صحيح أنّ أولوية كل أمٍ تكون دائمًا إنجاب طفل سليم ومعافى، لكنها قد تتمنى إنجاب جنسٍ معين، فمثلًا من الطبيعي أن ترغب الأم بإنجاب طفلٍ ذكر إذا كانت قد أنجبت بناتًا من قبل، وربما تبحث أو تسأل غيرها (كيف أحمل بولد؟).

لهذا السبب قدمنا لكِ دليلًا شاملًا يُوضح أهم الحقائق العلمية والطرق الطبيعية والطبية لزيادة فرص الحمل بولد:

طرق طبيعية للحمل بولد

إن فرصة إنجاب ولد أو بنت متساوية في كل حمل، حيث تكون 50% لكل منهما، ورغم أنه لا توجد طريقة مضمونة 100% للحمل بولد، إلا أنّه تُوجد بعض الطرق الطبيعية التي جربتها الكثير من النساء ونجحت معهن، ومن الأمثلة عليها: [1][2]

تغيير النظام الغذائي

يدّعي البعض أن نوعية الأكل تلعب دورًا في الحمل بمولودٍ ذكر؛ حيث ينصحون بتغيير النظام الغذائي كالآتي: [1][2][8]

إذ يُعتقد أنها تُغيّر درجة حموضة المهبل والجسم بطريقة تُسهّل حركة الحيوانات المنوية الذكرية، وبالتالي تصل إلى البويضة وتلقحها، ومن الأمثلة عليها:

    • الموز.
    • البطاطا الحلوة.
    • الفاصوليا البيضا.
    • الأفوكادو.
    • الخضراوات الورقية مثل السبانخ.
  • التقليل من منتجات الألبان: 

فهي غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم، وقد ذكرت دراسة أنّ فرص إنجاب فتاة كانت أعلى لدى النساء اللواتي تناولن أطعمة غنية بالكالسيوم والمغنيسيوم، مثل الحليب والجبن والزبادي.

  • استهلاك المزيد من السعرات الحرارية: 

أشارت دراسة إلى أنّ فرص إنجاب مولودٍ ذكر كانت أكبر لدى النساء اللواتي تناول أطعمة غنية بالسعرات الحرارية قبل الحمل، خاصة الحبوب الكاملة، والبيض واللحوم.

  • الاعتماد على الوجبات الخفيفة المالحة بدلًا من الحلوة: 

مثل البسكويت المملح ورقائق البطاطس وفقًا لتجارب بعض الأمهات.

  • شرب القهوة قبل الجماع: 

إذ يدّعي البعض أن الكافيين يعزز حركة الحيوانات المنوية الذكرية.

الجماع في يوم الإباضة

تُعد من الطرق الشائعة للحمل بولد، وتعتمد على نظرية طبيب النسائية لاندروم شيتلز (Landrum B. Shettles)؛ فهو يرى أنّ الحيوانات المنوية الذكرية تكون أصغر حجمًا وأسرع حركة مقارنةً بالحيوانات المنوية الأنثوية، لكنها تعيش لمدة أقصر. [3]

بناءً على ذلك؛ يُفضل أن يكون الجماع قريبًا جدًا من وقت الإباضة إذا كانت الأم ترغب بإنجاب ولد، لتصل الحيوانات المنوية الذكرية السريعة للبويضة أولاً، أمّا في حال رغبت بإنجاب فتاة؛ فيُنصح بالجماع قبل عدة أيام من الإباضة، وتجنب العلاقة الزوجية قبل يوم أو يومين من الإباضة. [3]

وبالرغم من ادعاء الكثير من الأمهات نجاح هذه الطريقة بنسبة تصل إلى 75%، إلا أنّ بعض الدراسات ذكرت أنها غير فعالة لزيادة فرص الحمل بولد، لكنها قد تزيد من فرص الإنجاب بشكلٍ عام. [3][9]

وضعية الجماع

وفقًا لنظرية أخرى للطبيب شيتلز، يُعتقد أن وضعية وطبيعة العلاقة الزوجية قد تزيد فرص الحمل بولد، وذلك كالآتي: [4]

  • وصول الزوجة للنشوة أولاً:

حيث يُعتقد أن هذا يُحفز إفرازاتٍ تُسهّل حركة الحيوانات المنوية الذكرية، مما يُساعدها على الوصول للبويضة وتخصيبها أولًا.

  • وضعيات الجماع العميق:

فهي تسهّل وصول الحيوانات المنوية إلى عنق الرحم، حيث تكون الإفرازات أكثر كثافة، وبما أن الحيوانات المنوية الذكرية أسرع فإنها قد تصل للبويضة أولًا.

غسول بيكربونات الصودا

يُعتقد أنّ الحيوانات المنوية الأنثوية تتحمّل البيئة الحمضية بصورة أفضل، في حين تكون البيئة القلوية أكثر ملائمة للحيوانات المنوية الذكرية،  لذلك يلجأ البعض لاستخدام مادة بيكربونات الصودا كغسول مهبلي قبل العلاقة الزوجية؛ فهذا قد يغيّر درجة حموضة المهبل لتُصبح أكثر قلوية. [5]

وتتضمّن خطوات هذه الطريقة: [5]

  • إضافة 1- 2 ملعقة صغيرة من بيكربونات الصودا إلى كوب ماء فاتر، وتحريكها حتى تذوب تمامًا.
  • شطف المهبل بالمحلول قبل نصف ساعة تقريبًا من العلاقة الزوجية.
  • شطف المهبل بالماء الفاتر جيدًا؛ للتأكد من إزالة أي بقايا للمحلول.
  • تجفيف المنطقة الحساسة بلطف.

لكن هذه الطريقة قد تُسبب الالتهابات والعدوى؛ لأنها تُغير درجة حموضة المهبل الطبيعية، لذلك ننصح باستشارة طبيب النسائية قبل تجربتها. [11]

طرق طبية للحمل بولد

تُوجد بعض الطرق الطبية التي تُساعد على الحمل بولد، ولكن يلجأ إليها الطبيب عادةً إذا كان الزوجان يُعانيان من أمراض وراثية أو مشكلاتٍ في الخصوبة، مثل:

أطفال الأنابيب والتشخيص الجيني قبل الزرع (PGD)

يلجأ الطبيب لهذه الطريقة إذا كان الزوجان يحملان أمراضًا جينية خطيرة، مثل مرض هنتنغتون (بالإنجليزية: Huntington's disease)؛ حيث يتم اختيار الأجنة السليمة غير المصابة لنقلها إلى الرحم. [6]

وتتم خطوات هذه العملية أولًا بنفس خطوات أطفال الأنابيب، حيث يتم سحب بويضات من الزوجة، وحيوانات منوية من الزوج، وتخصيبها في المختبر. [6]

ثم يتم فحص خلايا الأجنة التي نمت؛ للتأكد من أنها سليمة، وخالية من المرض الجيني الذي تم اختباره، وفي نفس الوقت، يُخبر الطبيب الزوجان عن جنس هذه الأجنة قبل نقلها إلى الرحم. [6]

وبالرغم من دقة هذه الطريقة في تحديد جنس الجنين، إلا أنّها لا تستخدم لهذا الغرض كما ذكرنا، بالإضافة إلى أنّ تكلفتها عالية جدًا. [6]

فرز الحيوانات المنوية (Sperm Sorting)

في هذه الطريقة يفصل أخصائي المختبر الحيوانات المنوية الذكرية، والتي تحمل الكروموسوم الجنسي (Y)، عن تلك الأنثوية التي تحمل نسخة من الكروموسوم (X)، وذلك باستخدام جهاز خاص يُسمى التدفق الخلوي (Flow Cytometry)، الذي يفصل الحيوانات المنوية حسب كمية الحمض النووي التي تحملها؛ إذ تحتوي الحيوانات المنوية الأنثوية على حوالي كمية أكبر بـ 3%. [6]

ثم تُستخدم مادة فلورية لصبغ الحيوانات المنوية؛ بحيث تكون الحيوانات المنوية الأنثوية مضيئة بصورة أكبر عند فحصها، مقارنةً بالحيوانات المنوية الذكرية؛ لتستخدم أثناء إجراء أطفال الأنابيب، أو يتم حقنها مباشرة داخل رحم الزوجة (التلقيح داخل الرحم). [6]

لكن هذه الطريقة غير دقيقة تمامًا، خاصةً عند الرغبة بإنجاب ولد، كما أنّ بعض الدول منعت استخدامها؛ حيث تبيّن أن استخدام جهاز التدفق الخلوي يُؤثر على صحة الحيوانات المنوية، مما قد يزيد من خطر إصابة الجنين بمشكلاتٍ صحية. [7][10]

نصائح لحملٍ صحّي

بدلاً من البحث عن طرقٍ تُساعد على الحمل بولد، ننصح الأم بالتركيز على طرق زيادة فرص الحمل وصحة الجنين، مثل: [4]

  • تناول حمض الفوليك، حيث يوصي الأطباء بتناول 400 ميكروغرام يوميًا من حمض الفوليك قبل الحمل؛ للوقاية من التشوهات الخلقية لدى الجنين.
  • معرفة أيام التبويض حيث تكون فرص الحمل أعلى، ويمكن استخدام حاسبة التبويض؛ لتحديد الأيام الأكثر خصوبة.
  • ممارسة الجماع بانتظام.
  • الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، والحفاظ على نمط حياة متوازن وخالي من التوتر.
  • الإقلاع عن التدخين.
  • الحفاظ على وزن صحي.
  • تناول أطعمة صحية، مثل الفواكه، والخضروات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والتقليل من الأطعمة المصنعة، مثل اللحوم الباردة.

نصيحة من الطبي

يدعي البعض أنّ الطرق الطبيعية للحمل بولد ناجحة، لكن بعض الدراسات ذكرت أنها ليست مضمونة، كما أن بعضها مثل غسول بيكربونات الصودا قد يُسبب الالتهابات المهبلية، ومع أنّ الطرق الطبية قد تُساعد على اختيار جنس الجنين، إلا أنّ الطبيب يلجأ إليها لأسبابٍ طبية فقط مثل الإصابة بأمراضٍ وراثية خطيرة.

ويُمكنكِ استشارة طبيب معتمد عبر موقع الطبي عن بعد ومن أي مكانٍ تريدينه إذا كنتِ تُواجهين صعوبة في الإنجاب أو تعانين من مشكلاتٍ صحية قد تؤثر على طفلكِ مستقبلًا.