يمكن علاج اضطراب التعلق من خلال العلاج النفسي والسلوكي الذي يعتمد على العلاج باللعب، أو العلاج الإرشادي، أو تعليم مهارات الأبوة والأمومة لأولياء الأمور، أو من خلال التدخل الدوائي ولكن يجب الانتباه في هذه الحالة إلى ظهور تأثيرات جانبية على الطفل. تعرف في هذا المقال على علاج اضطراب التعلق بالعلاج النفسي والسلوكي وبالعلاج الدوائي:
محتويات المقال
طرق علاج اضطراب التعلق
من المهم علاج اضطراب التعلق؛ لأنه يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على النمو العاطفي والاجتماعي للطفل، وهذا يمكن أن ينعكس أيضًا بصعوبة تكوين علاقة ناجحة في المستقبل، وعلى الرغم من أن الأطفال لا يمكنهم التحكم بالظروف المحيطة التي تؤدي إلى تطوير اضطراب التعلق لديهم إلا أنه قد يمكن للبالغين علاج اضطراب التعلق الذي تشكل لديهم نتيجة تجارب الطفولة. [1]
اقرأ أيضًا: الإهمال العاطفي للأطفال
يعد تحديد الأفكار الكامنة وراء التصرفات والمشاعر تجاه الآخرين هو المفتاح لعلاج اضطراب التعلق، ويتم تحديد هذا على يد مختص نفسي، والذي يعمل على وضع خطة علاج تتناسب مع وضع المريض وتهدف إلى التخلص من التأثير السلبي لتجارب الطفولة، وتطوير طرق جديدة للتواصل مع الآخرين وإقامة علاقات اجتماعية، وتشمل خيارات علاج اضطراب التعلق على ما يأتي:
- العلاج النفسي والسلوكي.
- العلاج الدوائي.
العلاج النفسي والسلوكي
يمكن أن يتضمن العلاج النفسي والسلوكي اتباع عدد من الخيارات، ومنها الآتي:
العلاج باللعب
يُعد العلاج باللعب مع الطفل من أبرز طرق علاج اضطراب التعلق، وهو يُفيد في مساعدة الطفل على التعبير عن احتياجاته العاطفية، ومخاوفه، وقلقه من خلال اللعب مع مختص نفسي لعلاج الأطفال، وهذا قد يساعد الأهل في أن يصبحوا أكثر وعيًا باحتياجات ومتطلبات طفلهم. [2]
يعتمد العلاج النفسي السلوكي لاضطراب التعلق على توفير بيئة آمنة ومستقرة للطفل للتعبير عن أفكاره ومشاعره، إذ إن الشعور بالأمان النفسي يُعزز تطوير علاقة مستقرة بين الطفل والمعالج بخلاف البيئة التي سببت التوتر والقلق المستمر لدى الطفل مما طور لديه سلوك عدائي، إذ يجب أن يمنح المعالج النفسي الاستقرار النفسي للطفل المصاب باضطراب التعلق بنفس الوقت يجب تجنب زرع تعلق جديد لدى الطفل بالمعالج الخاص به. [2]
يجب أن يتمتع المعالج بالقدرة على خلق الثقة بينه وبين الطفل المصاب باضطراب التعلق، وهذا قد يستغرق بعض الوقت للوصول إلى الأمان العاطفي الذي يجعل الطفل يتحدث للمعالج عن المواقف التي طورت لديه اضطراب التعلق، وبناءً عليه يستطيع المعالج أن يضع خطة وأهداف علاجية لإدارة حالة اضطراب التعلق لدى الطفل. [2]
يبدأ الطفل خلال فترة علاج اضطراب التعلق بإظهار الثقة بالمعالج بشكل تدريجي، ويتوقع الطفل أن يكون المعالج موجود لمساندته في جميع أوقات الأزمات. وهنا يجب توعية الآباء من توقع سلوكيات غريبة من الطفل، على سبيل المثال: قد يقوم الطفل الذي عادة ما يكون مستقلًا ويشكك في الآخرين بالتعبير عن احتياجه للآخرين بشكل مفاجئ. [2]
قد يبدأ الطفل المصاب باضطراب التعلق خلال فترة العلاج بالتحدث عن مخاوفه لوالديه ويرغب في النوم في سريرهم، ويبدي بعض التصرفات والسلوكيات التي يبدو من خلالها أصغر سنًا وهذا ما قد يثير غضب الوالدين، لكن في الحقيقة يجب على الأهل في هذه المرحلة من علاج اضطراب التعلق اعتبار الطفل أصغر سنًا عاطفيًا ولديه احتياجات عاطفية مناسبة لعمره العاطفي. [2]
العلاج الإرشادي
يُعد العلاج الإرشادي أحد أنواع العلاج النفسي والسلوكي لاضطراب التعلق، ويهدف إلى مساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطراب التعلق على تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لتطوير علاقات آمنة، وتحسين التنظيم العاطفي، وتعزيز العلاقات.
ويمكن للعلاج الإرشادي على يد معالج متخصص في الطب النفسي للمراهقين أن يقدم الدعم والتوجيه اللازم للأفراد الذين يعانون من اضطراب التعلق وأسرهم. [3]
تعليم مهارات الأبوة والأمومة
يمكن من خلال تعليم مهارات الأبوة والأمومة تزويد الأهل ومقدمي الرعاية بالأدوات والاستراتيجيات اللازمة لدعم الأطفال الذين يعانون من اضطراب التعلق وتعزيز الروابط العاطفية الصحية معهم. [3]
العلاج الدوائي
فيما يخص اضطراب القلق فلا يوجد علاج دوائي محدد، ومع ذلك يمكن أن يصف الطبيب بعض الأدوية النفسية لعلاج المشكلات المرتبطة به، مثل: الغضب الشديد، وفرط النشاط، وصعوبة التركيز، وصعوبة النوم، وذلك بهدف تعزيز الأداء النفسي والاجتماعي للطفل، ولكن يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن العلاج الدوائي لا يعالج على وجه التحديد اضطرابات التعلق نفسها. [2]
ومن الجدير ذكره أنه في بعض حالات اضطراب التعلق يكون استخدام الأدوية ضروريًا، خاصةً عند الأفراد الذين يعانون من اضطرابات أخرى إلى جانب اضطراب التعلق، مثل: القلق، أو الاكتئاب، إذ يمكن أن يصف الطبيب في هذه الحالات مضادات الاكتئاب، والأدوية المضادة للقلق، ومثبتات المزاج للمساعدة في السيطرة أعراض هذه الحالات. [3]
يمكن أن يفيد استخدام الأدوية في مساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطراب التعلق على تطوير أنماط ارتباط صحية وتحسين علاقاتهم، ولكن من المهم التنويه إلى أن كل طفل لديه مجموعة مختلفة من الأعراض الناتجة عن اضطراب التعلق، والعلاج الدوائي الذي قد يساعد طفلًا ما قد لا يساعد غيره، وبالتالي لا يمكن استخدام نفس الأدوية مع الأطفال الذين لديهم نفس التشخيص. [4]
من أهم الأدوية المستخدمة لعلاج اضطراب التعلق: [4]
- مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin Reuptake Inhibitors - SSRIs).
- مثبطات السيروتونين والنورإبينفرين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective Serotonin & Norepinephrine Reuptake Inhibitors - SNRIs).
- مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات (بالإنجليزية: Tricyclic Antidepressants).
نصيحة الطبي
يمكن أن يفيد العلاج النفسي والسلوكي في علاج اضطراب التعلق من خلال العلاج باللعب، أو العلاج الإرشادي، أو تعليم مهارات الأبوة والأمومة لأولياء الأمور، كما قد يلزم التدخل الدوائي في بعض الحالات، حيث يمكن أن يصف الطبيب مضادات الاكتئاب وغيرها من الأدوية النفسية.