يوجد حوالي 400 مليون شخص على مستوى العالم مصابين بعمى المخ، أو ما يسمى ب "أ فنتازيا" وهي عبارة عن عدم قدرة الشخص على تخيل الأشياء، بمعنى أنه عندما يرى الشخص صورة أو شكل، ثم يطلب منه تخيل شكلها مرة أخرى لا يستطيع، وهذا يؤثر على إبداع هؤلاء الأشخاص، ولا يستطيعون التفكير بشكل أفضل إلا حين يرسمون ما يقولونه على الورق.

أوضح العلماء في دراسة جديدة أنه يمكن تشخيص عمى المخ عن طريق حركة حدقة العين، حيث تكون هناك حركة مختلفة لحدقة العين عند محاولة تخيل الأشياء.

تفاصيل الدراسة 

اشتملت المجموعة الأولى من الدراسة على 42 شخصاً، وهؤلاء لا يعانون من عمى المخ. تمت التجربة على خطوتين، في الخطوة الأولى قام العلماء بإظهار مجموعة صور مختلفة أمام المشاركين، بعض الصور كان ذات إضاءة عالية، وبعضها كان ذات إضاءة خافتة، وكان المشاركين يلبسون نظارة خاصة لتتبع حركة حدقة العين.

وجد العلماء أنه عند ظهور الصور الساطعة، تنقبض حدقة العين لتقليل كمية الضوء الداخلة للعين، وعند ظهور الصور الخافتة، تتسع حدقة العين، لجذب المزيد من الضوء لرؤية التفاصيل.

أما الخطوة الثانية فقام الباحثون بسؤال المشاركين عما رأوه، وسألوهم أن يقوموا بتخيل هذه الصور، فوجدوا أن حدقة العين تنقبض وتتسع على حسب الصورة التي كان يتخيلها، أي أنه حين كان يتخيل الشخص صورة ساطعة، كانت الحدقة تنقبض، والعكس صحيح مثلما حدث في الخطوة الأولى.

أما المجموعة الثانية فاشتملت على 18 شخصاً، يعانون من عمى المخ، ومروا بنفس خطوات المجموعة الأولى، لكن وجد العلماء أن عند محاولة الشخص تخيل الصور، لا تتغير حركة حدقة العين، بل كانت تتسع حدقة العين فقط، وهذا يدل على محاولة الشخص لتخيل الأشياء، لكنه لا يتغير بعد ذلك.

بالرغم من أن هذا الاختبار لا يمكن إجراؤه في المنزل، ويجب أن يقوم به أخصائي لملاحظة تغير حركة حدقة العين، إلا أن هذه الدراسة أوضحت أن القدرة على التخيل تؤثر على حركة العين، باعتبارها النافذة الأولى للتخيل. 

يعاني الأشخاص الذي يعانون من عمى المخ من فقدانهم لبعض القدرات، فعلى سبيل المثال لا يستطيعون تخيل الأشياء قبل النوم، لمساعدتهم على النوم بسهولة، كما أنهم لا يخافون بسهولة، وذلك لعدم قدرتهم على تخيل الضرر الذي يمكن لهذا الكائن أو الشيء إحداثه له.