عمل الباحثون حالياً على دراسة جديدة تهدف إلى تحديد مدى فاعلية الخدمات الصحية السلوكية التي يتم تقديمها عن طريق التطبيب عن بعد (بالانجليزية: Telemedicine) للأمهات الجُدد اللواتي يعانين من مشاكل نفسية مثل التوتر، واكتئاب ما بعد الولادة.
تهدف هذه الدراسة إلى تحديد فيما إذا كان العلاج النفسي له نفس الكفاءة عندما يقوم بتقديمه مختص في هذا المجال أو من شخص غير مختص مثل الممرضات، وما إذا كان هنالك فرق بين تقديم العلاج شخصاً لشخص بالطرق التقليدية، أو عن طريق التطبيب عن بعد، كما بينّ ذلك البروفيسور براد غاينيس (Brad Gaynes) أحد الباحثين المشاركين في هذ الدراسة.
تُشير العديد من الأدلة إلى أنّ غير المختصين، مثل الأقران، والممرضات، والمعلمين، لهم دور فغّال في العلاج النفسي، وبالأخص في الأماكن الأكثر فقراً من العالم، حيث يتم تدريبهم بشكل يساعد على إيصال العلاج النفسي بصورة ناجحة دون الحاجة إلى دراسات متخصصة في هذا المجال، الأمر الذي يدعم النظريات الأساسية لهذه الدراسة.
تركز الدراسة على العلاج الكلامي أو التحفيز السلوكي (بالانجليزية: Behavioral activation)، وهو أحد أنواع العلاج النفسي الذي يركز على تزويد المريض بمهارات معينة تلزمه لإحداث تغيرات في سلوكه تؤدي إلى التحسين من مزاجه وصحته النفسية بشكل عام.
في حال تم إثبات فاعلية إيصال هذا النوع من العلاج النفسي عن طريق التطبيب عن بعد، وعن طريق غير المختصين مثل الممرضات، فإنّ المنصات الإلكترونية الطبية التي تستعمل هذه التقنية قد تؤدي إلى اتساع دائرة الأمهات الجدد اللواتي يمكن أن يستفدن من هذه الخدمة بشكل كبير، حيث يقدر أنّ واحدة من كل 5 نساء يعانين من الاكتئاب أثناء وبعد الولادة، إلا أنّهن لا يحصلن على العلاج النفسي اللازم، إما لعدم المقدرة على الذهاب إلى العيادات المختصة، أو لعدم وجود مختصين في هذا المجال.
يعتبر إيصال هذه الخدمات إلى الأمهات اللواتي لا يحصلن على الرعاية اللازمة، وبالأخص في المناطق النائية أحد أهم أهداف هذه الدراسة، حيث يشير القائمون على الدراسة إلى وجود أعداد محدودة من المختصين في هذا المجال في شمال أمريكا، مع ارتفاع أسعار المراجعات لديهم، وعدم شمولهم في برامج التأمين الصحية، الأمر الذي يضطر العديد من الأمهات إلى اللجوء إلى العلاج الدوائي كحل أولي بدلاً من العلاج الكلامي الأكثر اماناً.
يتم إجراء هذه الدراسة في 3 أماكن مختلفة، في ولاية كارولاينا الشمالية، وفي ولاية شيكاغو، وفي مدينة تورونتو، على 1360 إمرأة مقسمات إلى أربع مجموعات كما يلي:
- المجموعة الأولى، تتلقى العلاج بشكل شخصي بالطرق التقليدية بواسطة مختص.
- المجموعة الثانية، تتلقى العلاج بالتطبيب عن بعد بواسطة مختص.
- المجموعة الثالثة، تتلقى العلاج بشكل شخصي بالطرق التقليدية بواسطة ممرضة غير مختصة.
- المجموعة الرابعة، تتلقى العلاج بالتطبيب عن بعد بواسطة ممرضة غير مختصة.
ترى البروفسيور أليسون ستويبي (Alison Stuebe) أحد الباحثين في الدراسة، أنّ نجاح هذه التقنية سينتج عنه تحسن كبير في الصحة النفسية للعديد من الأمهات الجُدد اللواتي لايستطعن الحصول على الرعاية اللازمة عن طريق النظام الصحي الحالي، وأنّ تطبيقها في برامج الرعاية الأمومية سوف يسهل من حصولهن على الرعاية اللازمة.