أخبار الطبي-عمّان
قد يبدو موضوع الأوشام والإقبال عليها أكثر وضوحاً في المجتمعات الغربية ولكن لا يمكننا الإنكار أنّ موضوع الوشم أصبح أكثر شعبية في بلادنا العربية هذه الأيام، صحيح أنّ وشم رمز أو صورة على أحد مناطق الجسم يبدو غير مألوفاً لكن تتخذ استخدامات الوشم مناحي أُخرى في منطقتنا العربية؛ كاستخدامه في صالونات تجميل السيدات لرسم منطقة الحاجب وهذا شائع جداً ويعتمد على طرق الوشم التقليدية -وهي غرز الجلد وإدخال صبغة ملائمة- ويحمل نفس المخاطر التي سنتعرض لها اليوم. ونظراً لتزايد شعبية الوشم يجب أن يكون المقبلين عليه على بينة من المخاطر التي ينطوي عليها.
الباحثون في المركز الطبي لجامعة نيويورك وجدوا أن ما يصل إلى 6٪ من سكان نيويورك الذين حصلوا على وشم ما على أجسادهم عانوا من طفح جلدي ناجم عن الوشم، حكة شديدة أو تورم واستمرت هذه الأعراض لأكثر من 4 أشهر، وبالنسبة للبعض الآخر، سنوات عديدة. نُشرت هذه النتائج في مجلة (Contact Dermatitis).
وجاءت نتائج الدراسة من مقابلات مسحيّة مع نحو 300 من البالغين في نيويورك سنترال بارك في يونيو 2013. وتعكس النتائج التي تم اكتشافها في هذه الدراسة الدراسات التي أُجريت من قبل الدول الأوروبية - التي بدأت مؤخراً فقط بمراقبة المضاعفات الطبية المرتبطة بالوشم.
تراوحت أعمار المشاركين في الاستطلاع بين سن 18-69 عاما، مع أغلبية لا تزيد أعداد الوشم لديهم عن خمسة، مع كون الذراع موقع الوشم الأكثر شعبية في 67٪ من المشاركين.
يقول الباحثون الذين حاولوا جمع معلومات عن المضاعفات الطبية الناجمة عن الوشم انهم قد شعروا بالجزع والصدمة من النسبة العالية من المضاعفات المزمنة التي ذُكرت من قبل المشاركين وكانت مرتبطة بحصولهم على وشم على أجسادهم. وأضافوا أنّ بعض المضاعفات السلبية على الجلد بسبب الوشم يمكن علاجها بالأدوية الستيرويدية المضادة للالتهابات، والبعض الآخر قد يتطلب جراحة الليزر.
الجراحة ضرورية أحياناً في الحالات الصعبة لإزالة المناطق الموشومة من الجلد أو ظهور الندبات أو الآفات الجلدية الحبيبية، التي يمكن أن ترتفع عدة مليمترات عن الجلد وتسبب حكة كبيرة واضطرابات عاطفية.
وكشفت الدراسة أن مناطق الجلد التي حُقنت مع اثنين من ألوان حبر الوشم الأكثر شيوعا وهما؛ الأحمر والأسود، شهدت أكثر المضاعفات طويلة الأمد.
وكان ما يقرب من النصف (44٪) من المضاعفات الطبية المزمنة بسبب الحبر الأحمر، على الرغم من أنه أكثر قليلا من الثلث (36٪) كان لديهم وشم بالحبر الأحمر. وأمّا ثلث حالات المضاعفات الطبية المزمنة كانت بسبب الحبر الأسود، المستخدم في أكثر من 90٪ من الأوشام.
يعزو الباحثون واقع المضاعفات المرتبطة بالوشم جزئياً إلى انعدام الرقابة التنظيمية، وكذلك حقيقة أن التركيب الكيميائي للأحبار الملونة المستخدمة في عملية الوشم غير مفهومة وليست موحدة بين الشركات المصنعة للأصباغ.
نتيجة رئيسية نهائية أُخرى  من هذه الدراسة تشير إلى أن المضاعفات على المدى القصير، بما في ذلك تأخر الشفاء، والألم، والتورم والالتهاب التي تحدث وتنتهي في غضون أسابيع من الحصول على وشم، حدثت في 10٪ من الأفراد.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أظهرت البيانات أن الثلث من أولئك الذين شهدوا بعض المضاعفات السلبية بعد الوشم سعوا للمشورة أو المساعدة الطبية. أو عادوا لصالون الوشم للاسترشاد بالعاملين هناك.
 الجلد عضو مناعي حساس للغاية، وهو خط الدفاع الأول للجسم، إيذائه عن طريق الأوشام أمر غير مستحب أبدأً حيث أنّ كثير من البحوث تناولت موضوع الأحبار المستخدمة في الأوشام وأشارت أنها قد تحتوي طلاء سيارات وحبر الطوابع مع غياب الرقابة وهذا يجعلنا في نهاية الأمر نحقن مواداً مُسرطنة في جلودنا في الوقت الذي نستطيع فيه الإستغناء عن مثل هذه الممارسات حفاظاً على صحتنا أولاً وآخراً.
للمزيد: