يعد سرطان الجلد من الأورام السرطانية الأكثر انتشارًا، لكن يمكن لبعض العادات اليومية أن تساهم بشكل ملحوظ في الوقاية وتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد.

تقوم طرق الوقاية من سرطان الجلد بشكل رئيس على تقليل أضرار الأشعة فوق البنفسجية التي يتم التعرض لها من الشمس أو المصادر الصناعية. [1][3]

يتناول هذا المقال أبرز وأهم النصائح والخطوات التي تساعد في الحدّ من خطر الإصابة بسرطان الجلد.

طرق الوقاية من سرطان الجلد

توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، بعضها لا يمكن السيطرة عليه، مثل تقدّم السن ولون البشرة. وبعضها يمكن تحييد خطره، مثل الأشعة فوق البنفسجية، والتي تعد عامل خطر رئيس للإصابة بسرطان الجلد. [16]

يتسبب التعرض المتكرر للأشعة البنفسجية بضرر في خلايا الجلد وزيادة خطر سرطان الجلد، وللحدّ من آثار وأضرار هذه الأشعة يوصى بتطبيق التدابير الآتية: [2][17]

ارتداء الملابس الواقية

يوصى بتطبيق النصائح التالية عند اختيار الملابس اليومية، وخاصة قبل الخروج في أوقات الذروة للأشعة الشمسية: [4][5]

  • اختيار ملابس تغطي أكبر قدر ممكن من الجلد؛ مثل الملابس ذات الأكمام الطويلة، والبناطيل الممتدة لأسفل الركبتين، بالإضافة إلى الملابس المزودة بقبعة وياقة لتغطي منطقة العنق.
  • ارتداء الملابس الفضفاضة، حيث إن الطيات تقلل وصول الشمس نحو الجلد، أما الملابس المشدودة فغالبًا ما تسمح بنفاذ الضوء بسهولة.
  • اختيار أقمشة تمتلك خاصية ممانعةٍ للأشعة فوق البنفسجية، وغالبًا ما توضح هذه الخاصية في ملصقات الملابس، ويشار إلى أن فعالية هذه الخاصية قد تمتد 1-2 سنة، وتقل مع الارتداء المطول والغسل.
  • لبس الألوان الغامقة، مثل الأسود، والأخضر، والأحمر الداكن، حيث إنها تمتص الأشعة فوق البنفسجية، فتَحدّ من وصولها إلى الجلد، وذلك بدرجة تفوق الألوان الفاتحة بمعدل 5 أضعاف.
  • استخدام مواد الغسيل التي تُضفي خاصية الحماية من أشعة الشمس للملابس المغسولة، وتُعدّ المُبيضات التي تحوي مادة الفلور مثالًا على هذه المواد، إذ تحسّن من قدرة الأقمشة على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية.

يمكن التأكد من فعالية الملابس في ممانعة وصول أشعة الشمس إلى الجلد، بإضاءة مصباحٍ مُقابل قطعة الملابس، وملاحظة الضوء النافذ من خلالها؛ كلما كان الضوء خافتًا والظل المكون خلف القطعة كثيفًا وغامقًا، كلما كانت الوقاية التي تقدّمها قطعة الملابس أفضل. [4][5]

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الجلد

استخدام واقي الشمس

تُصدر الشمس عدة أنواع من الأشعة فوق البنفسجية، أبرزها الأشعة فوق البنفسجية أ، والأشعة فوق البنفسجية ب؛ وحرصًا على تقليل ضرر هذين النوعين من الأشعة، يوصى باختيار واقي شمس واسع الطيف، وبعامل وقاية شمسي (SPF) يعادل 30 أو أكثر، مع الحرص على تطبيق الإجراءات الصحيحة لاستخدامه، مثل: [6-9]

  • تطبيق الواقي الشمسي على المناطق المكشوفة، والمتوقع تعرضها لأشعة الشمس، وذلك قبل الخروج بمعدل 15-20 دقيقة.
  • إعادة تطبيق الواقي الشمسي بعد مضي ساعتين من المرة الأولى، مع الانتباه إلى تكرار الأمر بمعدل أكبر في حالات التعرق أو السباحة.
  • استخدام واقي الشمس حتى في الأيام الغائمة، فالغيوم تحجب فقط جزءًا يسيرًا من أشعة الشمس.
  • وضع الواقي بكميات كافية، مع التأكد من توزيعه على اليدين، والأذنين، والقدمين، والشفتين.

يعتمد اختيار الواقي الشمسي على عدة عوامل، أهمّها نوع البشرة. وعلى نحو عام، يوصى بتجنّب الأشعة الشمسية عندما تكون في أوجّها، أيّ ما بين الساعة 10 صباحًا وحتى 4 عصرًا، والبقاء في الأماكن الدخلية أو المظلولة ضمن هذه الأوقات. [8]

تجنّب أجهزة تسمير البشرة

يُعرف تسمير البشرة بالتان أو البرونزاج، وهو عملية تتعرض فيه خلايا الجلد إلى مستويات عالية من الأشعة فوق البنفسجية المباشرة، مما يحفز إنتاج صبغة الميلانين، وانتقالها من الطبقات السفلية للجلد نحو الطبقات السطحية، وهذا ما يُكسب الجلد لونه الغامق، الأمر الذي يعرّض الفرد لإصابة وضرر في خلايا الجلد. [10]
 
لذلك، يعدّ تجنّب تعريض البشرة للشمس لفترات طويلة بهدف تسمير البشرة أو اللجوء إلى أجهزة التسمير ذات الأشعة فوق البنفسجية الصناعية خطوة هامّة للوقاية من سرطان الجلد.

نشرت مجلة جاما الطبية (JAMA Dermatol) دراسة عام 2016م، بحثت العلاقة بين الإصابة بسرطان الجلد في الخلايا الميلانينية (الميلانوما) والتعرض لحمام الشمس الصناعي، واشتملت على 1,335 مشاركًا من كلا الجنسين معًا، وخلصت نتيجتها إلى أن النساء اللواتي تعرضن لحمام الشمس الصناعي أكثر عرضةً للإصابة بالميلانوما بمعدل 6 أضعاف خلال فترة العشرينيات من عمرهن. [11]

اقرأ أيضًا: أعراض سرطان الجلد الميلانوما

الفحص الدوري للجلد

تكمن أهمية هذا الإجراء في ملاحظة أي عرض أو نمو غير طبيعي في خلايا الجلد، وبالتالي استشارة الطبيب مبكرًا. وتوصى بعض الفئات بالحرص على الفحص الدوري للجلد بانتظام مرّة شهريًّا على الأقل، مثل: [12][13]

  • الأشخاص ذو المناعة الضعيفة.
  • الأفراد الذين أصيبوا سابقًا بأحد أنواع مرض سرطان الجلد.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد.

بالإمكان إجراء الفحص الدوري للجلد ذاتيًا، وذلك باستخدام مرآة طولية أو مرآة تُحْمل باليد، وفحص الجلد والبشرة ابتداءً من فروة الرأس حتى أسفل القدمين، إذ إنّ سرطان الجلد ليس محصورًا بالمناطق المعرضة للشمس فقط، بل قد ينشأ في أي موضع من الجلد. [13]

تناول الأغذية الداعمة لصحة الجلد

يمكن أن يلعب الطعام دورًا  في الوقاية من سرطان الجلد، وذلك لاحتواء بعض الأطعمة على مركبات ذات خصائص مضادة للأكسدة تحدّ من تأثير الجذور الحرة التي تعد عامل خطر لمرض السرطان، ومن الأمثلة على هذه المركبات: [14][15]

  • الكاروتينات (Carotenoid): تمتلك خصائص مضادة للأكسدة، وبالتالي تقلل من إجهاد الخلايا. ومن الأطعمة التي تحتوي على الكاروتينات البطيخ، والطماطم، وتوت الغوجي.
  • الإيزوثيوسيانات (Isothiocyanate): يذكر الملفوف واللفت كأمثلة تحوي هذه المادة، وكذلك البروكلي، وتعزز الإيزوثيوسيانات من تصنيع الإنزيمات الخلوية المسؤولة عن ممانعة الضرر الذي تسببه أشعة الشمس.
  • مضادات الأكسدة: تحفظ هذه المركبات الأجزاء الداخلية للخلايا، لكونها تعزز الجدار الخلوي، وتحبس الجذور الحرة الضارة، ومن أمثلة الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة الرمان والأرضي شوكي.
  • الأحماض الدهنية الأساسية: تعد أحماض الأوميغا 3 الدهنية أشهر أصناف هذه المجموعة، وتساهم في دعم الجهاز المناعي والجلدي معًا.

اقرأ أيضًا: أهم فوائد الرمان للسرطان

نصيحة الطبي

تعتمد طرق الوقاية من سرطان الجلد على تقليل التعرض لأشعة الشمس الضارة، والتي تعد من أبرز العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به. كما يوصى الحفاظ على الفحص الدوري للجلد واستشارة الطبيب في حال ملاحظة أيّ تغير في البشرة. يمكنك الآن استشارة طبيب معتمد عن بعد عبر منصة الطبي للاستفسار عن كل ما يتعلق بسرطان الجلد.