يؤثر ألم العضلات المستمر بشكل كبير في نوعية الحياة، حيث يعاني المريض من آلام، وتقلصات في العضلات، مع أعراض التعب، والإرهاق حتى بعد الراحة التامة أو النوم العميق، وغالباً ما يشكي هؤلاء المرضى من الإعياء، وعدم الراحة، وسوء المزاج، وينتقلون من عيادة إلى أخرى، وبنفس الشكوى، تارة يزورون أطباء العظام والأعصاب، وأخرى أطباء الروماتيزم أو أخصائي الأمراض النفسية.
يعتبر مرض ألم العضلات المزمن حالة شائعة، وتشير الدراسات إلى أن الاستعداد الجيني للإصابة يزيد من فرص انتشاره عند بعض المرضى، وتزداد هذه الآلام مع الجهد الجسدي والضغط النفسي، فنرى اضطرابات النوم بشكل أرق، أو تقطع في ساعات النوم، مع تعب وتيبس صباحي في 85% من الحالات، وقد يصاحب هذه الحالة بعض الأعراض العصبية مثل الدوخة، أو الطنين في الأذن، وقلة السمع دون سبب واضح. [1,2,3]
اسباب الالم العضلي المزمن
يمكن لأي شخص أن يصاب بالألم العضلي، وهو عادة ما يكون مؤقتاً يزول بزوال السبب، أما أولئك الذين يشكون باستمرار من الم العضلات المستمر فهم بشكل عام يعانون من الألم العضلي التليفي (بالإنجليزية: Fibromyalgia)، أو متلازمة ألم اللفافة العصبية (بالإنجليزية: Myofascial pain syndrome)، أو الإفراط المزمن غير الصحيح في استخدام العضلات، أو حتى التعرض لصدمة قوية، أو الإجهاد.
وعند البحث أكثر عن أسباب آلام العضلات المستمر، نجد أنه يمكن لبعض الأدوية أيضاً أن تسبب آلام عضلية مزمنة مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين (بالإنجليزية: ACE inhibitors)، والستاتين (بالإنجليزية: Statins)، كما يمكن أن يكون للبوتاسيوم والكالسيوم غير المتوازن في الجسم تأثير على العضلات، كما قد يكون سبب الم العضلات المستمر أيضاً هو تأثير بعض الأمراض مثل الأنفلونزا، ومرض لايم، والملاريا، والحالات الأخرى الأقل شهرة مثل الذئبة، وانحلال الربيدات، وبذلك يركز العلاج على إيجاد ما يسبب هذه الآلام وعلاجه. [1,2,3]
علامات واعراض الاصابة بمرض الم العضلات المزمن
يختلط تشخيص حالة آلام العضلات المزمن بحالة الجسم بعد الإصابة بفيروس أو بسبب الإجهاد العضلي، لكن في هذه الحالات تزول الشكوى بزوال السبب أو انتهاء تأثيره، أما في حالة ألم العضلات المستمر تكون التحاليل والأشعة والخزعات سليمة، دونما تغيرات مرضية، لكن يستمر المريض بالمعاناة.
يكون مرضى حالات آلام العضلات المزمن في سن الإنتاج والعطاء من 20 – 50 سنة، وبالإضافة لشكوى آلام العضلات يعاني المريض من خلل في النوم، وتهيج في القولون، وشعور بانتفاخ المفاصل وتنميلها، والتأثر بتغيرات الجو، وقد تسوء الحالة بالبرودة أو السخونة، بالإضافة إلى الهيجان، والاكتئاب، والشرود، وقلة التركيز، عدم تحمل الضغوط المحيطة (والنفرزة) حتى مع أخذ المهدئات، ولنصل للتشخيص الصحيح يجب توفر ما سبق من شكوى.
يعاني المريض أيضاً من نقاط الألم العضلي في الأطراف العلوية والسفلية، وحول العنق، والكتفين، والحوض بمعدل 4 إلى 14 نقطة، وتزيد مدة الشكوى عن ثلاثة شهور، ولا بد من ذكر أن عمل هؤلاء المرضى غالباً ما يكون مرتبطاً بأجهزة الكمبيوتر، ومكاتب الطيران، والتذاكر والحجز، فالاستعمال المتكرر للأطراف العلوية، والإجهاد، والتفكير، والإزعاج، وقلة الضوء، كلها ظروف غير ملائمة قد تكون تربة خصبة للإصابة بآلام العضلات.
يمكن أن يكون الانعدام الوظيفي، وعدم الشعور باستقلالية المكان، وصعوبة التأقلم مع الوضع الجديد، هي عوامل سلبية في هذه الحالة المرضية.
يعاني نسبة كبيرة من المرضى المصابون بألم العضلات المستمر من الأعراض التالية:
- صداع مزمن.
- شقيقة وألم في فروة الرأس.
- اضطرابات في التبول والدورة الشهرية.
- اضطرابات في الغدة الدرقية، وخلل في الصمام الميترالي، وتحسس لدى نسبة كبيرة منهم. [2,3]
اقرأ أيضاً: الشقيقة في الشتاء والوقاية منها
علاج الم العضلات المزمن
نرى مما سبق الصلة الوثيقة ما بين الجسم والعقل والوسط المحيط، ولكي نصل لحل جذري لألم العضلات المستمر يجب الوصل بين هذه الحلقات كي يكون العلاج متكاملاً، ويكون ذلك بالقدرة على الاسترخاء الذاتي، أو بواسطة العلاج الطبيعي، ومن المهم زيادة المعرفة بهذه الحالة المرضية، لأن الجهل بها يقود المريض إلى الخوف، والبحث، والتنقل من عيادة إلى أخرى، فالمريض هو العنصر الأساسي في العلاج، حيث أن الشكوى والتذمر الدائم لا يسمعان، خاصة أن شكل المريض الخارجي لا يوحي بمرض. [1]
نصائح للتخفيف من الم العضلات المزمن
فيما يلي نذكر بعض النصائح التي تساعد مريض ألم العضلات المزمن في وضع برنامج علاجي يساعد في تخفيف وعلاج الألم: [3]
- تقوية العضلات، ومرونتها، وتحملها، والحفاظ على لياقتها.
- تعزيز القدرة على مواجهة الأزمات، والتحديات والخروج منها بهدوء.
- أخذ العلاج الضروري وقت الحاجة فقط، ولا بد من الإشارة إلى أهمية العلاج الطبيعي وخاصة المساج، والعلاج المائي، وبعض أنواع العلاج الكهربائي.
- العلاج بالأوزون الطبي أخذ يشق طريقه ليكون أفضل وسائل العلاج في هذه الحالات وأعلى نسب في النجاح.
- تخفيف التدخين، القهوة، والتقليل من الوجبات الدسمة قبل النوم.
- تجنب السوائل الكثيرة قبل النوم.
- ممارسة رياضة معتدلة.
أخيراً، لا بد من إبقاء الأمل لدى المريض بأنه قادر على التغلب على هذه الحالة، وعلاج هذه التراكمات، والأخذ بزمام الأمور.