يعتبر غسيل اليدين بعد استخدام الحمام للتخلص من الميكروبات العالقة من بديهيات العناية الشخصية والوقاية من الإصابة بالعدوى والأمراض. قامت العديد من الدراسات والحملات التوعوية للتنبيه إلى أهمية غسل اليدين بالشكل الصحيح واستخدام الصابون المطهر مع الحرص على شمل الأظافر خلال عملية غسل اليدين، كل ذلك لتقليل كمية الميكروبات المتبقية على اليدين، والحماية من انتشار الأمراض المعدية في المجتمع، إذ أن نظافة اليدين وتطهيرهما يعد الخطوة الأولى للوقاية من انتشار الأمراض المعدية تحديداً.
ما هي طرق تجفيف اليدين في الحمامات العامة؟
تجفيف اليدين بعد غسلها لا يقل أهمية عن غشل اليدين، إذ يساعد تجفيف اليدين بعد الغسل على التخلص من بقايا الميكروبات المتبقية التي لم تتم إزالتها بشكل كامل خلال عملية الغسيل، وأيضاً يساعد على التخلص من رطوبة اليدين؛ إذ تعتبر اليدين الرطبة بيئة مناسبة جداً لنمو الجراثيم وانتقالها والتسبب بالعدوى.
يعتمد اختيار الطريقة الأفضل لتجفيف اليدينعلى عدة معايير، أهمها فاعلية الطريقة المستخدمة في التخلص من أكبر عدد من الميكروبات خلال أقل وقت، ومنع انتشار الميكروبات في الهواء مما يساهم في انتشار العدوى بشكل أكبر، بناء على ذلك تم تقسيم طرق التجفيف إلى ما يلي:
المناديل الورقية
تعتبر المناديل الورقية الطريقة الأفضل من بين الطرق الثلاثة المستخدمة في تجفيف اليدين، حيث تزيل المناديل الورقية أكثر من 96% من الميكروبات المتبقية على اليدين، وتجفف اليدين بنسبة 99%، بذلك تكون اليدين معقمة بنسبة جيدة، وجافة بشكل مناسب مما يحمي الشخص من نقل العدوى أو الإصابة بها، كما أنها تمنع من انتشار الميكروبات في الهواء لذلك تعتبر الطريقة الأكثر آمانآ في تجفيف اليدين في الأماكن التي يجب منع انتشار العدوى بها مثل المراحيض العامة والمستشفيات.
مجففات الأيدي الهوائية
أثبتت الدراسات التي أجريت على عينة واسعة من المراحيض العامة أن مجفف اليدين الهوائي يعمل على شفط الجراثيم الموجودة في هواء هذه المراحيض ثم يقوم بدفعها الى اليدين مرة أخرى أثناء تجفيفها. فقد قام الباحثون بتعريض أطباق خاصة لنمو الجراثيم (تسمى بأطباق بيتري) للهواء الخارج من مجفف اليدين لفترات مختلفة، نتج عن ذلك نمو عدد كبير من مستعمرات البكتيريا يصل إلى 254 نوع مختلف من البكتيريا في الأطباق المعرضة للهواء الخارج من مجفف اليدين الهوائي، ذلك الهواء الملوث بالبكتيريا هو نفسه الذي تتعرض له اليدين أثناء تجفيفها.
كما أن وجود فلتر داخل مجفف اليدين يقلل عدد المستعمرات البكتيرية التي تنمو عند تعريض أطباق بيتري للهواء الخارج من مجفف اليدين، ولكنه لا يمنع انتشار الجراثيم ولا يقلل وجودها بل على العكس تماماً.
تنقسم مجففات اليدين إلى نوعين رئيسيين هما:
- مجفف اليدين الساخن
إذ يقوم بتسخين الهواء الموجود أصلاً داخل الحمام وإخراجه من خلال فتحة خاصة لتجفيف اليدين، تجف لأيدي من خلال الحرارة.
- مجفف الهواء النفاث
يقوم مجفف الهواء النفاث (بالإنجليزية: Jet Air Dryer) بنفث الهواء الموجود أصلاً داخل الحمام بسرعة أكبر وبنفس درجة حرارة الجو، تجف اليدين من خلال سرعة الهواء الخارج من الجهاز. استخدام مجفف الهواء النفاث يعد أقل ضرراً من مجفف الهواء الساخن، لكن كلاهما أقل كفاءة وأكثر ضرراً مقارنة بالمناديل الورقية، بذلك تصنف مجففات اليدين الهوائية الأقل كفاءة في تجفيف اليدين وتقليل البكتيريا المتبقية عليها، والحماية من نقل العدوى.
في حين أن وضع الأطباق الخاصة لنمو الجراثيم في بيئة الحمام (الهواء الساكن الموجود في الحمامات العامة) لا ينتج عنه نمو أي نوع من البكتيريا وبالتالي لا يسبب عدوى أو ضرراً، لكن تحريك الهواء والميكروبات وإعادة نفثها على اليدين الرطبة يزيد من عدد البكتيريا المتراكمة على اليدين ويزيد خطر نقل العدوى.
للمزيد: أغسل يديك احمي نفسك وغيرك
هل تنمو الجراثيم داخل مجفف اليدين أم تسحب من الهواء داخل الحمام؟
تم وضع فلاتر عالية التنقية بداخل مجففات اليدين داخل الحمامات التي أجريت عليها الدراسات، إذ وجد أن عدد البكتيريا الخارجة مع هواء مجفف اليدين قد قلت إلى 75% من نسبة البكتيريا التي تم قياسها سابقاً بدون وجود فلاتر، بذلك كان المصدر الرئيسي للبكتيريا الخارجة مع هواء مجفف اليدين هو البكتيريا الموجودة في هواء الحمام.
كيف تصل الجراثيم الى مجفف اليدين الهوائي ؟
وجد أن في كل مرة يتم فيها سكب الماء بعد الانتهاء من استخدام المراحيض دون إغلاق الغطاء الخاص بالمرحاض بأنه قد يؤدي إلى انتشار وتطاير البكتيريا والجراثيم في الهواء المحيط بالمرحاض حتى مسافة تصل إلى 6 أمتار مربعة. تصل هذه البكتيريا المتطايرة والمحمولة بالهواء إلى أغلب الأدوات المستخدمة في الحمام، من صمام صنبور الماء، وكبسة الصابون السائل وحتى مجففات اليدين الهوائية وتقوم بإعادة نفخها على اليدين الرطبة بشكل مركز، مما يزيد من عدد البكتيريا المحمولة على اليدين ولا يقللها، فتبقى اليدين غير نظيفة وغير معقمة.
تشير إحدى الدراسات بأن البكتيريا الموجودة على أيدي الأشخاص الذين يستخدمون مجفف اليدين الساخن بعد غسل اليدين وتجفيفها أكثر ب27 ضعف من أيدي الأشخاص الذين يستخدمون المناديل الورقية لتجفيف اليدين، وأكثر ب 4 أضعاف من أيدي الأشخاص الذين يستخدمون مجفف الهواء النفاث.
ما هو مدى خطورة البكتيريا المنتشرة من مجفف اليدين؟
معظم البكتيريا التي تنتقل بسبب مجفف اليدين غير مؤذية، وغالبً لا تصيب الشخص السليم ذو الصحة الجيدة بأي خطر، لكنها تؤثر على الأشخاص الذين يتمتعون بمناعة ضعيفة أو المصابين بأمراض سابقة أو المرضى داخل المستشفيات حيث تنخفض مناعتهم ويصبحون أكثر عرضة للعدوى. باستثناء بعض أنواع البكتيريا مثل العنقودية الذهبية ( بالإنجليزية: Staphylococcus aureus) التي قد تسبب مجموعة من الأمراض للأصحاء، وغيرها من الأمراض التي تسببها البكتيريا.
خلاصة القول؛ إن احتمالية الإصابة بعدوى أو مرض قليلة للأشخاص الأصحاء بشكل عام، لكن اتباع التدابير الوقائية يحمي من الإصابة بعدوى مهما كانت نسبتها قليلة أو من نقلها إلى شخص آخر.
للمزيد: العودة الى المدارس: النظافة الشخصية
ما هي العادات الصحيحة لغسل اليدين في المراحيض العامة؟
من المهم جداً المحافظة على غسل اليدين بالماء والصابون بعد الإنتهاء من استخدام المراحيض، ومن الأمور المهم مراعاتها للتخلص من الجراثيم أنه يجب غسل اليدين لمدة 15-20 ثانية تتضمن الغسل بين الأصابع، وظهر اليد، والأظافر كما أن بقاء اليدين رطبة بعد غسلها وعدم تجفيفها جيداً يساعد البكتيريا على النمو لذلك يجب الحرص على تجفيف اليدين بعد الغسل وتجنب استخدام مجفف اليدين الهوائي بشكل خاص في مراحيض المستشفيات حيث تعتبر مليئة بالجراثيم المسببة للأمراض، وقد أصدرت بعض الدول مؤخراً بعض التوجيهات لمنع استخدام مجفف اليدين الهوائي داخل مراحيض المستشفيات، واستخدام المناديل الورقية لتجفيف اليدين بعد غسلها كبديل حيث يعتبر أكثر الطرق تعقيما.
بعد غسل اليدين وتجفيفها يجب الحرص على عدم لمس أماكن أو أدوات أخرى داخل المرحاض و فتح الباب من خلال استخدام المناديل الورقية.
للمزيد شاهد الفيديو التالي: الطريقة الصحيحة لغسل اليدين