البلاعم (بالإنجليزية: Macrophages)، هي خلايا مناعية متخصصة يمكن أن تكون ثابتة أو متحركة. تشارك البلاعم في الكشف عن الأجسام الغريبة في الجسم وتعمل على بلعمة وتدمير البكتيريا والفيروسات وغيرها من الكائنات المسببة للأمراض، بالإضافة إلى ذلك، فإن البلعم يعمل كخلية مقدمة للمستضد (بالإنجليزية: Antigen- Presenting Cell).
تبدأ البلاعم حياتها على شكل خلية الوحيدة (بالإنجليزية: Monocyte)، وهي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء والتي يتم إنتاجها في نخاع العظم، وعندما تنضج خلايا الدم هذه يتم إفرازها في مجرى الدم وتنتقل لتتخزن داخل الطحال أو في الغدد اللمفاوية أو في اللوزتين أو في الكبد.
عندما تتسبب عدوى أو ضرر أو إصابة في حدوث رد فعل في الجسم، فإن الخلايا الوحيدة تترك موقعها الأساسي وتنتقل عبر مجرى الدم لدخول أعضاء وأنسجة الجسم المختلفة، حيث أنها وبعد مغادرة مجرى الدم تتطور الخلايا الوحيدة وتصبح بلاعم. ويمكن أن تعيش معظم البلاعم لعدة أشهر ويمكن أن تقتل مئات البكتيريا المختلفة قبل أن تموت.
تهاجر البلاعم وتتنقل عبر كل أنسجة الجسم تقريباً ، حيث تقوم بالبحث عن الكائنات المسببة للأمراض أو تزيل الخلايا الميتة، وهناك عدة أنواع للبلاعم بحسب المكان الذي تتواجد فيه، مثل:
كما يمكن تقسيم البلاعم وفق معيار آخر وهو استقطاب (بالإنجليزية: Polarization) البلاعم، والذي يحدث نتيجة الاستجابة للتفاعل بين خلية وأخرى أو تفاعل بين الجزيء والخلية داخل أنسجة أو أعضاء جسم المضيف، بهدف الحفاظ على التوازن أو خلال الظروف المرضية المختلفة.
يمكن تقسيم البلاعم بالاعتماد على حالة الاستقطاب إلى الأنواع التالية:
تلعب البلاعم دوراً في كل جانب من جوانب العمليات الحيوية في الجسم، بدءاً من تطور الأنسجة مروراً بالتوازن، والاستتباب (بالإنجليزية: Homeostasis)، والترميم، وانتهاءً بالاستجابة المناعية ضد الكائنات المسببة للأمراض.
تتواجد البلاعم في أعضاء الجسم المختلفة وفي المواقع المخاطية التي تعمل كمواقع محتملة لدخول مسببات الأمراض، والسموم، والمواد المسببة للحساسية، والمواد الغريبة حيوياً، مما يجعلها خط الدفاع الأول في الجسم.
تعتبر البلاعم واحدة من الخلايا المناعية الطبيعية الأساسية التي تشارك في عملية التعرف على مسببات الأمراض وبقايا الخلايا التي تنشأ عن الموت المبرمج للخلايا (بالإنجليزية: Apoptosis). كما تعمل البلاعم على ابتلاع الخلايا الميتة والكائنات المسببة للأمراض من خلال عملية البلعمة، وهو مصطلح يستخدم لوصف ابتلاع وتدمير الخلايا الميكروبية أو الخلايا المسببة للأمراض، وبمجرد ابتلاع مسببات الأمراض تدمر الإنزيمات الخلوية داخل البلاعم هذه الجسيمات التي تم ابتلاعها.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل بعض البلاعم كعاملات تنظيف وتقوم بإزالة الخلايا الميتة، حيث يتم ابتلاع الميكروب أو الخلية الميتة داخل ما يسمى بالجسم البلعمي أو اليبلوع (بالإنجليزية: Phagosome)، والتي هي عبارة عن حويصلة تتشكل حول الميكروب بواسطة غشاء الخلية، ثم يندمج اليبلوع مع حويصلة متخصصة أخرى تحتوي على إنزيمات هضمية تفكك محتوى اليبلوع، وتسمى هذه الحويصلات باسم اليحلول أو الجسم الحال (بالإنجليزية: Lysosome).
توجد وظيفة مناعية أخرى للبلاعم وهي تنبيه الجهاز المناعي للغزو الميكروبي، والعامل الرئيسي الذي يساهم في فعالية البلاعم لهذه الوظيفة هو وجود العديد من المستقبلات على سطحها مما يجعلها تشارك في التعرف على الجزيئات الغريبة، وترتبط هذه المستقبلات بالمكونات المختلفة لمسببات الأمراض، مثل السكريات (LPS) والحمض النووي (DNA)، والحمض النووي الرايبوزي (RNA)، والبروتينات خارج الخلية.
بعد دخول الميكروب تقوم البلاعم بإظهار بروتين يدعى المستضد على سطحها والذي يعطي إشارة بوجود ميكروب إلى الخلايا التائية المساعدة (بالإنجليزية: T-helper Cells)، وعند التعرف على المستضد تنشط الخلية التائية المساعدة الخلايا الأخرى في الجهاز المناعي مثل الخلايا التائية السامة والتي تقوم بمهاجمة الخلية المصابة بالعدوى. كما تحفز الخلايا التائية المساعدة أيضاً الخلايا البائية في جهاز المناعة لإفراز الأجسام المضادة، ولكل مستضد أجسام مضادة محددة يتم إنتاجها ضده بكميات هائلة. وتقوم هذه الأجسام المضادة بتذكر المستضد، حيث تقوم مستقبلاً بمهاجمة أي خلية تعرض هذا المستضد مباشرة في حال حدوث عدوى أخرى، وتسمى هذه المناعة بالمناعة المكتسبة أو التكيفية.
تلعب البلاعم دوراً حاسماً في التوازن المناعي من خلال تنظيم عملية الالتهاب في ظل الظروف الالتهابية أو الإنتانية، إضافة إلى ذلك فهي تلعب دوراً هاماً في عملية تولد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Angiogenesis)، والتمثيل الغذائي، وتوازن الماء والأملاح في الجسم.
بالإضافة إلى ذلك، تعمل البلاعم أيضاً كخلايا أساسية في عملية التئام الجروح استجابة للمحفزات المتولدة في الأنسجة التي تعرضت للجرح. ويتم تنظيم عملية التئام الجروح بشكل رئيسي من بلاعم M2 بسبب عملها كمضاد للالتهابات، وتحريض تولد الأوعية الدموية، وانخفاض موت الخلايا المبرمج، مما يحفز إعادة تشكيل المصفوفة خارج الخلية (بالإنجليزية: Extracellular Matrix) وعملية ترميم الجروح.
للمزيد اضطرابات خلايا الدم البيضاء
كما تلعب البلاعم أيضاً دوراً أساسياً في عملية تجديد الأنسجة والأعضاء، أي تكاثر الخلايا والأنسجة لاستبدال الهياكل المفقودة والتالفة. تمتلك الأعضاء والأنسجة بما فيها العضلات الهيكلية والكبد القدرة على التجدد من خلال تجديد الخلايا المتنية التي تتضمن الخلايا الوحيدة وخلايا الكبد. وتلعب البلاعم دوراً مهماً جداً في عملية تجديد العضلات الهيكلية من خلال تنسيق عملية الالتهاب والتجدد، كما أنها تعمل كخلايا أساسية لاستعادة سلامة الأنسجة ووظيفتها بعد الإصابة.
قد يؤدي التنشيط غير المنضبط للبلاعم إلى التهاب مزمن غير منضبط، والذي بدوره قد يؤدي إلى التهاب ذاتي (بالإنجليزية: Autoinflammation)، وأمراض المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune diseases)، بما في ذلك فقر الدم المناعي الذاتي الحاد، والذئبة الحمامية، والتهاب المفاصل المزمن.
بالإضافة إلى ذلك، تلعب البلاعم من نوع M1 وM2 أيضاً دوراً رئيسياً في مرض السكري من النوع الأول عن طريق المساهمة في تدمير خلايا بيتا في البنكرياس.
اقرأ أيضاً: أنواع أمراض المناعة الذاتية
Merriam-Webster. Macrophage. Retrieved on the 13th of May, 2020, from: https://www.merriam-webster.com/dictionary/macrophage José Ignacio Saldana. Macrophages. Retrieved on the 13th of May, 2020, from: https://www.immunology.org/public-information/bitesized-immunology/cells/macrophages Suzanne Dixon. Macrophages and the Immune System. Retrieved on the 13th of May, 2020, from: https://www.verywellhealth.com/macrophages-immune-system-797218 Vijay Kumar. Macrophages: the potent Immunoregulatory Innate Immune cells. Retrieved on the 13th of May, 2020, from: Ananya Mandal. Macrophage function. Retrieved on the 13th of May, 2020, from: https://www.news-medical.net/life-sciences/Macrophage-Function.aspx
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.