تشير بيانات بحثية مستمدة من شمال إيطاليا (وهي منطقة تضررت بشدة خلال الفترة الأولى لوباء كورونا) إلى أن الإصابة مرة أخرى بعد الشفاء من عدوى فيروس كورونا نادرة جداً، وقد تكون المناعة لدى المرضى السابقين طويلة الأمد.
تفاصيل الدراسة
تتبع الباحثون معدلات الإصابات الجديدة بين أكثر من 15000 من سكان منطقة لومباردي بشمال إيطاليا باستخدام اختبارات البي سي آر التي تم إجراؤها في أوائل عام 2020 وحتى نهاية فبراير 2021.
وتم تعريف الإصابة مرة أخرى في الدراسة الإيطالية على أنها حدوث عدوى جديدة بعد 90 يوماً على الأقل من الشفاء الكامل من العدوى الأولى للتأكد من عدم وجود التباس حول آثار العدوى الأولى في الاختبارات.
وقد ظهرت نتيجة فحص كورونا سلبية لما يقرب من 13000 شخص في اختباراتهم الأولية، بينما كانت نتيجة اختبارات 1579 شخصاً إيجابية.
للمزيد: فحص كورونا
نتائج الدراسة
في غضون عام بعد ذلك تقريباً، كانت نتائج الدراسة كالتالي:
- أصيب حوالي 3.9٪ من الأشخاص الذين لم يصابوا مطلقاً بفيروس كورونا في الاختبارات السابقة بعدوى الفيروس.
- وفي المقابل، أصيب 0.31٪ فقط (أي 5 أشخاص) من الذين أصيبوا في السابق بنوبة ثانية من المرض. وأشار الباحثون إلى أن 4 من المرضى الخمسة كانوا يعملون في المستشفيات أو قاموا بزيارتها، مما يشير إلى أنه كان لديهم احتمالية عالية للتعرض للفيروس. وكان 1 من الخمسة المصابين بالعدوى فقط مصاباً بأعراض شديدة تتطلب دخول المستشفى.
علاوةً على ذلك، لم تحدث الإصابة مرة أخرى إلا بعد انقضاء وقت طويل؛ فقد اكتشف الباحثون أن متوسط الوقت اللازم منذ حدوث الإصابة الأولية وحتى الإصابة مرة أخرى كان 230 يوماً.
وبناءً على هذه النتائج، خلص فريق البحث، بقيادة الدكتور نيكولا مومولي من مستشفى فورنارولي في ماجنتا، إلى أن المناعة الطبيعية ضد فيروس كوفيد-19 تمنح المصابين السابقين تأثيراً وقائياً لمدة عام على الأقل، وهي فترة مشابهة للحماية الواردة في دراسات اللقاحات المضادة للفيروس.
وقد نشرت النتائج في 28 مايو في مجلة JAMA Internal Medicine.
للمزيد: المتعافين من فيروس كورونا يظهرون استجابة اعلى للقاح
الخلاصة ونصائح الخبراء
على الرغم من هذه النتائج المشجعة، لا يزال حصول الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا على التطعيم أمراً ضرورياً. وقد أشار الباحثون إلى أن دراستهم انتهت قبل أن تبدأ سلالات فيروس كورونا الجديدة في الانتشار، ومن غير المعروف مدى فعالية المناعة الطبيعية ضد الفيروس من النوع الأصلي في الحماية من المتغيرات.
للمزيد: لقاحات كورونا المتوفرة تقي من كل السلالات المتحورة للفيروس
وقد كتب الدكتور ميتشل كاتز، من مستشفى نيويورك للصحة والمستشفيات: "أولاً، نحن لا نعرف إلى متى تستمر المناعة الطبيعية بعد التعافي من فيروس كورونا. بالإضافة إلى ذلك، من غير الواضح مدى الحماية التي توفرها المناعة القائمة على الإصابة بالمرض ضد المتغيرات الجديدة من فيروس كورونا. وأخيراً، فإن هناك فائدة اجتماعية أكبر لتلقيح الجميع".
وأشار الدكتور كاتز إلى أن تحقيق مناعة القطيع من خلال العدوى الطبيعية عملية طويلة وصعبة. وتاريخياً، فقد تم القضاء على الجدري (وهو المرض البشري الوحيد الذي تم القضاء عليه) من خلال التطعيم وليس العدوى الطبيعية.