نجح جراحون في زراعة قلب خنزير لمريض يبلغ من العمر 57 عاماً في المركز الطبي بجامعة ماريلاند. ووضح البروفيسور بارتلي جريفيث، مدير برنامج زراعة القلب بالمركز، في مقطع فيديو نشر على الإنترنت بأن المريض استيقظ، وهو يتعافى ويتحدث إلى القائمين على رعايته.
وقد توقع السير تيرينس إنجليش، الذي أجرى أول عملية زرع قلب ناجحة في المملكة المتحدة قبل 3 سنوات، أن البشر سيحصلون على عمليات زرع قلب من الخنازير في غضون 3 سنوات، وقد صدقت توقعاته بالفعل.
وتأتي هذه العملية التي استمرت 8 ساعات في أعقاب أول عمليتي زرع كلى خنزير في جسد متلقين من البشر أجريتا العام الماضي. وفي كل عملية، لم تكن الخنازير عادية، بل تم تعديل الخنازير وراثياً بحيث لا تنتج جزيء السكر الذي يسبب هجمات قوية من جهاز المناعة البشري. وعلى الرغم من أن هذا كان الأهم، إلا أن هذا التعديل كان مجرد واحد من 10 تعديلات جينية مطلوبة لجعل الخنزير مانحاً مناسباً؛ حيث تم التخلص من 4 جينات للخنازير وأضيفت 6 جينات بشرية. وإذا تركت إحدى الجينات التي تمت إزالتها دون تغيير، فهذا يعني أن القلب المأخوذ من خنزير غير مكتمل النمو سيستمر في النمو بعد الزرع.
للمزيد: زراعة القلب ومتطلبات نجاحها
وقد لجأ الجراحون إلى نقل الأعضاء من الخنازير بسبب نقص في الأعضاء البشرية المتبرع بها، وستزداد المشكلة سوءاً مع زيادة الطلب بسبب زيادة أعداد المسنين. ويترك هذا خيارين:
- إما إنشاء أعضاء اصطناعية من الصفر (باستخدام الخلايا الجذعية على سبيل المثال).
- أو زرعها من الحيوانات.
وقد يكون مسار الخلايا الجذعية أقل خطورة من الناحية الأخلاقية، ولكن من المحتمل أن يكون هناك طريق طويل لنقطعه، على الأقل بالنسبة للأعضاء المعقدة مثل القلب.
وتتشابه الخنازير من الناحية البيولوجية مع البشر لدرجة أنه من المحتمل أن تؤدي أعضائها الوظيفة المطلوبة داخل جسم الإنسان، بشرط ألا يتم رفضها من قبل الجهاز المناعي للمتلقي. وقد كان منع رفض العضو المزروع هو التحدي الذي أمضى العلماء عقوداً في محاولة التغلب عليه. وقدمت هذه العملية الناجحة معلومات قيمة لمساعدة المجتمع الطبي على تحسين هذه الطريقة المنقذة لحياة المرضى في المستقبل.
وقد كان الدافع وراء هذه العملية هو توفير فرصة للمرضى الذين يعانون من مرض القلب في مراحله النهائية، والذين لم يتمكنوا من الحصول على قلب بشري في الوقت المناسب.
وقد يؤدي هذا النجاح إلى إنهاء مشكلة النقص في أعضاء المتبرعين من البشر، لكن المتلقين سيحتاجون إلى تناول الأدوية لمنع الرفض طوال حياتهم، تماماً كما يفعل معظم أولئك الذين يتلقون الأعضاء البشرية المتبرع بها. ومع هذا، تضعف هذه الأدوية جهاز المناعة مما يجعل المتبرعين بالأعضاء عرضة للإصابة بالأمراض في أي وقت، وهو الأمر الذي تفاقم بشكل كبير خلال العامين الماضيين.
للمزيد: دراسة تؤكد امكانية اعطاء لقاحات كورونا لمرضى زراعة الأعضاء