قامت جنوب إفريقيا بإيقاف استخدام لقاح استرازينيكا بعدما أظهرت الأبحاث أنه يوفر الحد الأدنى من الحماية ضد العدوى الخفيفة التي تسببها عدوى كورونا. لكن سارعت الحكومات الغربية إلى تقديم الدعم للقاح استرازينيكا لإعادة استخدامه. 

فقد أعلنت جنوب إفريقيا عن إيقافه بعد أن وجد الباحثون من جامعة ويتواترسراند وجامعة أكسفورد أن لقاح استرازينيكا يوفر الحد الأدنى فقط من الحماية ضد العدوى الخفيفة إلى المعتدلة لفيروس كورونا. لكن لم تتم مراجعة نتائج هذا البحث من قبل باحثين آخرين، ولا تتوفر بيانات عن كبار السن فيما إذا كان اللقاح سيمنع العدوى الشديدة لديهم، لكن الباحثين أكدوا أنه قد يكون قادراً على منع العدوى الشديدة.

وقد صرح أندرو بولارد، كبير الباحثين في تجربة لقاح أكسفورد أن هذه الدراسة تؤكد أن فيروس كورونا سيجد طرق مختلفة لمواصلة الانتشار بين السكان الذين تلقوا اللقاح. وأعرب وزير الصحة الفرنسي أوليفييه فيران عن دعمه للقاح استرازينيكا، بحجة أنه يوفر حماية كافية ضد جميع المتغيرات للفيروس تقريباً.

وقال وزير الصحة الألماني ينس سبان أن الأدلة الحالية تشير إلى أن اللقاحات الثلاثة المعتمدة في أوروبا والتي تتضمن لقاح استرازينيكا توفر حماية فعالة ضد الإصابات الشديدة. وبدورها حثت بريطانيا وأستراليا على توخي الهدوء، وذلك باستخدام الأدلة بأن هذه اللقاحات حالت دون الإصابة الوصول للحالة الخطرة المهددة للحياة، وقالت شركة استرازينيكا أنها تعتقد أن لقاحها يمكن أن يقي من الأمراض الشديدة.

وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للصحفيين باعتقاده أن اللقاحان اللذان تستخدمهما بريطانيا حالياً (وهما استرازينيكا، وفايزر) فعالان في إيقاف انتشار الحالات الخطيرة والوفاة. وأن لقاح استرازينيكا يخفض العدوى بنسبة 67%.
ومن المتوقع أن توافق أستراليا على استخدام لقاح استرازينيكا في غضون أيام وقد أبدت ثقتها فيه.

والجدير بالذكر أن لقاح استرازينيكا كان الأمل الكبير في إفريقيا، لأنه رخيص الثمن، وسهل النقل والتخزين، وقد استلمت ما يقارب مليون جرعة من الهند على أمل البدء في الجرعة الاولى هذا الشهر.

وقد قالت سارة جيلبرت، أستاذة علم اللقاحات بجامعة أكسفورد إن الجهود الحالية جارية لتطوير جيل جديد من اللقاحات المعززة التي ستتيح الحماية من السلاسل الجديدة الناشئة، وستتواصل مراقبة ظهور هذه السلالات الجديدة للاستعداد لمواجهتها. وقد أعطى وصول اللقاحات الأمل في أن يتمكن العلماء من التخفيف من جائحة كورونا التي أودت بحياة 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، ولكن إذا لم تعمل اللقاحات بشكل فعال كما هو مأمول ضد المتغيرات الجديدة والناشئة، فقد يواجه العالم معركة أطول بكثير، وأكثر تكلفة، ضد الفيروس مما كان يعتقد سابقاً.

للمزيد: الإعلان عن تجارب لاختبار مزيج من لقاح أكسفورد وسبوتنيك