تراجعت منظمة الصحة العالمية عن قولها وإعلانها أن المصابين بفيروس كورونا والذين لا تظهر عليهم أعراض المرض لا ينقلون المرض للأشخاص الآخرين بعد 24 ساعة من إعلانها للخبر، وذلك حدث بعد أن حدث جدل كبير حول هذه المعلومة من قبل الشارع العام وحدوث مناظرات ومناقشات علمية غاضبة حول هذا الإعلان حيث أشار بعض المختصين أن منظمة الصحة العالمية قد تسرعت بإعلان هذه المعلومة وبشكل واضح هكذا حيث أن هناك العديد من الأسئلة والمعلومات المجهولة حول هذا المرض .

وقد أكدت رئيسة وحدة الأمراض الناشئة الأمراض الحيوانية المنشأ في منظمة الصحة العالمية "ماريا فان كيرخوف" أن ما حصل هو عبارة عن سوء تفاهم ، وأنها عندما قالت هذا الخبر كانت ترد على أسئلة الإعلاميين الكثيرة والمتتابعة وأنها لم تقصد أن تقوم بإعلان يصدر عن المنظمة وتؤكد عن الجواب على هذا السؤال ما زال مجهولاََ وأن الدراسات لا زالت جارية لمعرفة ما إذا كان المصابين بالفيروس ولا تظهر عليهم أعراض يستطيعون نقل الفيروس أم لا!

وأضاف المدير التنفيذي لبرنامج المنظمة للطوارئ الصحية مايك راين أنه لم تكن النية أن يتم إعلان خبر جديد أو سياسة جديدة متبعة للتعامل مع هذا الفيروس وأن الكثير ما زال مجهولاً عن هذا الفيروس وعن كيفية انتقاله وانتشاره التي لا زالت قيد الدراسة.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخراّّ عن بعض النماذج للحالات المنتشرة للفيروس وأكدت أن نسبة لا تقل عن 41% من الحالات من الممكن أن تكون قد سببت من قبل المصابين الذين لا تظهر عليهم أعراض.

ويؤكد الخبراء والمختصين أن تعريف المصاب الذي لا تظهر عليه أعراض قد يختلف من حالة لأخرى، حيث أن هناك مصابين لا تظهر عليه الأعراض أبداََ طوال فترة المرض وهناك مصابين تظهر عليهم الأعراض في الفترة الأخيرة أو المتوسطة من المرض وقد ينقلون المرض في فترة عدم ظهور الأعراض لعدم علمهم بوجود المرض لديهم، وهناك مصابين تظهر عليهم أعراض تختلف عن الأعراض المعروفة للمصاب بفيروس كورونا مثل الإسهال وألم العضلات وهو ما يمنع من معرفة إصابتهم بالمرض.

اقرأ أيضاََ: تطور أعراض كورونا يوم بيوم

وقد أعلن الناطق الرسمي لمركز مكافحة الأمراض والوقاية منها سكوت باولي أنه يجب أن يلتزم الجميع بتعليمات السلامة العامة وتجنب الإختلاط والمحافظة على النظافة والمحافظة على إرتداء الكمامات والقفازات بشكل دائم.

وقد أعلنت رئيسة الصحة العالمية في جامعة إدنبرة ديفي سريدهار أن منظمة الصحة العالمية تقوم بواجبها على أكمل وجه منذ ظهور الوباء في شهر كانون الثاني وأنها تقوم يومياََ بعمل مؤتمرات صحفية تقوم من خلالها بعرض أخر المستجدات عن هذا الوباء بشكل مختصر وأنها قد قامت بدعم دول العالم أجمع في محاربته للوباء وأن المنظمة تحتاج لدعم الجميع في ظل هذه الظروف والتي من المؤكد أنها قد تسببت بحدوث التعب والإرهاق للقائمين عليها.

وقد نشرت دراسة في مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في شهر نيسان قد أجريت على 382 شخص بالغ وأعمارهم صغيرة نسبياََ يعملون كطاقم عمل تبين أن هناك شخص من أصل 5 أشخاص مصابين بالفيروس لم تظهر عليهم أي أعراض وأن الذين حافظوا على إرتداء الكمامات والقفازات قد قلصوا من خطر نقل العدوى للآخرين.

وقد نشرت دراسة أخرى في مجلة أنال للطب الباطني (Annals of Internal Medicine) كانت قد عرضت 16 دراسة قد أجريت لموضوع انتقال فيروس كورونا من خلال الأشخاص الذين لم تظهر عليهم أعراض، وقد بين هذا البحث أن هناك نسبة لا تقل عن 40-45% من المصابين بالفيروس لا تظهر عليهم الأعراض. وقد بين هذا البحث أن جميع هذه الدراسات كانت ناقصة وغير مكتملة والمشكلة الأكبر فيها أنها قد اعتمدت على المصابين في الإفصاح عن الأعراض الظاهرة عليهم وعن إصابتهم بالمرض حيث من الممكن أن تكون عليهم أعراض بسيطة مثل الدغدغة في الحلق والتي تدل على دخول الفيروس للجسم دون معرفة المريض بذلك.


وكل هذه الدراسات والبحوث تؤكد أن الإجابة على سؤال "هل ينقل المصابين بفيروس كورونا والذين لا تظهر عليهم أعراض المرض الفيروس للآخرين" لا تزال مجهولة وغير مؤكدة، ولذلك يجب على الجميع الإلتزام بمعايير السلامة العامة المتبعة عالمياََ والمحافظة على إرتداء الكمامات والقفازات عند التعامل مع الأشخاص والمحافظة على مسافة الأمان بين كل شخص وأخر حتى لو لم تظهر عليهم أعراض المرض حتى يتم تقليص انتشار المرض بين الناس.

للمزيد: آخر تطورات فيروس كورونا الجديد كوفيد-19