عندما يتعلق الأمر بنمو الطفل، يقال أن أهم المراحل في حياة الطفل تحدث في السنين السبع الأولى. خلق بيئة آمنة لأطفالنا أمر ضروري، والظروف السيئة مثل التعرض لصدمة في مرحلة مبكرة، المرض أو الإصابة لا تحدد بالضرورة صحة أطفالنا كاملاً.
إن السنوات السبع الأولى من الحياة قد لا تعني كل شيء، على الأقل ليس بطريقة محدودة، ولكن تظهر الدراسات أن هذه السنوات السبع تحتفظ ببعض الأهمية في تطوير المهارات الاجتماعية كما أنها قد تؤثر على كيفية تطور الأطفال للفعل ورد الفعل في العلاقات المستقبلية.
أظهرت بيانات من جامعة هارفارد أن الدماغ يتطور بسرعة خلال السنوات الأولى من الحياة، فقبل أن يتم الطفل عمر الـ3 سنوات يشكلون 1 مليون اتصال عصبي كل دقيقة، إن العلاقات العصبية تشبه جذور الشجرة، فهي الأساس الذي يحدث منه كل النمو. تصبح هذه الروابط نظام رسم المخ، التي تشكلت من مزيج من الطبيعة و رعاية، و خاصة تفاعلات الفعل و رد الفعل. بالنسبة للآباء و الأمهات الذين يعانون من الضغوطات المستمرة في الحياة، من المهم عدم إهمال التعامل مع أطفالك خلال السنوات الأولى.
أربعة أنماط للتعلق عند الأطفال
تشكل أنماط التعلق (الارتباط) جزءا حاسما من نمو الطفل. هناك أربعة أنماط للتعلق لدى الأطفال، و هي:
1. الآمان
- يشعر الأطفال الآمنون بالقلق عندما يغادر مقدم الرعاية، ولكنهم يشعرون بالراحة عند عودتهم.
- إذا كان الوالدان جيدان بما فيه الكفاية بتقديم العناية والتفاعل مع أطفالهما بنسبة 30 % من الوقت يتطور الطفل بشكل آمن.
2. القلق-انعدام الأمان
- یشعر الأطفال القلقين-انعدام الأمان بالضيق قبل أن يغادر مقدم الرعایة ويتعلقون به عندما یعود.
3. تجنب-القلق
- لا یشعر الأطفال الذين يدرجون تحت تصنيف تجنب-القلق بالضيق بسبب غياب مقدم الرعایة، ولا یسعدھم عودتهم، أي لا يأبهون لوجودهم أو عدم وجودهم.
4. الغير منتظم
- ينطبق ذلك على الأطفال الذين يتعرضون للإيذاء البدني و العاطفي.
- التعلق غير المنظم يجعل من الصعب على الأطفال الشعور بالارتياح من قبل مقدمي الرعاية؛ حتى عندما يكون مقدمي الرعاية غير مؤذيين.
يتحدد نمط التعلق في وقت مبكر من الحياة ويمكن أن يؤثر على مدى رضا الشخص بالعلاقات في سن البلوغ. البالغين الذين قد اهتم أهلهم باحتياجاتهم للسلامة عن طريق توفير الغذاء والمأوى ولكن أهملوا احتياجاتهم العاطفية هم أكثر عرضة لتطوير نمط تجنب القلق. وكثيراً ما يخشى هؤلاء البالغون الاتصال الوثيق بشخص آخر وربما يرفضون الآخرين لحماية أنفسهم من الألم.
قد يخشى البالغون الذين يعانون من القلق-انعدام الأمان من التخلي عنهم، مما يجعلهم شديدي الحساسية للرفض. في حين أن السنوات السبع الأولى لا تحدد سعادة الطفل في حياته المستقبلية، إلا أن الدماغ الذي ينمو بسرعة يشكل أساساً متيناً لكيفية التواصل والتفاعل مع العالم من خلال معالجة كيفية الاستجابة لها.
يمكن أيضاً للطفل الذي يبلغ من العمر سبع سنوات أن يشكل معنى أعمق من المعلومات التي تحيط بهم، وقد يتمكنون أيضاً من استخدام التعبيرات المجازية مما يعكس القدرة على التفكير على نطاق أوسع. لا يمكن للأهل السيطرة على كل جانب من جوانب صحة الطفل. لكن ما يمكنهم القيام به هو إعدادهم للنجاح من خلال التعامل معهم كبالغين جديرين بالثقة.
اقرأ أيضاً:
دور الآباء في حياة أبنائهم الإلكترونية