يُمكن أن يُؤثر نقص اليود عند الأطفال سلبًا على صحتهم، وربما يُعرضهم لمشكلاتٍ خطيرة تؤثر على نموهم، ورغم أن الأطفال يحتاجون اليود بكميات قليلة، إلا أنه يجب التأكد من حصول الطفل على الكمية الموصى بها من اليود، والتي تختلف باختلاف مراحل نموه. [7]
ما هو نقص اليود عند الأطفال؟ وما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه والوقاية منه؟ إليك التفاصيل في المقال الآتي.
محتويات المقال
نقص اليود عند الأطفال
يحدث نقص اليود عند الأطفال عندما لا يحصل الجسم على حاجته من اليود، [3] ويُعد اليود من العناصر الأساسية لنمو الأطفال؛ لدوره في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Hormones) بنوعيها: ثلاثي يودوثيرونين (T3) وثيروكسين (T4)، وهي الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض أو التمثيل الغذائي، ومعدل ضربات القلب، والعديد من الوظائف الحيوية الأخرى، بالإضافة إلى دورها الهام في نمو الدماغ، والأعصاب، والعظام. [6][7]
وعادةً يحصل الجسم على حاجته من اليود عن طريق الطعام، خاصةً المأكولات البحرية وملح الطعام المعالج باليود، لذا فإن نقص اليود عند الأطفال يكون أكثر شيوعًا لدى الأطفال حديثي الولادة؛ بسبب اعتمادهم على الرضاعة، والأطفال الذين لا يتناولون كمية كافية من الأطعمة الغنية باليود. [3]
اقرًا أيضًا: فوائد اليود المحتملة
مستوى اليود المنخفض عند الأطفال
يُفرز الجسم اليود الذي يتناوله الطفل عن طريق البول، لذا غالبًا يعتمد الأطباء على نسبة اليود في البول لتقييم مستواه في الجسم، وبحسب توصيات منظمة الصحة العالمية فإن كمية اليود التي يتناولها الطفل تكون كافية إذا كان معدل اليود في البول يتراوح بين 100- 199 ملليجرام/لتر. [3]
في حين يدل انخفاض نسبة اليود في البول عن هذا المعدل على نقص اليود عند الطفل، وفيما يأتي تفصيل ذلك: [3]
- يكون الطفل مصابًا بنقص اليود الشديد إذا كان معدل اليود في البول أقل من 20 ملليجرام/لتر.
- يكون الطفل مُصابًا بنقص اليود المتوسط إذا كان معدل اليود في البول بين 20-49 ملليجرام/لتر.
- يكون الطفل مُصابًا بنقص اليود الخفيف إذا كان معدل اليود في البول بين 50-99 ملليجرام/لتر.
أسباب وعوامل خطر نقص اليود عند الأطفال
يحدث نقص اليود عند الأطفال بسبب عدة عوامل، أهمها:[5][6][8]
- عدم حصول الأم على كميات كافية من اليود خلال الحمل أو الرضاعة، مما يسبب نقص اليود عند الجنين أو الرضيع.
- عدم حصول الطفل على اليود بشكل كافٍ من خلال الغذاء، خاصة عند بدء الطفل بتناول الأطعمة الصلبة.
- احتواء التربة على كميات قليلة من اليود، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة اليود في المزروعات من الخضروات والفواكه.
- حاجة الطفل لاتباع حمية تُركز على تناول كمياتٍ قليلة من الملح، كما هو الحال مع الأطفال المصابين بالتوحد.
- انتقائية الطفل في تناول الطعام، أو بمعنىً آخر تركيزه على تناول أنواعٍ معينة فقط من الأطعمة مثل: الأرز، والموز، وحبوب الإفطار، مما يجعله أكثر عرضة للإصابة بنقص اليود والمعادن بشكلٍ عام.
أعراض نقص اليود عند الأطفال
يرتبط نقص اليود غالبًا بانخفاض هرمونات الغدة الدرقية، مما يُؤدي إلى الإصابة بقصور أو كسل الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) في حال استمر نقص اليود لدى الطفل لسنوات أو كان شديدًا. [5]
ويُؤدي إصابة الطفل بكسل الغدة الدرقية إلى ظهور مجموعة من الأعراض، أبرزها: [2][7][8]
- تضخم الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Goiter)، هو من العلامات الشائعة لنقص اليود، ويظهر على هيئة تضخم في الجزء الأمامي من الرقبة، وذلك كمحاولة من الغدة الدرقية لامتصاص كمياتٍ أكبر من اليود الموجود في الدم، وأحيانًا يسبب التضخم الشديد صعوبة في التنفس والبلع.
- زيادة الوزن، بسبب نقص هرمونات الغدة الدرقية، والذي يُبطئ عملية الأيض وحرق السعرات الحرارية، ويسبب تخزين السعرات الحرارية على شكل دهون.
- تساقط الشعر، خاصةً أنّ هرمونات الغدة الدرقية تنظم عملية نمو بصيلات الشعر، ولكن في المقابل فإن الشعر يستعيد نموه الطبيعي عند علاج مشكلة نقص اليود وقصور الغدة.
- التعب والخمول، حيث تُساعد هرمونات الغدة الدرقية على تنظيم الطاقة، لذا فإن نقص اليود وانخفاض هذه الهرمونات يُؤدي لشعور الطفل بالتعب الزائد وقلة النشاط.
- عدم القدرة على تحمل البرودة، وذلك بسبب بطء عملية الأيض وانخفاض الطاقة، مما يُؤدي لشعور الطفل بالبرد الزائد.
- جفاف الجلد، خاصةً أنّ انخفاض هرمونات الغدة يُسبب قلة التعرق، ويجعل عملية تجديد خلايا الجلد أبطء.
- مشكلات في الذاكرة والتعلم، إذ لوحظ أن منطقة الدماغ المسؤولة عن الذاكرة يكون حجمها أصغر عند المصابين بقصور الغدة الدرقية الناجم عن نقص اليود.
- أعراض أخرى، مثل: الإمساك، وبطء ضربات القلب خاصةً إذا كان نقص اليود شديدًا.
تشخيص نقص اليود عند الأطفال
يُعتمد الطبيب على عددٍ من الفحوصات لتشخيص الطفل بنقص اليود، أهمها: [2][3][4]
- فحص تركيز اليود في البول، والذي يقيس معدل تناول الطفل لليود خلال الأيام السابقة.
- فحص الدم للكشف عن مستويات الهرمون المنبه للغدة الدرقية (Thyroid Stimulating Hormone)، وهرمون T3، وT4؛ خاصةً إذا كان نقص اليود شديدًا أو ظهر على الطفل علامات تدل على إصابته بكسل الغدة الدرقية.
- فحص بروتين الغلوبيولين الدرقي (بالإنجليزية: Thyroglobulin)، يُساعد هذا الفحص على تشخيص قصور الغدة الدرقية وفرط نشاطها أيضًا، كما يستخدمه الطبيب لتقييم مستويات اليود لدى الطفل خلال الأسابيع والأشهر الماضية.
- تصوير الغدة الدرقية بالموجات فوق الصوتية إذا كان الطفل مصابًا بتضخم الغدة الدرقية.
علاج نقص اليود عند الأطفال
يلجأ الطبيب إلى الطرق الآتية لعلاج نقص اليود: [2][5]
- استعمال الملح المعالج باليود أثناء تحضير الطعام، والتي تُعد من أفضل طرق العلاج وأقلها تكلفة.
- تناول الأطعمة الغنية باليود، مثل:
- الخبز المدعم باليود.
- المأكولات والأعشاب البحرية.
- البيض ومنتجات الألبان.
- الفواكه والخضروات.
- اللحوم.
- تناول المُكملات الغذائية التي تحتوي على اليود، وذلك بعد استشارة الطبيب أولًا.
طرق الوقاية من نقص اليود عند الأطفال
يُمكن الوقاية من نقص اليود ومنع المضاعفات التي يُسببها بالالتزام بالجرعات اليومية الموصى بها من اليود، والتي تختلف باختلاف عمر الطفل، ويُوضح الجدول الآتي الجرعات الموصى بها من اليود للأطفال: [7][8]
الفئة العمرية |
الجرعة الموصى بها من اليود يوميًا (ميكروغرام) |
0 - 6 أشهر |
110 |
7 - 12 شهر |
130 |
سنة - 8 سنوات |
90 |
9 - 13 سنة |
120 |
ومن الضروري أن تحصل الأم المرضعة على 290 ميكروغرام يوميًا من اليود؛ لضمان حصول رضيعها على كمية كافية من اليود، أمّا بالنسبة للجرعة الموصى بها يوميًا للأم الحامل فهي تبلغ 220 ميكروغرام.[7]
ويُمكن الحصول على الكميات السابقة الموصى بها من اليود بإحدى الطرق الآتية: [2][7]
- يُفضل أن تتناول الأم الحامل أو المرضع المكملات الغذائية التي تحتوي 150 ميكروغرام من اليود يوميًا على الأقل، لضمان حصول الجنين أو الرضيع على كميات كافية منه؛ لأنّ آثار نقص اليود تكون أكثر خطورة عند الأجنة والرضع.
- استعمال الملح المعالج باليود لتحضير الطعام، خاصةً إذا كان الطفل يرفض تناول الخبز، أو منتجات الألبان، وتحتوي كل ملعقة طعام من هذا الملح على 250 ميكروغرام تقريبًا من اليود.
- تناول الأطعمة التي تحتوي اليود.
للمزيد: أبرز الأطعمة الغنية باليود
مضاعفات نقص اليود عند الأطفال
يُسبب نقص اليود مضاعفات قد تكون خطيرة أحيانًا لدى الأطفال أو الرضع،[1] أهمها: [5][6][7]
- تأخر أو إعاقة ذهنية لدى الرضع والأطفال الذين لم تحصل أمهاتهم على كمية كافية من اليود خلال فترة الحمل، لدوره في عملية تطور دماغ الجنين ونموه.
- انخفاض وزن الجنين عند الولادة، ونتيجةً لذلك ربما يحتاج الطفل لتلقي العلاج في الحضانة (الخداج).
- زيادة خطر ولادة جنين ميت.
- تلف الدماغ عند الرضع أو الأطفال الأصغر سنًا، مما يُؤثر على نموهم العقلي والحركي وأدائهم الدراسي مستقبلًا.
- قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) أو تضخمها، لذلك يحتاج الطفل إلى اليود بشكل أساسي خلال أول عامين من حياته.
- تأخر نمو الطفل.
نصيحة الطبي
يرتبط نقص اليود عند الأطفال بمشكلات صحية عديدة، مثل قصور عمل الغدة الدرقية، والتي يحتاج الطفل إلى هرموناتها في نمو أجهزة جسمه ودعم وظائفه الحيوية. في المقابل يمكن علاج النقص بتناول الملح المُعالج باليود، والأطعمة الغنية باليود، والمكملات الغذائية حسب توصيات الطبيب.
ويُمكنك الآن الحصول على استشارة منزلية في أي وقت ومن أيّ مكان بمساعدة أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي.