يُجري الطبيب عملية استئصال الثدي في حالات معينة لعلاج سرطان الثدي، ورغم أنّ غالبية النساء اللواتي يخضعن لهذه الجراحة يعودون لمنازلهم في اليوم التالي، إلا أن التعافي منها عادةً ما يتطلّب 4-6 أسابيع، أو يمتدّ لعدّة أشهر في بعض الحالات، لذا فإنّ هنالك العديد من التعليمات والأمور الواجب أخذها بعين الاعتبار لضمان التعافي في أقرب وقت وبأفضل شكل.
قد تختلف طبيعة التعليمات والإرشادات من حالة لأخرى، لذا نناقش في هذا المقال أهم النصائح بعد عملية استئصال الثدي بشكل عام، والتي عادة ما يوصي بها الأطباء. [1][2]
محتويات المقال
نصائح الرعاية الفورية بعد استئصال الثدي
تبقى المريضة في المستشفى بعد عملية استئصال الثدي لمدة يوم إلى ثلاثة أيام، يُتابع خلالها الطاقم الطبي حالتها وما تحتاجه من أدوية، مثل: مسكنات الألم، ومُضادات الغثيان التي تعالج الغثيان الناجم عن التخدير خلال العملية. وما يُمكن فعله خلال هذا الوقت هو الآتي: [1][2]
- أخذ قسط من الراحة.
- إعلام الطبيب في حال الشعور بالألم رغم أخذ المسكنات، خاصّة قبل مغادرة المستشفى، وذلك لصرف مسكن بديل مناسب.
نصائح بعد عملية استئصال الثدي
بعد مغادرة المستشفى تتابع المريضة تعافيها في المنزل لفترة زمنية تتفاوت ما بين حالة وأخرى، وخلالها يوصى باتّباع النصائح الآتية:
نصائح لتخفيف الألم
تُعد السيطرة على الألم من أهمّ نصائح ما بعد عملية استئصال الثدي، إذ إنها تُساعد على التعافي والعودة للأنشطة اليومية المعتادة في أقرب وقت، ولذا يوصى بالآتي: [6][7][3]
- إعلام الطبيب بأنواع مسكنات الألم التي عادةً ما تستجيب لها المريضة أكثر من غيرها، وذلك وفقًا لتجاربها السابقة في استعمال مسكنات الألم.
- الالتزام بالعلاجات التي يصرفها الطبيب عند مغادرة المستشفى، وتناول المسكنات عند بداية الشعور بالألم وقبل ازدياد شدّته، وتتضمّن المسكنات ما يأتي:
- الباراسيتامول، الذي يُصرف كمسكن عام، وهو يناسب الأشخاص الذبن يُعانون من مشكلات المعدة، خاصةً مع تناولهم مضادات الالتهاب اللاستيرويدية.
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID)، مثل: الأيبوبروفين، والنابروكسين.
- المسكنات الأفيونية، مثل المورفين، وعادةً ما يصرف الطبيب هذا النوع من المسكنات لفترة قصيرة بهدف تخفيف الألم بعد العملية مباشرة.
- الجابابنتين (بالإنجليزية: Gabapentin) لتخفيف ألم الأعصاب بعد العملية.
- إعلام الطبيب في حال عدم الشعور بفعالية مسكنات الألم المصروفة للبحث في إمكانية رفع جرعاتها أو استبدالها بأنواع أخرى.
- سؤال الطبيب عن إمكانية اللجوء لبعض الإجراءات المنزلية لتخفيف الألم، مثل: تمارين التنفس والاسترخاء، واستعمال كمادات الثلج على منطقة الصدر أو تحت الإبط، مع ضرورة لف الثلج بقطعة قماش نظيفة وتجنّب وضعه لأكثر من 15 دقيقة لتجنّب أضرار الثلج على الجلد.
اقرأ أيضًا: تورم الذراع بعد استئصال الثدي
نصائح للعناية بالجرح
تُساعد العناية بجرح عملية استئصال الثدي على تخفيف الألم، ومنع إصابة الجرح بعدوى ما، لذا فمن الضروري التقيّد بتعليمات الطبيب حول طريقة تنظيفه والعناية به. [5] وتتضمّن نصائح العناية بالجرح بعد العملية الآتي: [6][8]
- عدم وضع أيّ مستحضرات جلدية كاللوشنات والكريمات على موضع الجراحة.
- عدم إزالة الضمادة إلا بعد مرور 3 أيام، ولكن يُمكن استبدالها إن استدعت الحاجة لذلك، مثل: اتساخ الضمادة القديمة، أو تبللها.
- عدم تغيير الضمادة المحيطة بأنابيب التصريف إلا في حال تبللها، وعند تغييرها يمكن مسح الجلد المحيط بها بقطعة صغيرة من الشاش وبعض اليود لتعقيم المنطقة جيدًا، ثم توضع ضمادة جديدة وجافة حول أنبوب التصريف على الجلد، وتُلصق بواسطة لاصق طبي لضمان ثباتها.
- ارتداء المشد المطاطي لمدة 3 أيام على الأقل بعد الجراحة، مع عدم ارتداء حمالة الصدر إلا عند الشعور بالراحة تجاه ارتدائها.
- تفريغ أنابيب التصريف الجراحي (بالإنجليزية: Drains) مرتين يوميًّا أو كلما امتلأ البالون المطاطي لمنتصفه تقريبًا، وذلك بالطريقة الموصى بها من قبل الطبيب، والتي تتضمّن الخطوات الآتية:
- غسل اليدين جيدًا.
- فتح الصمام مع توجيهه بعيدًا عن الوجه، وتفريغ كامل محتوياته في وعاء لقياس كميته، حيث تسجل كمية ولون السوائل وطبيعتها في كل مرة تُفرّغ فيها أنابيب التصريف.
- الضغط على البالون المطاطي قبل إعادة وصله بالأنبوب مع متابعة الضغط إلى حين وصله، بحيث يُصبح شكله مسطحًّا، وذلك لتحفيز الشفط داخله
- يُثبت البالون على طرف الملابس بواسطة العلاقة البلاستيكية الموجودة عليه.
- تُفرّغ السوائل التي تم جمعها في الحمام، ويُغسل وعاء القياس بالماء والصابون لاستعماله في المرات القادمة.
- تغسل اليدين جيّدًا.
نصائح للاستحمام
يجب المحافظة على جفاف الجرح وتعقيمه خلال الأسبوع الأول من إجراء عملية استئصال الثدي، ولذا يوصي بالآتي: [4][8]
- تجنّب الاستحمام بعد العملية حتى يسمح الطبيب بذلك، وبدلًا عن الاستحمام يُمكن تنظيف الجسم بإسفنجة أو قطعة قماش مبللة.
- يُمكن الاستحمام بعد 24 ساعة من إزالة أنابيب التصريف الجراحي، مع تجنّب غمر مكان الجرح في حوض الاستحمام أو الأحواض الساخنة.
- يُمكن سؤال الطبيب حول إمكانية استعمال صابون طبي غير معطر لتنظيف جرح العملية.
- عدم فرك أو تنظيف اللاصق الطبي أو الغراء الجراحي الموجود مكان العملية عند الاستحمام.
- عدم السباحة في البرك أو الينابيع الساخنة، أو حتّى الجلوس في أحواض الاستحمام إلى أن يسمح الطبيب بذلك.
نصائح للنظام الغذائي
تناول الطعام الصحي الغني بالعناصر الغذائية ضروري لاستعادة عافية الجسم بعد الجراحات عمومًا، ومن أبرز النصائح الغذائية للتعافي بعد استئصال الثدي ما يأتي: [3][8][11]
- شرب 6-8 أكواب من الماء والعصائر الطبيعية يوميًّا، ما لم يوصي الطبيب خلاف ذلك.
- تناول الأطعمة الخفيفة سهلة الهضم خلال الأيام الأولى من إجراء العملية، مثل: الموز، والخبز، واللبن، والانتقال للنظام الغذائي المعتاد عند الشعور بالراحة والرغبة في ذلك.
- تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية والفيتامنيات، مثل: الخضار الورقية، والدهون الصحية من مكسرات وأسماك وغيرها، والفواكه، والحبوب الكاملة.
نصائح للنشاط البدني
يوصي الطبيب بضرورة أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم خلال الفترة الأولى من إجراء عملية استئصال الثدي، مع الالتزام بالتعليمات الآتية: [4][5]
- النهوض من السرير للمشي كل ساعتين، أو المشي 3-4 مرّات خلال اليوم.
- تجنّب حمل أيّ أوزان ثقيلة، أو القيام بأعمال مرهقة.
- طلب المساعدة من أفراد العائلة أو الأصدقاء للقيام بأيّ أعمال مهمة أو واجبات تتطلّب الجهد البدني خلال فترة التعافي من الجراحة.
- عدم قيادة السيارة إلا بعد مضي 10 أيام على الأقل من الجراحة.
نصائح إضافية
ثمة مجموعة من الأمور الإضافية التي يُمكن أخذها بعين الاعتبار لمساعدة المريضة على التأقلم مع وضعها الجديد والتعافي بعد عملية استئصال الثدي، وذلك من خلال الآتي: [10][1][12]
- الالتزام بمواعيد المراجعة المحددة من قبل الطبيب، والتي عادة ما تكون بعد يوم أو يومين من مغادرة المستشفى، وبعد الأسبوع الأول من الجراحة، وبعد مضي عدّة أشهر بعد ذلك، وقد يحددها الطبيب وفقًا لما تستدعيه حالة المريضة.
- البحث في إمكانية إجراء ترميم الثدي، وهي خيارات جراحية يتم إجراؤها بهدف تحسين أو تجميل الثدي بعد غزالة جزء من انسجته خلال العملية، ومثل هذه الإجراءات قد يكون لها تأثير إيجابي على حالة المريضة النفسية.
- مشاركة المشاعر التي تواجهها المريضة مع أفراد العائلة أو الزوج أو الأصدقاء المقربين.
- التواصل مع النساء اللواتي خضعن مسبقًا لجراحة استئصال الثدي، ومناقشتهن حول ما وجدنه من تحديات وتغيرات وكيف تعاملن معها.
- الاستعانة بمعالج أو طبيب نفسي في حال المعاناة من المشاعر السلبية بعد استئصال الثدي لفترة طويلة، وعدم الشعور بتحسن الحالة النفسية للمريضة حتّى بعد اتّباع الطرق السابقة للتأقلم والتكيف مع وضعها الجديد.
تمارين بعد عملية استئصال الثدي
يوصي الطبيب بممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة التي تُساعد المريضة على العودة لأنشطتها البدنية المعتادة بالتدريج، خاصة في حال تطلّب علاج سرطان الثدي لدى المريضة استئصال بعض الغدد الليمفاوية تحت الإبط بالتزامن مع استئصال الثدي، لذا يجب استشارة الطبيب أولًا قبل البدء بالتمارين الآتية: [4][9]
- التنفس العميق، الذي يُساعد على الاسترخاء وتخفيف الشدّ مكان العملية، ويكون بالشكل الآتي:
- الجلوس على كرسي بوضعية مريحة.
- أخذ نفس عميق من الأنف ببطء.
- الزفير ببطء من الفم.
- تكرار التمرين عدة مرات.
- رفع الذراعين لأعلى، لمحاولة استعادة حرية حركتهما في أقرب وقت، وذلك بأداءه كما الآتي:
- الجلوس بوضعية مريحة، أو الوقوف.
- رفع الذراعين لأعلى الرأس، بحيث يكون مستوى المرفقين بالقرب من الأذنين.
- البقاء على هذه الوضعية مدّة 5 ثوانٍ، ومن ثم إنزال الذراعين.
- تكرار التمرين عدة مرات.
- تدوير الكتف، هو من التمارين التي تُساعد على تمدّد عضلات الصدر والكتف معًا، ويكون أداؤه بالطريقة الآتية:
- الجلوس بوضعية مريحة مع وضع اليدين على الفخذين.
- تحريك الكتف على شكل دوائر صغيرة، بحيث يُرفع الكتفان لأعلى، ثمّ للخلف، ثم للأسفل، مع توسيع قطر الدوائر بالتدريج لتجنّب الشعور بشدّ قوي مكان الجراحة.
- تكرار التمرين 5 مرات.
حالات تستدعي المراجعة الطبية بعد العملية
يجب على النساء اللواتي خضعن لجراحة استئصال الثدي مراجعة الطبيب أو إعلامه في أقرب وقت في كل من الحالات الآتية: [6][11]
- ارتخاء خيوط الجراحة، أو ملاحظة أن جرح العملية مفتوح.
- ارتفاع درجة حرارة المريضة لتصل 38.6 درجة مئوية أو أكثر.
- السعال المستمر.
- الألم الشديد، وعدم استجابته لمسكنات الألم الموصوفة من قبل الطبيب.
- صعوبة التنفس.
- عدم القدرة على الإخراج أو إطلاق الريح.
- عدم القدرة على الأكل أو الشرب.
- النزيف من مكان الجراحة.
- ظهور أعراض الإصابة بجلطة في الساق، ومنها: احمرار وتورّم في الساق، وألم في بطة الرجل أو في الفخذ أو خلف الركبة أو في المنطقة ما بين أعلى الفخذ والحوض.
- ظهور أعراض الإصابة بعدوى، ومنها: الألم والورم والاحمرار مكان العملية، والحمّى، وخروج القيح أو الدم من مكان الجراحة.
من جانب آخر فمن الضروري الذهاب لأقرب مركز صحي فورًا أو الاتصال بالطوارئ عند ظهور الأعراض الآتية: [11]
- ألم في الصدر.
- صعوبة التنفس.
- السعال المصحوب بالدم.
- فقدان الوعي.
نصيحة الطبي
تتطلّب فترة التعافي بعد عملية استئصال الثدي الالتزام بتعليمات الطبيب، وتناول العلاجات والأدوية التي يصفها الطبيب، والقيام بإجراءات تعقيم الجرح، بالإضافة إلى منح المريضة الوقت والراحة الكافيين ليتعافى جسدها قبل العودة لأنشطتها وأعمالها المعتادة.
يمكنك الاستعانة بطبيب معتمد على منصة الطبي الآن للحصول على استشارة طبية حول أهم النصائح بعد عملية استئصال الثدي، أو للحصول على الدعم النفسي المناسب.