أخبار الطبي. وجد باحثون ان مركبات فعالة حيويا معينة موجودة في حليب الثدي مرتبطة بانخفاض احتمال انتقال فيروس عوز المناعة HIV من الامهات المصابات بفيروس عوز المناعة عند ارضاع الطفل طبيعيا.
وقال الباحثون انه في البلاد النامية فان الامهات المصابات بفيروس عوز المناعة يواجهون صعوبة في اتخاذ القرار بارضاع اطفالهن طبيعيا او لا. وحيث ان الرضاعة الطبيعية تعرض الطفل للفيروس وتزيد من احتمال وفاة الرضيع بسبب عدوى فيروس عوز المناعة. ولكن الرضاعة الطبيعية لا تزيد من احتمال وفاة الطفل من العدوات التنفسية و المعوية.
وقام الباحثون بالبحث بسبب عدم اصابة الاغلبية العظمى من الاطفال الذين يرضعون طبيعيا بفيروس عوز المناعة HIV1 على الرغم من التعرض المستمر للطفال للفيروس من حليب امهاتهم لمدة عدة شهور، فحتى مع عدم توفر الادوية المضادة للفيروسات، يصاب فقط من 10%-15% من الاطفال الرضع بعدوى فروس عوز المناعة من امهاتهم المصابات بالفيروس.
واكتشف الباحثون ان مركبات فعالة مناعيا وتدعى اوليغوساكرايدس الحليب البشري HMO – وهو نوع من الكربوهيدرات يتكون من عدة سكريات بسيطة مرتبطة ببعضها – قد تحمي من انتقال فيروس عوز المناعة. وهذه المركبات المعقدة هي ثالث اكثر مركب وفرة في حليب الثدي ولكن لا يتم هضمها وبهذا تصبح عالية التركيز في الاسطح المخاطية في القناة الهضمية للطفل الرضيع.
حيث تعمل هذه المركبات كالبروبايوتيك Probiotic، والتي تعزز من نمو المجتمعات البكتيرية المرغوب فيها في امعاء الاطفال الرضع. بالاضافة الى ان بنية هذه المركبات تشبه سلاسل السكريات وتدعى غليكانات والتي توجد عادة على اسطح الخلايا الظهارية. وقد تخدم كمستقبلات تمويه لتثبيط ارتباط مسببات المرض.
حيث تبدي هذه المركبات نشاط مضاد للالتهابات وقد اظهرت انها تعدل من استجابة الخلايا المناعية والنماذج الحيوانية.
وحلل الباحثون كمية المركب وتركيبه في عينات حليب الثدي المجموعة لاكثر من 200 امراة كجزء من دراسة كبيرة للمصابات بفيروس عوز المناعة واطفالهن ومتابعتهم منذ الولادة الى ان يصلوا عمر 24 شهر. ومعظهم تم تعيينهم في الدراسة ومتابعتهم قبل العلاج باستخدام المضادات الفيروسية المتوفرة لديهم مما يوفر نظرة فريدة حول الرابط بين هذا المركب و انتقال الفيروس.
ارتفاع تركيز مركب HMO في الحليب مرتبط بالحماية ضد انتقال فيروس عوز المناعة بعد الولادة, بشكل مستقل عن عوامل الاصابة الاخرى.
المصدر:Medical News Today