الغدد الصماء هي غدد موزعة في مختلف نواحي الجسم وتفرز الهرمونات مباشرة في مجرى الدم، وتكمن أهمية الغدد الصماء وما تنتجه في لعب دور في أعضاء الجسم، والنمو، والتمثيل الغذائي، والنوم، والمزاج، والكثير من الأمور الأخرى، وتعد الغدد جارات الدرقية (بالإنجليزية: Parathyroid Glands) أحد هذه الغدد الصماء، وهي 4 غدد صغيرة بيضوية بحجم حبة الأرز تقع خلف الغدة الدرقية في الرقبة.
تنتج الغدد جارات الدرقية هرمون الغدة جارة الدرقية وتفرزه أيضاً، حيث يلعب الهرمون المفرز من الغدد جارات الدرقية دوراً هاماً في في تنظيم عملية التمثيل الغذائي لكل من الكالسيوم والفسفور اللذان يؤثران على العظام والأسنان. لذلك فإن هرمون الغدد جارات الدرقية (بالإنجليزية: Parathyroid Hormone) مهم في تمعدن العظام والأسنان.
قد يزيد إفراز هرمون الغدد جارات الدرقية فوق المستوى الطبيعي بشكل مفرط فتسمى هذه الحالة فرط نشاط الغدد جارات الدرقية، وعادة ما يصيب الأشخاص في منتصف العمر. وله مسببان: ابتدائي يحدث بسبب تضخم في الغدة أو ورم في الغدة، وثانوي يحدث كرد فعل لتصحيح مستويات الكالسيوم في الدم عندما تكون منخفضة بشكل غير طبيعي.
هناك حالة نادرة يكون فيها هرمون الغدد جارات الدرقية مفرزاً بشكل أقل من المستوى الطبيعي أو لا ينتج فتسمى هذه الحالة قصور الغدد جارات الدرقية، ويكون مرض وراثي أو مكتسب.
تجويف الفم والغدد جارات الدرقية
هناك مظاهر سريرية شائعة في التجويف الفموي تظهر فرط نشاط الغدد جارات الدرقية، منها:
- الورم البني الذي يكون على شكل كتلة حمراء بنية قابلة للتفتيت، ويرجع اسم الورم البني نسبة إلى التسلسل النزفي.
- فقدان وانخفاض كثافة العظام السنخية بين الأسنان.
- انجراف الأسنان الذي يؤدي إلى سوء إطباق الأسنان مع تباعد الأسنان.
- الشكوى من ألم عظم الفك الغامض.
- تشوهات الأسنان.
- جفاف الحلق.
- نزيف اللثة.
- تسوس الأسنان.
- نتوء عظمي في التجويف الفموي.
وهناك مظاهر سريرية تظهر قصور الغدد جارات الدرقية، منها:
- ضعف نمو الفك العلوي والفك السفلي.
- أسنان ذات جذور قصيرة ومنتفخة.
- غرف اللب عريضة بشكل غير طبيعي.
- وخز حول الشفاه.
- نقص تنسج المينا وضعف مينا الأسنان خصوصاً لدى الأطفال.
- بحة الصوت أو تغيرات الصوت.
نتائج التصوير الشعاعي
تكشف الصور الإشعاعية عن طريق الفم (داخل الفم والبانوراما) عدة أشياء، منها:
- اتساع مساحة الرباط حول اللثة.
- تكلس حجرة اللب.
- يبدو وكأن الأسنان تطفو في الهواء.
- تكلسات الأنسجة الرخوة أو الغدد اللعابية.
- فقدان سماكة العظام.
تشخيص امراض الاسنان المتعلقة بنشاط الغدة الدرقية
المعدل الطبيعي لمستوى هرمون الغدد جارات الدرقية هو (15-65/ بيكوغرام/ مل). والمعدل الطبيعي لمستوى الكالسيوم في الدم (9-11 مليغرام/ ديسيلتر).
بمجرد تأكيد ارتفاع مستوى هرمون الغدد جارات الدرقية عن المعدل الطبيعي فإن الهدف من التشخيص هو تحديد ما إذا كان هرمون الغدد جارات الدرقية سببه ابتدائي أو ثانوي في أصله وذلك يكون عن طريق فحص مستوى الكالسيوم في الدم.
إذا كان مستوى الكالسيوم في الدم مرتفعاً فهذا يشير إلى أن السبب ابتدائي، أما إذا كان مستوى الكالسيوم في الدم طبيعياً أو منخفضاً فهذا يشير إلى أن السبب ثانوي.
علاج الاسنان لمريض فرط نشاط جارات الدرقية
يلعب طبيب الأسنان دوراً مهماً في الكشف عن وجود فرط نشاط الغدد جارات الدرقية فقد يكتشف ذلك من ضعف الأسنان وعدم تحملها لأدنى لمس بواسطة جهاز الحشو وسرعة تكسرها وهذا بسبب قلة الكالسيوم فيها.
بالنسبة لمعظم المرضى يتم التعرف على الاضطراب أثناء عمل فحوصات الدم الروتينية أو علاج أمراض الكلى فمن النادر حدوث أعراض داخل الفم. إذا كان طبيب الأسنان هو أول من اكتشف مشكلتك فسيقوم بإحالتك إلى طبيب الغدد الصماء.
سرعة تدارك واكتشاف وجود الخلل يساهم في أفضل نتائج علاجية. يمكن أن يكون العلاج دوائياً في البداية قبل اللجوء للتدخل الجراحي، وينصح بالتوقف عن التدخين، ومراقبة مستويات الكالسيوم والفسفور وفيتامين دال في الدم.
يجب أن يكون هناك حذر عند الإجراءات الجراحية لوجود خطر كسر العظام. يمكن أن يقوم الطبيب باستئصال الورم البني. وإعادة ترميم الفك العلوي والفك السفلي.