة الطبيب أولًا قبل استخدام البابونج أو مكملاته إذا كان الشخص يأخذ أدوية معينة، مثل:
  • المهدئات.
  • مميعات الدم.
  • مضادات الصفائح.
  • الأسبرين.
  • الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيرويدية (بالإنجليزية: NSAIDs).
  • المكملات المحتوية على الجنكة بيلوبا أو الثوم.

اقرأ أيضًا: أضرار البابونج.

محاذير استخدام البابونج

يوصى باستشارة الطبيب أولًا قبل استخدام البابونج أو مكملاته في الحالات الآتية: [3][4] 

• الإصابة باضطراباتٍ في النزيف؛ إذ يحتوي على كمية صغيرة من الكومارين وقد يسبب تميّع الدم عند تناوله بجرعات كبيرة.
• الحاجة للخضوع للعمليات الجراحية؛ حيث يجب التوقف عن استخدامه قبل أسبوعين على الأقل لأنه قد يتفاعل مع أدوية التخدير ويؤثر في تخثر الدم.
• الحمل، والرضاعة والأطفال؛ فهو آمن عند تناوله بكمياتٍ قليلة، ولكنه قد يشكل خطورة عند الإفراط في تناوله.

اقرأ أيضاً: هل تبطل الاعشاب مفعول حبوب منع الحمل؟