إنّ متلازمة مانشهاوزن (بالإنجليزية: Munchausen Syndrome)، أو ما تُعرف باسم متلازمة مونخهاوزن أو الاضطراب المُفتعل (بالإنجليزية: Factitious Disorder)، هي اضطراب نفسي نادر الحدوث والذي يتمثّل بادّعاء الشخص إصابته بأحد الأمراض ومعاناته من الأعراض المرافقة لهذا المرض. [1][2]
وقد تمت تسمية متلازمة مانشهاوزن على اسم الأرستقراطي الألماني البارون مانشهاوزن، الذي اشتهر برواية حكايات غريبة لا تُصدّق عن حياته وإنجازاته. [3][4]
غالبًا ما يُلاحظ تميّز الأشخاص المصابين بمتلازمة مانشهاوزن بالقدرة الكبيرة على الإقناع لدرجة إقناع الطبيب بحقيقة مرضهم. كما يجدر ذكر أنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه المتلازمة يُدركون أنهم يدّعون المرض وأنهم ليسوا مصابين فيه، إلّا أنّهم لا يعتبرونها مشكلة تتطلب العلاج. [1][2]
بشكل عام، تُعدّ متلازمة مانشهاوزن أكثر شيوعًا عند الرجال منها عند النساء. وعلى الرغم من أنّها تصيب الأطفال، إلّا أنّها تؤثر على الأفراد بعمر الشباب في أغلب الأحيان. [4]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
يصعُب تحديد نسبة الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن ولذلك لقدرة هؤلاء الأشخاص على التلاعُب وإقناع الأطباء بحقيقة مرضهم، إضافةً إلى أنّ هؤلاء الأشخاص يتنقلون بين العديد من المستشفيات بحثًا عن التشخيص الذي يريدونه، إلا أنّه يُقدّر قرابة 1% من نزلاء المستشفيات يعانون من هذه المتلازمة. [2][4]
كما بيّنت مؤسسات الصحية الوطنية من خلال توزيع استبيان على الأشخاص الذين يخرجون من المستشفيات أنّ قرابة 6.8 حالة من بين 100.000 حالة قد تكون مصابة بتلك المتلازمة. [2]
بشكل عام، يُلاحظ انتشار الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن بين النساء في سن 20 - 40 عامًا واللواتي تعرّضن لرعاية صحية خلال فترة معينة من حياتهن، إضافةً للرجال غير المتزوجين في سن 30-50 عامًا. [3]
لا يوجد أسباب معروفة أو واضحة وراء الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن، إلّا أنّ هناك عدد من العوامل يُمكن أن تزيد من احتمالية الإصابة بها، أهمها ما يلي: [1][3]
تُمثّل النقاط التالية أهم الأعراض والسلوكيات المرافقة للإصابة بمتلازمة مانشهاوزن: [1][2][3][4]
يصعُب على الأطباء عادةً تشخيص الإصابة بمتلازمة مانشهاوزن، لأنّ ذلك يتطلب منهم استثناء العديد من الأمراض الجسدية والنفسية، كما يرغب الأشخاص المصابين بهذه المتلازمة إلى اللجوء إلى العديد من مقدمي الرعاية الصحية في آنٍ واحد لجعل مهمة تشخيص الحالة أكثر صعوبة. [1][4] ومن المُمكن أن يعتمد الأطباء على النقاط التالية للتمكّن من الوصول للتشخيص الدقيق للحالة: [1][3] كما يلجأ الأطباء خلال عملية التشخيص إلى مراقبة السلوكيات ومراجعة التاريخ المرضي للشخص إضافةً لإجراء فحوصات دم للتأكّد من أنّ الشخص لا يتناول أي أدوية يُمكن أن تُسبّب ظهور الأعراض التي يعاني منها، كما يجب على الطبيب استبعاد رغبة الشخص في تحقيق فائدة مادية أو الحصول على أحد المسكنات القوية التي تتطلب وصفة طبية. [3] وبمجرد زيادة شكوك الطبيب من أنّ الشخص يعاني من متلازمة مانشهاوزن يتم تحويله إلى أخصائي أمراض نفسية ومرشد نفسي لاستخدام الطرق المخصّصة لتشخيص هذه المتلازمة من خلال مقابلة يجريها مع الشخص المُصاب. [4]
تهدف خطة العلاج إلى تقليل حدّة أعراض متلازمة مانشهاوزن والسلوكيات المرافقة لها وليس علاجها نهائيًا، إلاّ أنّه يصعُب على الطبيب ملاحظة أي تحسّن ملحوظ في العديد من الحالات. [1] ويُمكن أن تشمل خطة علاج متلازمة مانشهاوزن ما يلي: [1][2][3][4] فمن المُمكن أن يُساهم تلقّي العلاج المعرفي والسلوكي إلى جانب إجراء التحليل النفسي في تقليل شدة المتلازمة وما يرافقها من سلوكيات لحدٍ ما، إذ يهدُف التحليل النفسي إلى كشف وحل المعتقدات والدوافع التي يقوم بها الشخص بلا وعي، بينما يعمل العلاج السلوكي والمعرفي على تدريب الأشخاص على استبدال المعتقدات الخيالية بأخرى أكثر واقعية واتّزان. [3][4] لكن، عادةً ما يتجنّب مرضى متلازمة مانشهاوزن حضور جلسات العلاج المعرفي والسلوكي لعدم رغبتهم في الكشف عن الحقيقة التي يرغبون دائمًا بانكارها. [1] على الرغم من عدم وجود دواء خاص لعلاج متلازمة مانشهاوزن إلّا أنّه يُمكن للطبيب وصف بعض أنواع الأدوية التي تساهم في علاج مختلف أنواع الأمراض العقلية المرافقة لهذه المتلازمة، مثل: الاكتئاب والقلق. [1][4] ومن المهم التأكيد على ضرورة مراقبة الأشخاص الذين يعانون من متلازمة مانشهاوزن أثناء استخدام الأدوية التي تعالج الاضطرابات النفسية للتأكّد من عدم الإفراط في استخدامها والتقيّد بالجرعات المحددة من قبل الطبيب. [4] فمن المُمكن أن يتضمّن علاج هذه المتلازمة أيضًا ما يلي: [2][3][4] وبما أنّ العلاقة بين الطبيب والمريض مبنية على الثقة، قد يلجأ الطبيب إلى تقليل التواصل مع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة مانشهاوزن في حال تأكده بأنّهم يدّعون المرض ولا يعترفون بذلك، لأنّ ذلك سوف يُصعّب من رحلة العلاج مهما بذل الطبيب من جهود. [3]
يتعرّض الأشخاص المصابين بمتلازمة مانشهاوزن إلى الإصابة بالمضاعفات التالية: [1][4]
على الرغم من أنّ الشخص المُصاب بمتلازمة مانشهاوزن يسعى بنشاط إلى علاج الاضطرابات المختلفة التي يدّعيها، إلّا أنّه غالبًا ما يكون غير راغبًا في الاعتراف بالمتلازمة نفسها والسعي إلى علاجها، وهذا يجعل علاج متلازمة مانشهاوزن أمرًا صعبًا للغاية، ويجعل فرص التعافي منها ضعيفة. [4]
[1] Betterhealth.vic.gov.au. Munchausen Syndrome. Retrieved on the 16th of September, 2024. [2] Psychologytoday.com. Factitious Disorder (Munchausen Syndrome). Retrieved on the 16th of September, 2024. [3] National Health Services (NHS). Overview - Munchausen Syndrome. Retrieved on the 16th of September, 2024. [4] WebMD.com. Munchausen Syndrome. Retrieved on the 16th of September, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.