توصلت تجربة سريرية جديدة إلى أن زرع الخلايا الجذعية يمكن أن يساعد بعض الأشخاص المصابين بالتصلب اللويحي المتعدد (MS) الذين تفشل الأدوية العادية في تحسين حالتهم.
وركزت الدراسة على 110 مريض يعانون من حالات شديدة من مرض التصلب اللويحي: أي الذين ظهرت عليهم الأعراض مرتين على الأقل خلال العام السابق لإجراء الدراسة على الرغم من تناولهم للأدوية التي يتم وصفها عادةً لمرضى التصلب اللويحي، وأن يكونوا جربوا بالفعل ثلاثة من هذه الأدوية.
قام الباحثون باختيار المرضى بشكل عشوائي وتم تقسيمهم إلى مجموعتين: الأولى تم إعطاء المشاركين فيها أدوية أخرى، والثانية خضع فيها المشاركون إلى إجراء عملية زراعة للخلايا الجذعية.
خلال ثلاث سنوات، تقدم مرض التصلب اللويحي في 34 من 55 مريضاً من مجموعة المرضى الذين تم إعطاؤهم دواء- أي أن وضعهم الصحي تراجع، مقارنة مع تقدم المرض في ثلاثة مرضى فقط من 55 مريضاً من مجموعة المرضى الذين خضعوا لعملية زرع الخلايا الجذعية.
يقول الدكتور ريتشارد بيرت، رئيس فريق البحث، إن النتيجة مدهشة حقاً، مضيفاً أن النتائج كانت أفضل من توقعات فريقه.
ومع ذلك، حذر بيرت من أن أقلية صغيرة فقط من مرضى التصلب اللويحي يمكن أن يكونوا مرشحين محتملين لزراعة الخلايا الجذعية. وفي الوقت الحالي، لا يوجد سوى مراكز طبية معينة تتوفر فيها التقنيات والخبرات اللازمة لإجراء مثل هذه العمليات.
وقال بيرت رئيس قسم العلاج المناعي وأمراض المناعة الذاتية بكلية طب واينبرج بجامعة نورث وسترن في شيكاغو: "أي علاج قوي يمكن أن يكون خطير أيضاً."
وقد ردد هذه التحذيرات بروس بيبو، المدير التنفيذي لأبحاث الجمعية الوطنية لمرض التصلب اللويحي المتعدد.
وقال بيبو الذي لم يشارك في البحث: "يجب الاحتفاء بهذه الدراسة، فهي أول تجربة سريرية عشوائية تستخدم مجموعة ضابطة تختبر هذه الاستراتيجية."
لكنه شدد على أن العلاج لا يزال تجريبياً ولا يمكن استخدامه بأمان إلا في عدد قليل من المراكز الطبية حول العالم.
مرض التصلب اللويحي المتعدد هو اضطراب عصبي ناجم عن هجوم مضاد لنظام المناعة في الجسم على غلاف المايلين الذي يحيط بالأعصاب. واعتماداً على مكان حدوث الضرر، تشمل الأعراض حدوث مشاكل في الرؤية، وضعف العضلات، والخدر، وصعوبة التوازن وتنسيق الحركة.
يتم تشخيص حوالي 85% من المصابين بالتصلب اللويحي بشكل مبدئي بنمط "الانتكاس-عودة الأعراض" للمرض، وفقاً لجمعية التصلب اللويحي الوطنية. وهذا يعني أن الأعراض تظهر لبعض الوقت ثم تتلاشى ثم تعود للظهور، وهكذا. لكن معظم المصابين ينتقلون في النهاية إلى الشكل المتقدّم للمرض وتتفاقم إعاقتهم مع مرور الوقت.
كيف تساعد عملية زرع الخلايا الجذعية؟
أوضح بيرت، أن الفكرة هي أساسا "إعادة تشغيل" الجهاز المناعي ومنعه من مهاجمة خلايا الجسم.
وتعد الخلايا الجذعية التي يتم أخذها من نخاع العظام اللبنات الأساسية لجهاز المناعة. في هذه التجربة، تم تخزين الخلايا الجذعية المستخلصة من نخاع العظم من المرضى الذين تم اختيارهم للمشاركة في الدراسة، ثم خضع المرضى بعد ذلك ببضعة أيام إلى العلاج الكيميائي لتثبيط جهاز المناعة في أجسامهم.
بعد ذلك، تم إدخال الخلايا الجذعية المخزنة مرة أخرى إلى الجسم، ومع مرور الوقت، قام الجهاز المناعي بإعادة بناء نفسه.
ووجدت الدراسة أنه خلال السنوات القليلة التالية، تحسنت حالة المرضى الذين خضعوا لزرع الخلايا الجذعية بشكل كبير.