أظهر بحث جديد أن نموذج لأداة بسيطة قد يتنبأ بدقة بتمزق تمدد الأوعية الدموية أو ما يعرف باسم أم الدم (بالإنجليزية: Aneurysm) في غضون عام واحد بعد اكتشاف النمو في فحوصات التصوير.

ويشير الباحثون إلى أن نموذج التنبؤ المسمى "Triple-S" يقيِم حجم تمدد الأوعية الدموية، وموقعها، وشكلها، ويمكن استخدامه كنقطة بداية لتوجيه العلاج.

ووفقاً للباحثين، فإن هذا النموذج جاهز للاستخدام السريري، لأنه يعتبر حالياً أفضل دليل متاح لتحديد خطر التمزق بعد نمو تمدد الأوعية الدموية. ومع ذلك، فمن الأفضل أن يتم التحقق من دقة نموذج التنبؤ في المستقبل بشكل أوسع.

وقد قام الباحثون بفحص 312 بالغاً يبلغ متوسط أعمارهم 61 عاماً، و71٪ منهم نساء لديهم تمدد بالأوعية الدموية، وقد نما على الأقل 1 ملم أو أكثر في اتجاه واحد كما ظهر في فحوصات التصوير التي تم إجراؤها لمتابعة المرضى. وخلال المتابعة تبين تمزق 7.6٪ من تمدد الأوعية الدموية. وكان الخطر المطلق للتمزق بعد النمو 2.9٪ خلال 6 أشهر، و4.3٪ خلال سنة واحدة، و 6٪ خلال سنتين.

وقد لاحظ الباحثون أن النتائج تتماشى مع الدراسات السابقة التي أظهرت ارتفاع خطر حدوث تمزق في تمدد الأوعية الدموية مع اكتشاف النمو في تصوير الأوعية الدموية، مقابل تمدد الأوعية الدموية بدون نمو.

واستناداً إلى 3 معايير تنبؤ مستقلة، وهي حجم تمدد الأوعية الدموية، وموقعها، وشكلها، يمكن حساب الخطر المطلق للتمزق لمدة عام واحد بشكل أكثر دقة، حيث يتراوح من 2.1٪ إلى 10.6٪. وعلى الرغم من أن نسبة 10.6٪ لحدوث التمزق يمكن اعتبارها نسبة عالية، إلا أنه يجب مقارنتها بخطر الإصابة بمضاعفات العلاج الوقائي للأوعية الدموية أو تمدد الأوعية الدموية عبر جراحة الأعصاب.

وقد أشار طبيب الأعصاب روبرت براون، إلى أن هناك القليل جداً من البيانات التي توضح خطر التمزق بعد اكتشاف نمو تمدد الأوعية الدموية. وأضاف إلى أن معرفة نسبة الخطر هو المفتاح في توجيه الأطباء نحو الخطوة التالية.

وأشار براون إلى أن معدلات التمزق المبلغ عنها عند 6 أشهر، وسنة، وسنتين في هذه الدراسة مثيرة للقلق، خاصة أن بعض التمزقات حدثت في تمدد الأوعية الدموية الصغيرة التي تضخمت.

وقال إن هذه البيانات تساعد على تحديد عوامل خطر نمو أم الدم، ثم تحديد المجموعة الفرعية من المرضى الذين من المحتمل أن يحتاجوا إلى علاج فوري، أو علاج مبكر، وأولئك الذين ربما يمكن تركهم دون الحاجة للعلاج.

وبالإضافة إلى حجم تمدد الأوعية الدموية، وموقعها، وشكلها، فإنه من المهم أيضاً مراعاة فحوصات تصوير الأوعية الدموية أو المؤشرات الحيوية الأخرى التي قد تساعد في التنبؤ بأي تمزق أو تضخم في تمددات الأوعية الدموية.