يعتبر الألم العلامة الأولى التي تنبه المرء لوجود ضرر في أحد أعضاء الجسم، وهو ما يجعل المرء يطلب الرعاية الصحية عادةً، لكن أظهرت دراسة جديدة أن الألم ليس عرضاً فحسب، بل يعتبر أيضاً أداة وقاية من تلف الأمعاء عند الفئران.
أظهر بحث نشر في مجلة الخلية (بالإنجليزية: Cell) أن الألم ينظم إفراز الطبقة المخاطية الواقية للأمعاء عند الفئران في الحالات الطبيعية، وأن الأعصاب المسؤولة عن الألم تحفز إفراز الطبقة المخاطية بشكل أكبر في حالات الالتهابات.
تعمل الخلايا العصبية المسؤولة عن الألم بتحفيز الخلايا الكأسية (بالإنجليزية: Goblet cells) لإفراز الطبقة المخاطية بشكل مباشر. الخلايا الكأسية هي خلايا طلائية شبيهة بالكأس وتحتوي على مادة مخاطية شبيهة بالجل تتكون بشكل أساسي من البروتينات والسكريات، وتعمل هذه المادة كطبقة واقية للأعضاء والخلايا من التلف والضرر.
وقد أظهرت الدراسة أن هذه الخلايا تقوم بإفراز المزيد من هذه الطبقة الواقية عندما يتم تحفيزها بسبب الألم من قبل الخلايا العصبية في الأمعاء. كما ظهر أيضاً أن الفئران التي تعاني من عدم وجود الخلايا العصبية المحفزة للألم قد تتعرض لتلف في الأمعاء وعدم توازن بين البكتيريا النافعة والضارة، بسبب قلة إفراز الطبقة المخاطية الواقية.
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن الفئران التي تعاني من نقص الأعصاب المحفزة للألم قد عانت من تلف أكبر في الأمعاء بسبب التهاب القولون، والذي يوجه الانتباه مباشرة إلى طرق علاج التهابات الأمعاء المزمنة، والتي عادةً ما يتم استخدام مسكنات الألم لتخفيف أعراضها. ولكن معظم مسكنات الألم توقف التحفيزات العصبية في الأمعاء، مما قد يقلل إفراز الطبقة الواقية، ويعرض جدار الأمعاء للتلف.
وكذلك الحال بالنسبة لعلاجات الشقيقة التي توقف الإشارات العصبية المحفزة للألم والتي تحمي الأمعاء، ذلك يعني أن أدوية علاج الشقيقة قد تسبب الضرر للأمعاء.
ويجري التحري حالياً عن الوظائف الأخرى التي قد تحفزها الخلايا العصبية والألياف المحفزة للألم، وما إن كان لها دور في عمليات حيوية أخرى.
اقرأ أيضاً: تناول مسكنات الالم، نصائح هامة