كبيبات الكلى

تحتوي الكليتان على حوالي مليون مجموعة صغيرة من الأوعية الدموية، كل مجموعة تسمى الكبيبة.

يتم توصيل كل كُبْبَةٌ بِأنبوب صغير يُدعى النبيبات، وتُعرف كل وحدة من الكبيبات والنبيبات باسم (nephron) أي أن كل نفرون يحتوي على كبيبة وهي الوحدة الأساسية الفاعلة في الكلى.

يمتلك الجسم حوالي مليون نفرون في كل كلية إذ أن عددهم لا يزيد ولا يقل مع العمر فهو ثابت.

تعمل الكبيبات على ترشيح الدم من النفايات والمنتجات والسوائل التي تنتقل عبر النبيب لتصبح بول.

إذ يعتبر الترشيح الكبيبي هو الخطوة الأولى في صنع البول. فهذه العملية تستخدمها الكلى لتصفية السوائل الزائدة ومخلفات المنتجات من الدم إلى أنابيب جمع البول في الكلى.

عندما يعاني شخص ما من مرض في الكلى، فهذا يعني أن الكبيبات لديهم لم تعد تعمل بالطريقة التي ينبغي عليها.

لماذا يقوم الجسم بإنتاج البول؟

يقوم الجسم باستقلاب المواد التي نتناولها، والتي تنتج طاقة وكتل البناء المختلفة التي نحتاجها للحفاظ على أنسجة وأعضاء الجسم صحية، خلال تلك العمليات يتم إنتاج مواد أخرى لا يمكن استخدامها أو تخزينها لذا يجب التخلص منها لمنع تراكم المواد السامة. بالإضافة إلى الفضلات، حيث تحتوي الأغذية على مواد بكميات أكبر بكثير من حاجتنا اليومية (مثل الكربوهيدرات والدهون).

يتم التخلص من المنتجات غير القابلة للذوبان في الماء في البراز (مثل الألياف غير المهضومة، البكتيريا)، ومنتجات النفايات القابلة للذوبان في الماء في البول (على سبيل المثال اليوريا - الصوديوم والبوتاسيوم).

إن الكلية كمرشح دم طبيعي للجسم ؛ فهي قادرة على التحكم في كمية الماء والمواد المذابة في سوائل الجسم عن طريق إعادة امتصاص ما تحتاج إليه وإنتاج البول للتخلص من الباقي. إنتاج البول إلزامي ، بمعنى أنه مصنوع بغض النظر عما يحدث في جسمك. على سبيل المثال ، إنك تقوم بعملية صنع البول حتى عندما تكون مصابًا بالجفاف الشديد. يحدث هذا بسبب الحاجة إلى إزالة المواد المذابة المتنوعة من الجسم من أجل الحفاظ على استقرار الظروف الداخلية وثباتها ، بحيث تستمر جميع العمليات الفيزيولوجية في الجسم للعمل بفعالية .

كيف يعمل الترشيح الكبيبي؟

1. الخطوة الأولى في انتاج البول هي فصل الجزء السائل من الدم (البلازما)، الذي يحتوي على كل من المواد المذابة من خلايا الدم، كل نفرون في الكليتين لديه مرشح مجهري يسمى الكبيبة التي تقوم بترشيح الدم باستمرار.
2. الدم المراد تصفيته يدخل الكبيبة، وهي خصلة من الشعيرات الدموية (أصغر الأوعية الدموية). الشعيرات الدموية الكبيبية لها مسام صغيرة في جدرانها ، تماما مثل منخل شبكي دقيق للغاية.
3. تقع معظم الأوعية الشعرية بين الشرايين ،.كما أن الكبيبة محصور بين شرينين - الشرايين الوافدة يمد الدم إلى الكبيبة ، بينما الشرايين المتنفذة تحمله بعيدًا. إن انقباض الشرايين الوافدة مع خروج الدم من الكبيبة يوفر مقاومة لتدفق الدم ، مما يمنع انخفاض الضغط ، والذي لا يمكن تحقيقه إذا كان الدم يتدفق إلى الأوردة ،بسبب أنها لا تتقلص حقاً. يتغير الشرايين في الحجم تبعاً لزيادة أو خفض ضغط الدم في الكبيبة. بالإضافة إلى ذلك ، الشرايين الوافدة أكبر في القطر من الشرايين المتنفذة . نتيجة لذلك ، يدخل الدم المضغوط إلى الكبيبة من خلال أنبوب واسع نسبياً، لكنه يضطر للخروج من خلال أنبوب أضيق، هذه الميزة الفريدة بالإضافة إلى حقيقة أن قلبك يمد الكلى بأكثر من لتر من الدم في الدقيقة (حوالي 20 ٪ من إنتاجه) يحافظ على الضغط الشعري الكبيبي وأيضاً على وظيفة الترشيح في الكلى ، بغض النظر عن التقلبات في تدفق الدم.

تحدد الخصائص الفيزيائية للجدار الشعري الكبيبي ما يتم ترشيحه وكمية الترشيح في الكبسولة الكبيبية . تتكون الجدران الشعرية من الداخل إلى الخارج ، وتتكون من ثلاث طبقات:

• الإنديثيليوم : تحتوي على مسام كبيرة نسبيا (70-100 نانومتر في القطر) ، حيث أن السوائل و بلازما البروتين يمكن أن تمر من خلاله ما عدا خلايا الدم.
• الغشاء القاعدي : يتكون هذا الغشاء أيضًا من ثلاث طبقات ، ويندمج مع الطبقة البطانية. وتتمثل مهمة الغشاء القاعدي في منع ترشيح بروتينات البلازما من مجرى الدم.
• الإبيثيليوم : هذه الطبقة تتكون من خلايا متخصصة.

ما هي نسبة الترشيح الكبيبي؟

يسمى المعدل الذي يتم فيه تصفية الكلى بالدم معدل الترشيح الكبيبي. القوة الدافعة الرئيسية لعملية الترشيح ، أو الضغط الخارجي هو ضغط الدم عند دخوله إلى الكبيبة.

كيف يتم تنظيم معدل الترشيح الكبيبي؟

من الطبيعي تماماً أن يتذبذب ضغط دمك طوال اليوم. ومع ذلك، ربما من المستغرب أن هذا ليس له أي تأثير على معدل الترشيح الكبيبي. هذا لأنه في ظل الظروف العادية، يمكن لجسمك التحكم فيها بدقة من خلال آليات مختلفة منها :

الآليات الداخلية:

• التنظيم الذاتي الكلوي - يمكن للكلية نفسها ضبط تمدد أو انقباض الشرايين الوافدة ، التي تتصدى للتغيرات في ضغط الدم. هذه الآلية الجوهرية تعمل على نطاق واسع، ولكن يمكن أن تتعطل إذا كان لديك مرض في الكلى.

الآليات الخارجية:

• السيطرة العصبية (الجهاز العصبي)
• التحكم الهرموني

هذه الآليات الخارجية يمكن أن تتخطى التنظيم الذاتي للكلية وتقلل معدل الترشيح الكبيبي عند الضرورة. على سبيل المثال ، إذا كان لديك انخفاض كبير في ضغط الدم ، والذي يمكن أن يحدث إذا فقدت الكثير من الدم ، فإن الجهاز العصبي الخاص بك سيحفز تقلص الشريان الوارد ، مما يقلل من إنتاج البول. إذا كانت هناك حاجة إلى مزيد من الإجراءات ، فيمكن للجهاز العصبي أيضًا تنشيط نظام الرينين-أنجيوتنسين-ألدوستيرون ، وهو نظام هرموني ينظم ضغط الدم وتوازن السوائل.

السيطرة الهرمونية - (atrial natriuretic peptide)هو هرمون يمكن أن يزيد من معدل الترشيح الكبيبي. يتم إنتاج هذا الهرمون في القلب ويفرز عندما يزداد حجم البلازما ، مما يزيد من إنتاج البول.

ما هي علاقة كفاءة عمل الكلى والكرياتينين؟

الكرياتينين هو أحد النفايات الناتجة عن استقلاب الكرياتين. يتم إنتاجه في العضلات عندما يتم استقلاب الكرياتين لتوليد الطاقة. لا تتم إعادة امتصاص الكرياتينين أو إفرازه ، ولكن يتم تصفيته بشكل حصري من خلال الكليتين ، لذلك يرتبط معدل إفرازه من مجرى الدم بشكل مباشر بكفاءة ترشيح الكلى. من خلال قياس كمية الكرياتينين في عينة من الدم، ودمج هذا مع معلومات أخرى مثل العمر، أو العرق ، أو الجنس، أو الطول، أو الوزن، فإن طبيبك قادر على تقدير معدل الترشيح الكبيبي (GFR) ، الذي يمكن أن يمنحه فكرة جيدة عن مدى كفاءة عمل الكلى لديك.