تُوجد العديد من فوائد السفر النفسية؛ مثل تعزيز الشعور بالسعادة والاسترخاء، وتقليل احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وتُعزى هذه الفوائد إلى التجارب التي يمّر بها المسافر، بالإضافة إلى التغيرات الإيجابية في نمط حياته اليومي. [1][3]

ويُقدّم السفر العديد من الفوائد، حتّى وإن كانت مدّة السفر قصيرة، أو سافر الإنسان في بلده ذاته، وتاليًا؛ يُوضّح المقال فوائد السفر النفسية، ويَذكُر بعض التوصيات لتحقيق هذه الفوائد.

فوائد السفر النفسية

وتتضمّن هذه الفوائد النفسيّة كُلًا من النقاط الآتية:

يمنح الشعور بالاسترخاء

قد يتعرّض الإنسان إلى ضغوط نفسيّة في بيته وحياته الاجتماعية، لا سيّما إن كان نمط حياته دائم الانشغال، ويُخفّف السفر من هذه الأعباء، عندما يُبعِد الإنسان عن مصادر تلك الضغوط، وهذا ما يمنحه شعورًا بالاسترخاء والهدوء. [1]

كما يُسهم السفر في تنظيم نمط الحياة اليومي، حيث يمكن استغلاله لتناول وجبات صحية، والنوم بانتظام، وأداء بعض التمارين الرياضيّة، وتساعدُ هذه التغييرات في الشعور بالاسترخاء. [2]

اقرأ أيضًا: فوائد السفر وتأثيره على الصحة العقلية والنفسية

يخفف من أعراض الاكتئاب

نُشرت دراسة عام 2022 في مجلّة الطب النفسي العام (AGC)؛ وشارك فيها 8524 شخصًا، وقد أشارت إلى أنّ السفر يُخفف من أعراض الاكتئاب، وذلك من خلال التأثيرات الآتية: [3]

  • التشتيت؛ ويَعني الابتعاد عن الروتين اليومي للحياة.
  • استعادة الذكريات السعيدة، التي تُؤثر إيجابيًا على الحالة النفسية.
  • إخراج المصابين بالاكتئاب من حالة العزلة والشعور بالوحدة، وتُفيد هذه النقطة كبّار السن خصوصًا.

وقد ذكرت الدراسة نتيجة مُهمة أُخرى؛ وهي أن الأشخاص الذين لم يُسافروا لمدة عامٍ، قد ترتفع لديهم احتمالية الإصابة بالاكتئاب حتّى 71%. [3]

يحفز من إفراز هرمونات السعادة

يُعزز السفر من إفراز هرمون الدوبامين، والسيروتونين، والأوكسيتوسين، وجميعها هرمونات مرتبطة بالسعادة. [4]

وبطبيعة الحال؛ فإن استمتاع الإنسان بوقته أثناء السفر، وممارسته لنشاطٍ يُحبّه، سيَعودُ عليه بالسعادة. [5]

يعزز التواصل مع الآخرين

يَشعر الإنسان بأهمية التعاطف والتشارك مع الآخرين، عندما يقضي وقتًا طويلًا معهم، وهذا بالضبطِ ما يُتيحه السفر؛ إذ يُمكّن الإنسان من التعرّف إلى الآخرين، ومشاركتهم الأنشطة اليومية، وتقبل اختلافاتهم وآرائهم. [2]

كما نشرت مجلة أبحاث السفر دراسة عام 2019، وقد أجريت على 112 زوجًا، وخَلُصت نتائجها إلى أن تشاركَ الزوجين الذكريات السعيدة، والأنشطة والحوارات أثناء السفر، يجعل علاقتهما أكثر إيجابية وتماسكًا، بعد الرجوع من السفر. [6]

ينظم استعادة التوازن النفسي

يُقدّم السفر تأثيرات إيجابية على الصحة النفسيّة، وقد تمتدّ هذه التأثيرات حتّى 5 أسابيع من العودة، ولهذا يُوصى بالسفر وفق جدول زمنيّ، لاستعادة التوازن النفسي بين الحين والآخر. [1]

ومما يؤكد هذه النقطة، دراسةٌ نشرها معهد النشر الرقمي متعدد التخصصات (MDPI) عام 2018؛ وكانت نتيجتها أن السفر لمدّة 4 أيام، يَعودُ بتأثيرات إيجابية على الصحة النفسية حتى 45 يومًا. [7]

وتجدر الإشارة إلى أن القلق والضغوطات النفسيّة، غالبًا ما تنشأ بسبب انعدام القدرة على التعامل مع المواقف السلبية أو المزعجة، وقد أوضحت الدراسة أنّ للسفر تأثيرات فورية على هذه الحالات، حيث يُخفف من القلق ومُستوى التوتّر، وبهذا يُعد السفر لمدة قصيرة، واحدًا من طرق التعامل مع الضغوط النفسية. [7]

يقلل من تبعات الضغوط النفسية

قد تحدّ الضغوط النفسية من إنتاجية الإنسان وحدود إبداعه، ويُمكن للسفر تعزيز هاتين الصفتين وفقًا للتأثيرات الآتية: [1][5]

الإنتاجية

عندما يتعرّض الإنسان للضغوطات النفسية لمدة طويلة، فإن نظرته للأمور تُصبح سلبية وتشاؤمية، وهذا ما يمنعهُ من ترتيب أولوياته وتحديد أهدافه. [1][5]

وعند السفر، يرى الإنسان الصورة الأشمل لحياته، ويتعرّف على الأهداف التي يُريد تحقيقها بالضبط، وبالتالي يُرتّب الأهداف حسب الأولويات، ويلتزم بإنجازها، وهذا ما يزيد من إنتاجيته. [1][5]

كما أشارت مجلة هارفارد بزنس ريفيو (HBR) إلى دراسة؛ قد اشتملت على 400 مسافر، وأوضحّت أنّ 90% من المسافرين قد شعروا بمزيد من الطاقة والرغبة في إنجاز الأعمال، بعد العودة من السفر. [5]

الإبداعية

كما يختلط المسافر بالعديد من الثقافات والأشخاص، ويتعرف على أفكار جديدة، وأساليب أخرى للعيش، وهذا ما يُمكنه من حلّ المشاكل، بطرقٍ أكثر تنوعًا وإبداعًا. [1][5]

اقرأ أيضًا: كيف تحافظ على صحتك أثناء السفر بالطائرة؟

يحسن من قبول الواقع

وتتحقق هذه الفائدة النفسية، عندما يُسافر الإنسان في المدينة التي يُقيم فيها، بدلًا من بقائه في البيت أثناء أوقات الفراغ. [2]

ويتعرف الإنسان في هذا السفر القريب على أماكن جديدة في بلده، ويختلط بسكانه أكثر، وهذا ما يُغيّر من نظرته لحياته، ومكان إقامته، لتصبح نظرةً أكثر إيجابية وتفاؤلًا. [2]

نصائح لتعزيز الصحة النفسية أثناء السفر

يُوصى باستشارة الطبيب؛ عند الشعور بالرهبة من السفر، أو التردد الشديد تجاه التجارب الجديدة، كما تُوجد العديد من التوصيات التي تُعزز الصحة النفسية أثناء السفر، ومنها: [8-10]

  • حدد الهدف من السفر، ويمكن الاستعانة بالفوائد المذكورة أعلاه لتَكون أهدافًا.
  • زر أمكنة جديدة، وجرّب مأكولات غريبة عنك، ولا تجعل الرحلة مخصصة للراحة والاستجمام فقط.
  • تعلم عن ثقافة البلد الذي تنوي زيارته، فهذا يُسهّل انخراطك مع أهله، ويُجنّبك الشعور بالوحدة أثناء الرحلة.
  • تخيّل نفسك في محطات ومراحل الرحلة، فالتخيل يُعزز من الثقة بالنفس، ويُخفف من التوتر.
  • تقبل نتائج السفر؛ فأحيانًا لا تسير الرحلة كما خَططتَ لها، أو لا تُحقق من خلالها الفوائد المرجوّة، وفي حال كانت الرحلة علاجيّة، فيُوصى بمراجعة الطبيب بعد الرجوع منها.
  • تجنّب استخدام أي أدوية طالما لم يصفها الطبيب، فقد تؤثر هذه الأدوية على مستوى نشاطك في الرحلة، وتدفعك إلى الشعور بالاستياء.
  • حافظ على صحّتك البدنية أيضًا؛ حيث يُوصى بإجراء فحوصات شاملة قبل السفر بقرابة 4-8 أسابيع، مع التأكّد من أخذ أيّ مطاعيم ضرورية، والاحتفاظ بمعدات الإسعاف الأولّي في حقيبة السفر.

اقرأ أيضًا: اضطراب الرحلات الجوية الطويلة

نصيحة الطبي

يُقلل السفر من تبعات الضغوط النفسيّة، ويُغير من نظرة المسافر لواقعه ونمط حياته، ويُحفّز من إفراز هرمونات السعادة في الجسم، وكما يحصل المسافر على هذه الفوائد النفسيّة حتّى لو كانت مدّة السفر قصيرة.

بإمكانك سؤال الطبيب عن فوائد السفر النفسية؛ عبر مكالمة صوتية أو محادثة نصيّة، وذلك من خلال خدمة الاستشارة الطبية عن بعدٍ، التي يُوفّرها موقع الطبي على مدار 24 ساعةً، وطيلة أيام الأسبوع.