يعد فقدان حاسة الشم أحد أبرز الأعراض المميزة لمرض فيروس كورونا الجديد (بالإنجليزية: Coronavirus). وقد أبلغ المصابون بالفيروس عن عدم قدرتهم على الشم حتى في الحالات الخفيفة من المرض، وبالتالي فهم يعانون من فقدان التذوق أيضاً.
أما بالنسبة لسؤال متى تعود حاسة الشم والتذوق بعد الكورونا، فقد وجدت دراسة حديثة قدمتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب أن العديد من الأشخاص الذين يتعافون من مرض الكورونا لا يزالون يفتقرون إلى حاستي الشم والتذوق حتى بعد 5 أشهر من التعافي من المرض.
تفاصيل الدراسة ونتائجها
شملت الدراسة 813 مشاركاً من العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين ثبتت إصابتهم بفيروس كورونا. ومن بين هؤلاء، فقد 580 شخصاً حاسة الشم في بدايات المرض.
وقد وجدت الدراسة أن ما يقرب من 300 مشارك من هؤلاء الـ 580 (51 ٪) لم يستعيدوا حاسة الشم حتى بعد 5 أشهر من الإصابة. أما من إجمالي عدد المشاركين في الدراسة، فقد 527 شخصاً حاسة التذوق، ولم يستعد 200 شخص (٪38) منهم حاسة التذوق بعد 5 أشهر من الإصابة.
كما وجد الباحثون أن غالبية الذين خضعوا للاختبار لم يستعيدوا حاسة الشم تماماً، أما حاسة التذوق فقد عادت إلى حوالي 8 من أصل 10 بين أولئك الذين تم اختبارهم.
لماذا يفقد المصابون بفيروس كورونا حاستي الشم والتذوق؟
يعد فقدان حاسة الشم أحد الأعراض العصبية، وهو أحد المؤشرات الأولى والأكثر شيوعاً للإبلاغ عن الإصابة بفيروس كورونا. وتشير بعض الدراسات إلى أنه أحد أقوى مؤشرات فيروس كورونا مقارنةً بالأعراض الأخرى مثل الحمى والسعال.
ويمكن أن يحدث فقدان الشم بسبب شيء بسيط مثل نزلات البرد، التي تهيج بطانة الأنف، أو يمكن أن تكون نتيجة لالتهاب أكثر خطورة يؤثر على الدماغ أو الأعصاب.
ويعد فقدان حاسة التذوق مرتبط بفقدان حاسة الشم بشكل كبير، فإذا فقد الشخص حاسة الشم فإنه يفقد حاسة التذوق على إثر ذلك لأن الرائحة تسهم بشكل كبير في التذوق.
لماذا تحتاج حاستي الشم والتذوق إلى وقت طويل لاستعادتهما؟
يشير فقدان حاسة الشم إلى تلف الأعصاب، حيث أن العصب الشمي له دور في حاسة الشم. ومع تلف الأعصاب، سواء أكان ذلك بسبب الكورونا أو مرض آخر مثل السكتة الدماغية، فإن التعافي يكون بطيئاً، وقد يحتاج إلى مدة تقاس بالأشهر أو السنوات.
كما هناك احتمال آخر لهذه الأعراض، والذي قد يكون تلف الخلايا في الدماغ. يمكن لفيروس كورونا أن يخترق منطقة صغيرة من الدماغ تعرف باسم البصلة الشمية (بالإنجليزية: Olfactory Bulb)، وهي جزء لا يتجزأ من حاسة الشم، ومن المحتمل أن يؤدي الفيروس إلى موت بعض الخلايا في البصلة الشمية، مما يؤدي إلى تأثير مطول على حاسة الشم.
اقرأ أيضاً: حاسة الشم.. نعمة من الله تلطف الحياة وتنبه إلى المخاطر المحتملة
كيف يمكن علاج فقدان حاستي الشم والتذوق؟
لا يمكن حالياً علاج فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب كورونا بشكل نهائي، وقد يتعافى المريض تماماً في غضون عام إلى عامين. ولكن استناداً إلى تلف الأعصاب الذي قد ينتج عن مرض آخر، فإنه يمكن للمريض أن يتعافى في غضون 5 أشهر.
وعلى الرغم من أن فقدان حاسة الشم ليس من الآثار الجانبية التي تهدد الحياة، إلا أنها بالتأكيد أحد الآثار الجانبية التي يمكن أن تؤثر بعمق على نوعية الحياة. كما أنها يمكن أن تعرض المرضى لخطر المشاكل المحتملة الأخرى، مثل عدم القدرة على شم رائحة الغاز أو الدخان في المنزل، أو عدم القدرة على تذوق الطعام الفاسد.
للمزيد: علاج فقدان حاسة الشم والتذوق
فقدان حاستي الشم والتذوق قد تكون من اعراض كورونا طويلة الامد
يعتبر استمرار هذه الأعراض من آثار كورونا طويلة الأمد، وهي مشكلة صحية لا يزال الأطباء يتعلمون المزيد عنها.
ويشير مرض كورونا طويل الأمد إلى استمرار الأعراض لعدة أشهر بعد إزالة الفيروس من الجسم. وبالإضافة إلى فقدان حاسة الشم والتذوق، تشمل أعراض كورونا الأخرى طويلة الأمد:
- التعب.
- مشاكل الذاكرة.
وللمزيد حول أعراض كورونا طويلة الأمد اقرأ أيضاً: هل يمكن أن تستمر أعراض فيروس كورونا لمدة أشهر؟
الخلاصة
يعد فقدان حاستي الشم والتذوق أحد أبرز الأعراض المميزة لمرض فيروس كورونا الجديد، وهي أحد الأعراض العصبية للمرض. ولا يوجد حالياً علاج لفقدان حاسة الشم والتذوق الناتج عن فيروس كورونا، أما عن مدة فقدان حاسة الشم والتذوق بسبب كورونا، فهي قد تستمر لمدة تصل إلى عدة أشهر أو عدة سنوات.