لم يتم ربط متلازمة غيلان باريه (بالإنجليزية: Guillain-Barré)، وهي اضطراب نادر في الأعصاب الطرفية يمكن أن تحدث بعد أنواع معينة من العدوى الفيروسية والبكتيرية، بشكل قاطع حتى الآن بعدوى فيروس كورونا أو اللقاح المضاد له.
وقد حدثت سابقاً ارتفاعات حادة في متلازمة غيلان باريه مرتبطة بتفشي أمراض فيروسية أخرى، بما في ذلك فيروس زيكا. ولكن لم ترتبط المتلازمة بالتطعيم، باستثناء حملة لقاح إنفلونزا الخنازير بين عامي 1976-1977 في الولايات المتحدة التي ارتبطت بارتفاع طفيف في المخاطر، وتم إيقافه عندما أصبح هذا الخطر معروفاً. ومنذ ذلك الحين، جاءت جميع أنواع اللقاحات في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة مع تحذيرات على عبواتها بشأن خطر حدوث المتلازمة.
ولم تكشف الدراسات الوبائية في المملكة المتحدة وسنغافورة عن زيادات في حدوث متلازمة غيلان باريه أثناء جائحة كورونا. ومع بدء التطعيم الجماعي ضد الفيروس في وقت مبكر من هذا العام، حذر الخبراء من عزو حالات متلازمة Guillain-Barré بعد التطعيم دون تحليل إحصائي ووبائي دقيق.
وقد كانت التقارير عن متلازمة غيلان باريه حتى الآن شحيحة، فقد شهدت التجارب السريرية للقاح الذي طورته شركة جونسون آند جونسون حالتين أحدهما في مجموعة العلاج الوهمي والأخرى في مجموعة اللقاح، بينما تم الإبلاغ عن حالة أخرى بعد إعطاء لقاح فايزر.
تقارير من الهند حول متلازمة غيلان باريه
نشر تقريران هذا الشهر في مجلة (Annals of Neurology)، أحدهما من الهند والآخر من المملكة المتحدة، يصفان حالات متعددة لمتلازمة غيلان باريه بعد الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا. ولم يكن لدى أي من المرضى دليل على الإصابة الحالية بفيروس كورونا.
وقد أبلغ الباحث ماراماتوم وزملاؤه من أستر ميدسيتي في كوتشي في الهند عن 7 حالات حادة من متلازمة غيلان باريه حدثت بين اليوم 10 و 14 بعد الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا. وكان جميع المرضى ذكور باستثناء واحدة من النساء، وكان جميعهم يعانون من شلل جزئي في الوجه، وتطورت حالتهم جميعاً إلى شلل رباعي، وكان 6 منهم بحاجة إلى دعم تنفسي. وقد تراوحت أعمار المرضى بين 43 إلى 70 عاماً.
ولاحظ ماراماتوم وزملاؤه أن 4 منهم أصيبوا باعتلالات عصبية أخرى في الجمجمة، بما في ذلك الشلل المبعد وتورط العصب الحسي ثلاثي التوائم، وهو أمر نادر الحدوث في تقارير متلازمة غيلان باريه في الهند.
وقد جادل الباحثون بأن النتائج التي توصلوا إليها يجب أن تدفع جميع الأطباء إلى توخي اليقظة في التعرف على متلازمة غيلان باريه في المرضى الذين تلقوا لقاح أسترازينيكا.
وفي حين أن المخاطر لكل مريض (5.8 لكل مليون) قد تكون منخفضة نسبياً، إلا أن الملاحظات تشير إلى أن هذا المتغير المتميز من متلازمة غيلان باريه أكثر حدة من المعتاد وقد يتطلب تهوية ميكانيكية.
تقارير من بريطانيا حول متلازمة غيلان باريه
وصفت الحالات التي أبلغ عنها الطبيب كريستوفر مارتن ألين وزملاؤه في مستشفيات جامعة نوتنغهام في المملكة المتحدة ضعفاً في الوجه مع إحساس طبيعي بالوجه لدى 4 رجال بين 11 و 22 يوماً من تلقي الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا. وقد أوضح الباحثون أن هذا النوع من شلل الوجه كان عرضاً غير معتاد لمتلازمة غيلان باريه.
كما وجدت مراجعة سريعة لعدة أبحاث أن 3 من 42 مريضاً أوروبياً تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة غيلان باريه بعد عدوى كورونا.
وقد جادل ألين وزملاؤه بأن النتائج التي توصلوا إليها دعت إلى مراقبة قوية بعد التطعيم، وأنه إذا كان الرابط بين اللقاح والمتلازمة غير رسمي، فقد يكون راجعاً إلى استجابة مناعية تفاعلية لبروتين فيروس كورونا ومكونات الجهاز المناعي المحيطي.
للمزيد: إصابة بعض مرضى فيروس كورونا بمتلازمة غيلان باريه
الخلاصة ورأي الخبراء
قال طبيب الأعصاب أنتوني أماتو من مستشفى بريغهام في بوسطن إنه لا يرى أي إضافة من الدراستان الجديدتان إلى ما هو معروف بالفعل. فقد تم بالفعل الإبلاغ عن متلازمة Guillain-Barré مؤقتاً بعد الإصابة بفيروس كورونا جنباً إلى جنب مع الحاجة للمراقبة والدراسات الوبائية.
كما علق روبرت ليساك، دكتوراه في الطب من جامعة واين ستيت في ديترويت، على أن العلاقة بين اللقاحات والارتباط بمتلازمة غيلان باريه لا تزال مثيرة للجدل جزئياً بسبب ارتباط متلازمة غيلان باريه بالعديد من الأمراض بما في ذلك الالتهابات.
وقال ليساك إنه فيما يتعلق بعدوى فيروس كورونا واللقاحات، فإن هيئة المحلفين ما زالت قائمة، وأن التقرير الوارد من المملكة المتحدة مثير للاهتمام حيث أبلغ الباحثون عن عدة حالات لأعراض غير شائعة، لكن يبدو أن الحالات في الهند هي الأشكال المعتادة لمتلازمة غيلان باريه.
وأشار ليساك إلى أنه حتى إذا ثبت أن الارتباط صحيح ، فإننا نتحدث عن معدل منخفض جداً لمتلازمة غيلان باريه المرتبطة بلقاحات كوفيد-19، وهو أمر لا يبرر تجنب اللقاحات بسبب ارتباط محتمل مع المتلازمة.
وشددت مؤسسة GBS-CIDP، التي تدعم البحث في متلازمة Guillain-Barré والأمراض ذات الصلة، على المخاطر المنخفضة التي تقدمها لقاحات كورونا، مشيرة عبر موقعها على الإنترنت إلى أن خطر الوفاة أو المضاعفات طويلة المدى من كورونا في البالغين لا يزال يتجاوز بكثير أي خطر محتمل للإصابة بمتلازمة غيلان باريه بعدة درجات من حيث عدد الإصابات.
للمزيد: ارتباط ظهور حالتين عصبيتين نادرتين بعدوى فيروس كورونا