يعد الشعور بالاكتئاب بعد جراحة القلب، أو أي نوع من الأحداث القلبية كالجلطات مثلاً أمراً شائعاً، إلا أنه يمكن أن يزيد بشكل كبير من خطر حدوث مضاعفات بعد هذه الجراحة.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2017 ونشرت في المجلة الأوروبية للقلب أن التشخيص بالاكتئاب في أي وقت بعد تشخيص مرض القلب يضاعف من خطر الوفاة المبكرة. وأظهرت الدراسة أن ما يقارب 1 من كل 5 مصابين بأمراض القلب يعانون أيضًا من اكتئاب شديد، مع وجود عدد أكبر يعانون من بعض أعراض الاكتئاب فقط.
هل يزيد الاكتئاب من خطر حدوث مشاكل في القلب؟
تزيد الإصابة بالاكتئاب من خطر تعرض الشخص لمشاكل في القلب بنسبة تصل إلى 64٪، وذلك وفقاً لبحث نشره المعهد الوطني للقلب، والرئة، والدم. كما اعتبر بعض العلماء أن الاكتئاب يعتبر عامل خطر للنتائج السيئة والمضاعفات بعد النوبة القلبية من الناحيتين البيولوجية والسلوكية.
للمزيد: هل يؤثر الاكتئاب والقلق على القلب؟
فمن الناحية البيولوجية، يكون لدى الأشخاص المصابين بالاكتئاب استجابة أقوى للتوتر، مما يؤدي إلى إفراز مستويات أعلى من هرمون الكورتيزول، الذي يمكن أن تضر كثرته بصحة القلب.
وقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب أيضاً من ارتفاع ضغط الدم غير المنضبط، ومعدلات ضربات القلب السريعة، ومستويات أعلى من الالتهاب، وتجمع الصفائح الدموية معاً مما قد يؤدي إلى حدوث جلطات.
وعلى الجانب السلوكي يكون الأشخاص المصابين بالاكتئاب أكثر عرضة للانخراط في سلوكيات تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، مثل:
- اتباع نظام غذائي غير صحي.
- زيادة الوزن.
- التدخين.
- شرب الكثير من الكحول.
- عدم ممارسة الرياضة بشكل كافٍ.
- عدم تناول أدوية القلب الضرورية.
من هم الاشخاص الاكثر عرضة للاصابة بالاكتئاب بعد امراض القلب؟
ليس كل من يعاني من الاكتئاب يعاني من مشاكل في القلب. وبالمثل، لا يصاب جميع المصابين بأمراض القلب بالاكتئاب.
ويمكن أن يكون الاكتئاب بعد نوبة قلبية، أو عملية جراحية، أو حدث مماثل آخر قصير الأمد، خاصة عند الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض الاكتئاب سابقاً. ولكن، قد يكون مزمناً أو متكرراً لدى البعض الآخر.
ويعد الاكتئاب بعد أمراض القلب أكثر شيوعاً بين الشباب، حيث يسألون أنفسهم: كيف يمكن أن يحدث هذا لي؟ وبمجرد أن يدركوا أنهم لم يموتوا، ويدركوا ما يجب عليهم تغييره (مثل الإقلاع عن التدخين أو ممارسة الرياضة أكثر) تنخفض أعراض الاكتئاب لديهم.
ويعد علاج الاكتئاب مبكراً لدى أي شخص يعاني من الأعراض مهم لتحسين الصحة العقلية. وتساعد الأدوية مثل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (والتي تسمى SSRIs)، والعلاج النفسي هؤلاء المرضى، علماً أن هذه الأدوية لا تصرف إلا بوصفة طبية، وبعد استشارة الطبيب. لكن، من غير الواضح ما إذا كانت هناك أي فائدة منها لصحة القلب.