الجميع يعلم قصة الطبيب الصيني الذي غامر بوظيفته لتحذير العالم من فيروس كورونا، وهو لم يكن طبيب طوارئ في الخطوط الأمامية أو طبيب وحدة العناية المركزة، بل كان الدكتور لي وين ليانغ طبيب عيون متخصص في الجلوكوما (زرق العين)، وقد مات بعد انتقال الفيروس إليه من مريض لم يكن يعاني من أي أعراض.
تشير الآن دراسة أولية قيد الطباعة إلى أن ما حصل مع ذلك الطبيب ربما لم يكن مصادفة، حيث أنه من بين جميع الأطباء الذين عملوا داخل مدينة نيويورك بين مارس وأبريل 2020، كان أطباء التخدير، وأطباء الطوارئ، وأطباء العيون هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بفيروس كورونا.
يقول مؤلف الدراسة الدكتور رويس تشين مدير برنامج الإقامة في طب العيون في جامعة كولومبيا في مدينة نيويورك: " لم يكن لدينا الكثير من المعلومات حول هذا الفيروس، كانت هناك تقارير من الصين بأن هذا الفيروس شديد العدوى، ولم نكن نعرف كيف نحمي أفراد الطاقم الطبي".
وتضمنت الجهود المبكرة في برنامج تشين فصل أفراد الطاقم الطبي إلى مجموعات أصغر لتقليل عدد زملاء العمل، مع إجراء فحوصات الأعراض اليومية.
وأي شخص يعاني من الحمى، أو السعال، أو أي أعراض أخرى توحي بإصابته، يقوم بعزل نفسه على الفور حتى يتم اختفاء الأعراض (وشمل ذلك تشين، الذي ظهرت عليه أعراض خفيفة).
ولكن ليس كل برنامج إقامة لديه بروتوكولات مماثلة، لذا أرسل تشين وزملاؤه استطلاعات إلى حوالي 340 مدير إقامة في نطاق 30 ميلاً من سنترال بارك في مدينة نيويورك لبحث مستويات المخاطر لكل تخصص.
واستجاب واحد وتسعون من هؤلاء المديرين، ويمثلون 24 تخصصًا وأكثر من 2300 مقيم.
وأوضحت هذه الاستطلاعات ارتفاع مستويات المخاطر لدى أطباء التخدير والطوارئ كما كان متوقعا، في المقابل، كان طب العيون مفاجئًا.
من العروف أن الأنف والفم من مسارات التعرض الواضحة للفيروس، لكن الأبحاث الحديثة تظهر أن العدوى يمكن أن تنتشر أيضًا من خلال العين.
وفي منتصف مارس الماضي، أوصت الأكاديمية الأمريكية لطب العيون بوقف معظم العمليات الجراحية غير الضرورية، ولكنها أصدرت بعد ذلك إرشادات حول استئناف العمليات الجراحية الاختيارية.
عيوب الدراسة
تقول الدكتورة إليزابيث أبراموفيتش مديرة برنامج التدريب على التخدير في مركز ويستشيستر الطبي في نيويورك أن هذه الدراسة ليس نهائيا، حيث أنها ما زال قيد الطباعة، كما أنها لم تشمل جميع التخصصات الطبية الأساسية والفرعية.
وأضافت إليزابيث أن استخدام معدات الوقاية الشخصية قد تحسن كثيراً من هذه النتائج، وبالتالي، يمكن أن تكون النتائج مختلفة إذا تكررت هذه الدراسة اليوم.