هناك أسئلة كثيرة منها لماذا يعتبر فيروس كورونا أسوأ بكثير عند البالغين؟ هل يمكن أن يكون لبيولوجيا الأطفال أدلة على هزيمة الفيروس؟ الأسئلة صعبة الدراسة، والأدلة مشوشة بظهور متغيرات جديدة.

هل فيروس كورونا مشكلة للأطفال

تبعاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها توفي حوالي 400 طفل فقط دون سن 18 بسبب المرض في الولايات المتحدة، وقد وجدت دراسة حديثة في المملكة المتحدة أن 1.8 ٪ فقط من الأطفال المصابين بفيروس كورونا لا يزالون يعانون من الأعراض بعد شهرين من الإصابة.

لماذا لا يمرض الأطفال مثل البالغين؟

يلعب علم الأحياء دور هام في هذه المناعة الطبيعية، حيث أن ممرات الأنف للطفل تحتوي على كمية أقل من مستقبلات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين 2 التي يستخدمها فيروس كورونا للوصول إلى الخلايا.

وهناك جزء مهم أيضا في التفسير يكمن في مرونة الأطفال من حيث الصحة العامة حيث تقل احتمالية إصابة الأطفال بحالات مثل السمنة ومرض السكري.

تقول عالمة المناعة دونا فاربر من جامعة كولومبيا، بالنسبة للأطفال هم أكثر تكيفاً لرؤية مسببات الأمراض الجديدة، ومع ذلك تعتقد الدكتورة فاربر أن هناك سبب أكثر أهمية لمقاومة الأطفال لفيروس كورونا وهو وجود الجهاز المناعي الفطري والذي يكون أكثر قوة في الأطفال من البالغين.

قدمت الدكتورة فاربر دراسة في عام 2020 قامت فيها بتتبع مجموعة من المصابين بفيروس كورونا من البالغين والأطفال ووجدت أن دماء الأطفال والشباب دون سن 24 عاماً بها مستويات أعلى من السيتوكين وهي مسئولة عن توجيه الجهاز المناعي الذاتي للهجوم على الأجسام الممرضة.

وفي دراسة في عام 2021 من مختبر دكتورة فاربر وجد أن الأطفال المصابين أنتجوا أنواع أقل من الأجسام المضادة مقارنة مع البالغين المصابين وذلك لأن الجهاز المناعي الفطري اعتنى بالفيروس في وقت مبكر.

هل ينتشر فيروس كورونا أقل في الأطفال من البالغين

أفادت العديد من الدراسات أن المدارس ليست مصدراً رئيسياً لانتقال العدوى، على سبيل المثال في الفترة من مارس 2021 حتى يونيو 2021  ذهب أكثر من 7000 طفل وموظف مصاب بفيروس كورونا إلى المدرسة أثناء العدوى وكشفوا أكثر من 40.000 شخص اضطروا إلى الحجر الصحي نتيجة لذلك، ووجد 363 حالة فقط من كورونا تم نقلها في المدارس خلال هذه الفترة.

ومن ناحية أخرى قد تتغير الصورة مع متغير دلتا شديد الانتشار والذي يصل إلى مستويات أعلى 1000 مرة من تلك الموجودة في السلالة الأصلية من فيروس كورونا.

لماذا لا يمكن تلقيح الأطفال دون سن 12 

تزداد الصعوبات في هذا الجانب بسبب أن التجارب المكتسبة من اللقاحات الأخرى لا تساعد كثيراً لأن العديد من اللقاحات تعطى على وجه التحديد في مرحلة الطفولة وليس مرحلة البلوغ، مما يجعل المقارنات صعبة

تقول الدكتورة فاربر هناك الكثير لنتعلمه حول كيفية استجابة الأطفال والبالغين بشكل مختلف، حيث أن الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 15 عاماً لديهم استجابة مناعية أقوى قليلاً للقاحات mRNA مقارنة بالبالغين.

للمزيد: اعراض كورونا للاطفال