يشعر البعض أحيانًا بالتعب دون سبب واضح أو بالألم والانتفاخ في الذراعين والساقين مع أقل قدر مبذول من الجهد، قد تشير هذه الأعراض إلى الإصابة بانسداد الشرايين المسؤولة عن توزيع الدم من القلب إلى أجهزة الجسم المختلفة.
قد يؤدي انسداد الشرايين إلى مضاعفات خطرة مثل السكتة الدماغية وصعوبة التنفس، لذا من الهام الإلمام بالعلامات التي تدل على الانسداد الشرياني ومعرفة أسبابه لمحاولة تلافيها. [1]
نناقش في مقالنا الأسباب المؤدية إلى الإصابة بانسداد الشرايين ونتعرف على الأعراض، والعلامات التحذيرية التي تتطلب الرعاية الطبية.
محتويات المقال
أعراض انسداد الشرايين
يمكن أن تصاب أي من شرايين الجسم بالانسداد وبالتالي تختلف أعراض الانسداد الشرياني تبعًا لموضع حدوثه، وموقع العضو المتضرر من الجسم نتيجة هذا الانسداد وعدم وصول الأكسجين، لكن يعتبر انسداد شرايين القلب هو أخطرهم على الإطلاق، لأنه قد يتسبب في حدوث السكتات الدماغية، أو النوبات القلبية المهددة للحياة. [2]
للمزيد: شرايين القلب، واضطراباتها
غالبًا لا تظهر أعراض انسداد الشرايين مبكرًا ولا يشعر بها المريض حتى حدوث أحد المضاعفات الخطرة، أو عندما تزداد التراكمات والترسبات الدهنية على جدار الشريان لترتفع نسبة الانسداد الشرياني إلى درجة 70%، عندها قد يشعر المريض بالأعراض التالية: [2][3]
- آلام الصدر التي قد تشير إلى الإصابة بالذبحة الصدرية (بالإنجليزية: Angina) الناتجة عن انخفاض تدفق الدم إلى القلب، بسبب الانسدادات في الشرايين المؤدية إلى القلب والمسؤولة عن تغذيته.
- ضيق التنفس.
- الدوار.
- التعب والضعف العام.
- خفقان القلب.
- التعرق.
- الغثيان.
- ألم أسفل الظهر.
- برودة في اليدين والقدمين.
- التنميل في اليدين، أو القدمين، أو الساقين.
- تغير لون الجلد في المنطقة المصابة.
- تساقط الشعر.
- ظهور قرح وتقرحات لا تلتئم.
علامات تحذيرية لانسداد الشرايين
يمكن أن ينتج عن انسداد الشرايين مضاعفات خطرة تتطلب الانتقال السريع إلى طوارئ المستشفى، غالبًا ما يحدث ذلك عند إصابة شريان حيوي واصل إلى الدماغ أو القلب بالانسداد، يعاني وقتها المريض من علامات تحذيرية منها التالي: [2]
- ضيق شديد في التنفس.
- آلام مفاجئة في الذراع والظهر.
- فقدان الوعي.
- التعرق الشديد.
- الغثيان المستمر.
- تسارع في ضربات القلب.
- عدم تطابق تعابير الوجه مثل الابتسامة المتدلية في أحد جانبي الوجه.
- صعوبة الكلام أو البلع.
- الارتباك وفقدان التركيز.
- الشعور بالضعف في أحد جانبي الجسم.
- تغير في الرؤية.
للمزيد: أعراض انسداد الشرايين عند النساء وأمراض القلب الأخرى
أسباب انسداد الشرايين
تعد حالة تصلب الشرايين (بالإنجليزية: Atherosclerosis) هي السبب الأول والرئيسي في الإصابة بانسداد الشرايين، ويشير مصطلح تصلب الشرايين إلى حالة الشرايين التي أصبحت صلبة، وسميكة، وضيقة بمرور الوقت نتيجة تراكم كميات من الدهون والكوليسترول على جدرانها والتي تسمى أيضًا باللويحات (بالإنجليزية: Plaque) مما أفقدها مرونتها، والتي ينتج عنها صعوبة مرور الدم وتدفقه إلى أجزاء الجسم المختلفة وارتفاع معدل حدوث انسداد الشرايين والجلطات.
لا تقتصر حالات تصلب وانسداد الشرايين على شرايين القلب التاجية فقط، فقد تحدث في أي مكان في الجسم مثل الأطراف فيما يعرف بمرض الشريان المحيطي (بالإنجليزية: Peripheral Artery Disease or PAD)، أو تحدث في شرايين الرقبة التي تمد الدماغ بالدم مثل الشريان السباتي (بالإنجليزية: Carotids).
[1][4]
يوجد العديد من العوامل التي تساعد على إضعاف الشرايين وترفع من معدل ترسب الدهون والإصابة بتصلب الشرايين، منها النقاط التالية: [1][3]
- ارتفاع الكوليسترول الضار في الدم وانخفاض الكوليسترول الجيد والذي قد يكون نتيجة سبب وراثي.
- خيارات النظام الغذائي غير الصحية الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة.
- نمط الحياة الكسول الخال من ممارسة التمارين الرياضية.
- التدخين: يؤدي دخان السجائر إلى زيادة فرص حدوث تصلب الشرايين خاصة شرايين القلب، والساقين، والشريان الأورطي الذي يعد أكبر شرايين الجسم.
- زيادة الوزن والسمنة.
- ارتفاع ضغط الدم: ينتج عن ارتفاع ضغط الدم زيادة معدل تراكم اللويحات في الشرايين، ويرفع معدل تصلب الشرايين.
- ارتفاع سكر الدم: يتسبب ارتفاع السكر في الدم في زيادة معدل تكون اللويحات عند مرضى السكري، وغيرهم ممن يعانون من ارتفاع سكر الدم مثل مرضى متلازمة التمثيل الغذائي.
- الالتهابات الناتجة عن حالات صحية مثل الذئبة أو التهاب المفاصل.
- التقدم في العمر فوق 60 عامًا.
- التاريخ العائلي للإصابة بتصلب الشرايين.
غالبًا ما تبدأ حالات تصلب الشرايين وتراكم اللويحات خلال سنوات الطفولة والمراهقة، لتظهر مشكلة انسداد الشرايين في منتصف العمر وما يليه.
اقرأ أيضًا: فاتورة تقصيرنا: قصور الشرايين التاجية ونوبات القلب المفاجئة
أطعمة تسبب انسداد الشرايين
يعد النظام الغذائي غير الصحي أحد العوامل الهامة التي تساهم في الإصابة بانسداد الشرايين، نوضح فيما يلي أنواع تلك الأطعمة: [2]
- تساهم الأطعمة والأغذية الغنية بالدهون المتحولة أو المشبعة في زيادة تكون اللويحات، مما يسرع من معدل انسداد الشرايين.
- تساعد الأغذية المالحة في التسبب بارتفاع ضغط الدم وهو من الأسباب الرئيسية لانسداد الشرايين.
- تعمل الأطعمة المصنعة على زيادة فرص انسداد الشرايين عن طريق رفع ضغط الدم وزيادة تراكم اللويحات.
نذكر فيما يلي بعض الأمثلة على الوجبات والأطعمة التي تشارك في رفع فرص الإصابة بانسداد الشرايين: [2]
- المقليات مثل البطاطس المقلية والدجاج المقلي.
- اللحوم الحمراء مثل لحم البقر.
- صفار البيض.
- المحار والقشريات مثل الجمبري.
- الصلصات وعبوات المرق الجاهزة الكريمية.
- الزبد والجبن كامل الدسم.
لا يعني ذلك الامتناع التام عن تلك الأطعمة خاصة الطبيعي منها مثل اللحوم والجبن، لكن ينصح بالحد من معدلات تناولها خاصة لمن تتوافر بهم عوامل خطر الإصابة بانسداد الشرايين، أما الأطعمة المالحة مثل المقرمشات، والمصنعة والجاهزة الغنية بالدهون المتحولة والمشبعة، فينصح بالامتناع عنها.
يساعد استبدال الأطعمة السابقة بالأسماك، والخضروات، والفواكه الطازجة في تقليل مخاطر الإصابة بانسداد الشرايين. [2]
نصيحة الطبي
يعتبر تصلب الشرايين هو المسبب الرئيسي في حدوث انسداد الشرايين، وتعود أسباب الإصابة بتصلب الشرايين إلى عدد من العوامل مثل التدخين، والسمنة، والإصابة بعدد من الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.
يوصى بتعديل النظام الغذائي والحد من الأطعمة التي ترفع من معدلات تراكم اللويحات على جدر الشرايين مما يسبب انسدادها، مثل الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والمتحولة، والمالحة واستبدالهم بالأطعمة الطازجة مثل الخضروات، والفاكهة، والحبوب الكاملة، كما ينصح بالإقلاع عن التدخين.