هنالك العديد من الخيارات التي يمكن أن يتضمنها علاج تضخم الغدة الدرقية، ويعتمد اختيار أفضلها على بشكل رئيسي على سبب الإصابة بهذه المشكلة. سنذكر في هذا المقال جميع الطرق المتاحة لعلاج تورم الغدة الدرقية.
محتويات المقال
يحدث تضخم الغدة الدرقية نتيجة لعدة أسباب، وبالرغم من أن في معظم الحالات يكون تضخم الغدة الدرقية حميد وبسيط ولا يتطلب العلاج، حيث يزول من تلقاء نفسه، إلا أنه في حال تسبب باضطراب هرمونات الغدة الدرقية، عندها لا بد من تقديم علاج مناسب للمريض للتخلص من المشكلة والحفاظ على مستويات هذه الهرمونات ضمن حدودها الطبيعية. [1]
يعتمد علاج تضخم الغدة الدرقية على المسبب الرئيسي لهذه المشكلة، ولهذا لا بد من تحديد سبب المشكلة أولًا، ومن ثم اختيار العلاج المناسب للمريض. [1،2]
فيما يلي نذكر طرق علاج انتفاخ الغدة الدرقية ومتى يتم اللجوء لكل منها:
علاج تضخم الغدة الدرقية باليود
تحدث معظم حالات تضخم الغدة الدرقية نتيجة لإصابة الفرد بنقص اليود، حيث يعد اليود مهمًا لوظيفة الغدة الدرقية وإنتاج هرموناتها. ويكمن علاج تضخم الغدة الدرقية في هذه الحالة بتناول الفرد للمصادر الغذائية الغنية باليود، كما يمكن أن يقوم بشراء أحد أنواع المكملات الغذائية التي تحتوي عليه. [2،3]
تتضمن أهم مصادر اليود الغذائية ما يلي: [3،4]
- الأعشاب البحرية، ومنها الكومبو، والواكامي، والنوري.
- المأكولات البحرية، وخصوصًا سمك القد، والجمبري، وسمك التونا.
- البيض.
- حليب البقر ومنتجات الألبان، وأهمها اللبن، وجبن قريش، وجبنة التشيدر.
- البرقوق المجفف.
- فاصولياء ليما.
كما يتم الآن دعم ملح الطعام بكميات كافية من عنصر اليود، والتي يمكن أن تساهم في تقليل نسب الإصابة بنقص اليود وتضخم الغدة الدرقية المرتبط به، فربع ملعقة من ملح الطعام يمكن أن تحتوي على 71 ميكروغرام من اليود، أي ما يعادل 47% من قيمة الاحتياج اليومية من اليود. [3،4]
وتبلغ قيمة الاحتياج اليومية من اليود 150 ميكروغرام يوميًا لمعظم البالغين، لكن يمكن أن تحتاج النساء الحوامل أو المرضعات لتناول كميات أعلى من اليود. [4]
اقرأ أيضًا: فوائد اليود
علاج تضخم الغدة الدرقية بالأدوية
يمكن أن يتضمن علاج تضخم الغدة الدرقية في بعض الأحيان تناول المريض لبعض أنواع الأدوية، وعادة ما تختلف أدوية تضخم الغدة الدرقية بناء على المسبب الرئيسي للمشكلة، وتشمل هذه الأدوية ما يلي: [1-3، 5]
- هرمونات الغدة الدرقية البديلة المصنعة، والتي يتم استخدامها في حال ارتبط تضخم الغدة بإصابة الفرد بقصور الغدة الدرقية.
- الأدوية المضادة للغدة الدرقية، ومنها الأدوية التابعة لمجموعة الثيوناميد، وأهمها الميثيمازول، والتي يتم استخدامها في حال الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية، حيث تعمل هذه الأدوية على محاربة الزيادة في إنتاج هرمون الغدة الدرقية.
- الأسبرين أو الكورتيزون، اللذان يمكن استخدامهما لعلاج تضخم الغدة في الرقبة الناجم عن الالتهاب.
أيضًا، يمكن أن يوصف للمريض إلى جانب الأدوية المضادة للغدة الدرقية عدد من الأدوية الأخرى التي ستعمل على التخفيف من الأعراض لدى المريض، ومنها أدوية حاصرات بيتا، مثل دواء البروبرانولول أو دواء الأتينولول. [5]
اقرأ أيضًا: أدوية الغدة الدرقية النشطة
علاج تضخم الغدة الدرقية باليود المشع
في بعض الحالات يمكن أن يتلقى المريض العلاج باليود المشع، والذي يمكن أن يأتي على شكل حبوب فموية، بهدف علاج تضخم الغدة الدرقية، حيث يعمل اليود المشع على تدمير خلايا الغدة الدرقية وتقليص حجمها. [1،2]
ويتم اللجوء إلى هذا الخيار من خيارات علاج تضخم الغدة الدرقية في الحالات التالية: [2،5]
- حالات فرط نشاط الغدة الدرقية، وخصوصًا بعد تلقي المريض لأحد الأدوية المضادة للغدة الدرقية.
- علاج مرض جريفز.
- علاج مرض عقيدات الغدة الدرقية.
لكن، عادة ما سيحتاج المريض بعد تلقي العلاج باليود المشع إلى تناول أحد أنواع هرمونات الغدة الدرقية البديلة، لتعويض النقص في مستويات هذه الهرمونات الناجم عن تدمير خلايا الغدة. [1،5]
وتعتمد جرعة اليود المشع لمعالجة تورم الغدة الدرقية على عدة عوامل، ومنها: [5]
- حجم الغدة الدرقية وحجم العقيدات (إن وجدت فيها).
- نتائج اختبارات وظائف الغدة الدرقية.
- مقدار امتصاص اليود المشع الذي يتم تحديده في فحص تصوير الغدة الدرقية.
يجب تجنب علاج تضخم الغدة الدرقية باليود المشع للنساء الحوامل، أو المرضعات، أو النساء اللواتي يخططن للحمل خلال 6 أشهر ما بعد العلاج باليود المشع. [5]
اقرأ أيضًا: مخاطر اليود المشع على الحمل، الجماع، الشعر والآخرين
علاج تضخم الغدة الدرقية بالجراحة
تعتبر الجراحة أيضًا إحدى الخيارات المحتمل اللجوء إليها من أجل علاج تضخم الغدة الدرقية، حيث يتم استئصال وإزالة كامل الغدة الدرقية أو جزء منها، وذلك بعد وضع المريض تحت التخدير العام. [1،3]
غالبًا ما يتم إعطاء المريض أحد الأدوية المضادة للغدة الدرقية قبل إجراء عملية كامل استئصال الغدة الدرقية، كما سيحتاج المريض لتناول أحد هرمونات الغدة الدرقية البديلة لبقية حياته بعد خضوعه للعملية. [1،5]
أما في حال الخضوع لاستئصال جزء من الغدة الدرقية، عندها يجب فحص مستويات الهرمون المحفز للغدة الدرقية وهرمون الغدة الدرقية T4 بعد 4 - 6 أسابيع من الجراحة، لتحديد ما إن كان المريض يحتاج لتناول أحد هرمونات الغدة الدرقية البديلة أم لا. [5]
أما حول متى يتم إجراء الجراحة لعلاج تضخم الغدة الدرقية، فيتم ذلك في الحالات التالية: [1-3]
- كان تضخم الغدة الدرقية مزعجًا ويتسبب بأعراض تؤثر على حياة المريض، مثل ضيق التنفس أو صعوبة البلغ.
- ارتبط تضخم الغدة بزيادة إفراز هرمون الغدة الدرقية والذي لا يستجيب للعلاج بالأدوية.
- في بعض الحالات التي يكون فيها سبب تضخم الغدة الدرقية وجود عقيدات حميدة بداخلها.
- كان تضخم الغدة الدرقية ناجمًا عن الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، والذي غالبًا يتبعه إعطاء المريض اليود المشع.
نهاية، يختلف علاج تضخم الغدة الدرقية من مريض لآخر، فبعض المرضى قد لا يتلقون أي علاج، في حين أن بعضهم الآخر سيحتاج إلى تناول الأدوية أو إجراء الجراحة. ولهذا، من المهم استشارة الطبيب من أجل تحديد العلاج المناسب للمريض.