أشارت دراسة جديدة إلى أن المدخنين الذين يستبدلون بعض السجائر التقليدية بالنوع الإلكتروني ربما لا يفعلون أي شيء لحماية شرايينهم.
حيث يستخدم الأشخاص الذين يدخنون أحيانًا "السجائر الإلكترونية" في محاولة للحصول على النيكوتين دون استنشاق التبغ، لكن لا يُعرف سوى القليل عن تأثيرات السجائر الإلكترونية على مخاطر الإصابة بأمراض القلب - القاتل الأول للمدخنين.
تفاصيل الدراسة
أجريت الدراسة على ما يقارب 7,130 شخص بالغ أمريكي ضمن خطة مراقبة طويلة المدى.
حيث توزع المشاركون إلى 4 أقسام:
- 59٪ لم يدخنوا أبداََ أو على الأقل خلال الشهر الماضي.
- 30% مدخنين تدخين عادي فقط.
- 10% مدخنين تدخين عادي والكتروني.
- 2% مدخنين تدخين الكتروني فقط.
أوضح مؤلف الدراسة أندرو ستوكس، الأستاذ المساعد في كلية الصحة العامة بجامعة بوسطن، أن هذا يرجع إلى أن أمراض القلب تتطور على مدار سنوات عديدة، وأن التدخين الإلكتروني (بالإنجليزية: Vaping) هو ظاهرة جديدة نسبيًا.
لذلك، قرر فريق المؤلف ستوكس النظر في سؤال أكثر إلحاحًا: هل تختلف بعض العلامات البيولوجية لخطر الإصابة بأمراض القلب بين المدخنين وأولئك الذين يستخدمون السجائر والسجائر الإلكترونية معاََ؟
على وجه التحديد، درس الباحثون مستويات المواد في الدم التي تشير إلى استمرار الالتهاب أو الإجهاد التأكسدي - وهي علامة تدل على تلف الخلايا.
بشكل عام ، وجد فريقه أن مستويات تلك المؤشرات الحيوية كانت قابلة للمقارنة لدى -المدخنين والمستخدمين للسجائر والسجائر الإلكترونية معاًً- على حدٍ سواء.
للمزيد: هل تؤثر السيجارة الالكترونية على صحة الفم أيضا؟
نتائج الدراسة
وفقًا لستوكس، فإن النتائج تلقي بظلال من الشك على فكرة أن المدخنين يمكن أن يستفيدوا من استبدال بعض السجائر اليومية بالنسخة الإلكترونية.
وأضاف أنه لا يبدو أن الاستخدام المزدوج يعتبر وسيلة فعالة لتقليل المخاطر.
حيث لاحظ ستوكس، أن بعض المدخنين يستخدمون السجائر الإلكترونية فقط "للراحة" - vaping فقط في المواقف التي يكون فيها التدخين التقليدي غير مقبول.
وقد أشارت الأبحاث العلمية أن استخدام السجائر الإلكترونية من الممكن أن يساهم في الإصابة بالالتهاب والإجهاد التأكسدي.
ولكن في هذه الدراسة، لم يُظهر البالغون الذين استخدموا السجائر الإلكترونية فقط، وليس السجائر التقليدية، أي علامات على زيادة الالتهاب والإجهاد التأكسدي، حيث كانت مستويات المؤشرات الحيوية لديهم مماثلة لتلك الخاصة بالبالغين الذين لا يدخنون أو السجائر الإلكترونية.
ولكن أكد ستوكس ان هذا لا يدل أن السجائر الإلكترونية آمنة للقلب.
وقال مدير معهد ستانفورد للقلب والأوعية الدموية في كاليفورنيا، أن هناك عددًا قليلاً فقط من المشاركين في الدراسة كانوا يستخدمون السجائر الإلكترونية بشكل حصري.
وأوضح أن ذلك قد يجعل من الصعب اكتشاف التأثير على المؤشرات الحيوية الخمسة التي قام الباحثون بتقييمها.
في المتوسط، أظهر المدخنون والمستخدمون المزدوجون مستويات دم مماثلة للعلامات الحيوية الخمسة، حيث تظهر النتائج أن هذه المجموعتين أسوأ قيم للمؤشرات الحيوية ضمن المجموعات كافة.
وأشار ستوكس إلى أن السجائر الإلكترونية تقدم جرعة كبيرة من النيكوتين، ولا يوجد دليل على أنها بمثابة "جسر للإقلاع" للمدخنين.
للمزيد: كيف يؤدي المبخر الإلكتروني Vape إلى تسمم الأطفال؟
الدراسات المستقبلية
لا يزال هناك الكثير لنتعلمه عن الآثار الصحية للسجائر الإلكترونية، حيث تعمل الأجهزة التي تعمل بالبطارية عن طريق تسخين سائل يحتوي على مواد كيميائية مختلفة، بما في ذلك البروبيلين جليكول والجلسرين والمنكهات.
ويخلق التسخين "بخارًا" يتم استنشاقه.
وأظهرت الأبحاث أن البخار يمكن أن يؤوي مواد سامة مثل المعادن الثقيلة والجزيئات الدقيقة التي يمكن استنشاقها بعمق في الرئتين، وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة.
وحذر ستوكس من أن "هناك العديد من مكونات السجائر الإلكترونية التي لم يتم وصفها جيدًا علميًا بعد".
قال ستوكس إنه إذا كانت خطة الإقلاع عن التدخين مع الطبيب تتضمن استخدام السجائر الإلكترونية لفترة من الوقت، فيجب أن يكون جزءًا من نهج أوسع للتخلص من إدمان النيكوتين في نهاية المطاف.