رأب الفؤاد هو إجراء جراحي لتصحيح خلل في العضلة العاصرة للقلب التي تصله بالمريء، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى الإصابة بتشنج القلب. يحدث التشنج القلبي بسبب فشل العضلة العاصرة في الاسترخاء لكي تسمح للطعام أن يدخل إلى المعدة وتسمى هذه الحالة أيضاً بالرخام المريئي.
المريء هو الأنبوب الذي ينقل الطعام من الحلق إلى المعدة، والتشنج القلبي هو حالة مرضية خطيرة تؤثر على المريء، فإذا كنت مصاباً بها فإن العضلة العاصرة القلبية التي تغلق المريء من طرف المعدة لن تفتح أو تسترخي أثناء البلع، وهذا يؤدي إلى بقاء الطعام في المريء. ويمكن أن ترتبط هذه الحالة بسبب تلف الأعصاب في المريء أو بسبب تلف في العضلة العاصرة للقلب. كما يمكن أن تحدث لأسباب مختلفة حيث قد يكون من الصعب على الطبيب معرفة سبب معين للإصابة به، فمن المرجح أن تكون حالة وراثية أو نتيجة لحالة من أمراض المناعة الذاتية حيث يهاجم جهاز المناعة في الجسم عن طريق الخطأ الخلايا السليمة.
غالباً ما تحدث حالة التشنج القلبي في مرحلة متقدمة من العمر، ولكن يمكن أن تحدث أيضاً عند الأطفال، ولكنها أكثر شيوعاً في كبار السن والأشخاص الذين يعانون من اضطرابات المناعة الذاتية. وقد يشك الطبيب بأنك مصاب بالتشنج القلبي إذا كنت تعاني من مشكلة في ابتلاع المواد الصلبة أو السائلة على حد سواء، وخاصة إذا كان الوضع يزداد سوءاً مع مرور الوقت.
شهد العقد الأخير تقدماً ملحوظاً في تشخيص وعلاج التشنج القلبي، وهو يعتبر اضطراب حركي نادر في المريء ناتج عن ضعف في استرخاء العضلة العاصرة المريئية السفلى التي تسبب شعوراً بالألم في الصدر وحرقة.
عند عدم نجاح العلاجات الأخرى للتشنج القلبي (من خلال الأدوية أو من خلال التوسيع بالبالون)، يتم اللجوء لعملية رأب الفؤاد. حيث أن معدل النجاح لهذه العملية أكثر من 90%، ومع ذلك يجب أن ينتبه المريض إلى المضاعفات التي قد تحدث بعد الخضوع للعملية الجراحية، ويتم استخدام التقنية التالية لعملية رأب الفؤاد:
رأب الفؤاد من خلال المنظار أو عبر البطن: يتم تنفيذ هذه التقنية تحت التخدير العام حيث يقوم الطبيب بعمل شق صغير (1 سم) في الجزء العلوي من البطن ويدخل فيه الكانيولا أو الأنبوب إلى داخل البطن. ثم يقوم بعد ذلك بإدخال تلسكوب مرتبط بكاميرا فيديو صغيرة من خلال الكانيولا، وذلك حتى يظهر صورة مكبرة لأجهزة الجسم الداخلية على شاشة الفيديو. ثم يضع الطبيب 4 قطع كانيولا إضافية من خلال فتحات صغيرة في البطن لا تتجاوز حجمها 5 ملم لإدخال أدوات خاصة طويلة. أثناء الجراحة يتم تقسيم العضلة العاصرة للقلب وطبقة العضلات في الجزء العلوي من المعدة بدقة تحت الرؤية المكبرة. بما أن إنقسام العضلة العاصرة القلية تجعل المريض أكثر عرضة للارتداد المعدي المريئي، فإن الطبيب قد يقوم بتدوير وثني الجزء العلوي من المعدة الذي يدعى بالقاع، بطريقة تجعله يعمل كصمام يمنع الحمض في المعدة من العودة إلى المريء.
بعد الخضوع لعملية رأب الفؤاد قد يعاني المريض من بعض الألم لمدة تتراوح بين 12 إلى 24 ساعة من بعد العملية اعتماداً على الحالة الصحية للمريض وشدة التحمل لديه، وقد يحدث له بعض الغثيان والقيء في الساعات الـ 12 الأولى. كما يُعطى المريض دائماً أدوية لتخفيف الألم ولتقليل الغثيان.
عادة ما يسمح للمريض بشرب السوائل في غضون 6 إلى 8 ساعات من بعد العملية الجراحية، ويسمح بتناول الطعام الخالي من السكر بعد يوم من العملية. ويعتمد النشاط والحركة على كيفية شعور المريض، ولكن في العادة يتم تشجيع جميع المرضى على المشي والنزول حالما يشعرون بالراحة.
يذهب معظم المرضى إلى المنزل في غضون 48 إلى 72 ساعة من بعد العملية، وبشكل عام يتعافى المريض تماماً خلال 10 إلى 15 يوم. ويحتاج جميع المرضى الذين خضعوا لعملية رأب الفؤاد إلى اتباع نظام غذائي مهروس لمدة 6 أسابيع تقريباً نظراً لأن منطقة الجراحة لا زالت في مرحلة الشفاء، كما ينصح بتناول الطعام ببطء وتناول وجبات صغيرة متكررة وتجنب شرب المشروبات الغازية. وبعد مرور الفترة الأولية -6 أسابيع- يسمح للمريض بأكل الطعام الطبيعي مرة أخرى.
غالباً ما يفضل المرضى الذين خضعوا لعملية رأب الفؤاد أخذ الأمور بيسر بسبب الخوف من الإضرار بأنفسهم عن طريق ممارسة الأنشطة الاعتيادية. ولكن تعتبر فترة التعافي سريعة جداً، حيث أن المرضى يعودون إلى المنزل بعد فترة بسيطة جداً (48 إلى 72 ساعة). واعتماداً على طبيعة عملهم يستطيع معظم المرضى العودة إلى العمل بعد متوسط 15 يوماً، وعادة ما يعود المرضى الذين يمارسون وظائف مكتبية خفيفة في غضون أيام قليلة، في حين أن الأشخاص الذين يعملون في أعمال شاقة أو تتطلب رفع أجسام ثقيلة قد يحتاجون إلى وقت أطول من ذلك.
بما أن رأب الفؤاد عملية جراحية تتطلب تخديراً عاماً فإن المتابعة المنتظمة للطبيب تعتبر ضرورية. ويعاني الأشخاص المصابون بالتشنج القليي من زيادة خطر الإصابة بسرطان المريء، كما أن هناك فرصة ضئيلة لتطوير الإصابة بالارتجاع المعدي المريئي بعد الجراحة. وتهدف المتابعة المنتظمة إلى التعرف على وعلاج الأعراض المتكررة أو مضاعفات العملية الجراحية في وقت مبكر.
https://surgery.ucsf.edu/conditions--procedures/achalasia.aspx
https://www.healthline.com/health/achalasia#treatments
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/14485983
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1466017/
https://www.medicinenet.com/achalasia/article.htm
https://www.semanticscholar.org/paper/Cardiospasm-and-its-surgical-correction.-Petrovsky/05a26d46353238da92cd94e572a0219a1a14536f
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.