الورم الوعائي في الكبد (Liver Hemangioma) هو نوع من الأورام الحميدة (غير السرطانية)، وهو ببساطة كتلة أو تجمع من الأوعية الدموية المتشابكة، ويُعد هذا الورم أكثر أنواع أورام الكبد شيوعًا، ولا يكون الورم الوعائي الكبدي مؤذيًا، ونادرًا ما يسبب أي أعراض أو مشكلات صحية. [1]
وفي كثيرٍ من الحالات لا يعلم المريض بوجود الورم الوعائي الكبدي أصلًا؛ لأنه لا يسبب أي ألم أو أعراض واضحة، وغالبًا ما يُكتشف بالصدفة عند إجراء بعض الفحوصات لأسباب أخرى. [1]
اضغط هنا واستشر طبيبًا من أطبائنا للإجابة على كافة استفساراتكم المتعلقة بهذا الموضوع
لا تُصيب الأورام الوعائية الكبد فقط، بل قد تظهر في أجزاء أخرى من الجسم أيضًا، مثل الجلد، أو العضلات، أو العظام، أو بعض الأعضاء الداخلية. [2]
لا نعلم السبب الدقيق لتكوّن الورم الوعائي في الكبد، لكن يُعتقد أن يحدث بشكلٍ خُلقي (موجود منذ الولادة)، أو ربما يكون له علاقة بعوامل وراثية، ولكن المهم معرفة أن وجود هذا الورم لا يعني مشكلة في الكبد نفسه، ولا يُؤثر على وظائف الكبد عادةً. [3] بشكل عام، يمكن أن تزداد فرص تشكّل الورم الوعائي الكبدي في هذه الحالات: [2] يمكن أن يظهر الورم في أي عمر، لكنه يكون أكثر شيوعًا في عمر 30- 50 سنة. النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا الورم بثلاثة أضعاف مقارنة بالرجال. يعتقد الباحثون أن هرمون الإستروجين (الهرمون الأنثوي) قد يحفّز تشكّل الورم الوعائي أو زيادة حجمه، لهذا السبب يُلاحظ بشكل أوضح في حالات الحمل أو عند تلقي العلاجات الهرمونية، مثل حبوب منع الحمل. العلاج بالكورتيزون لفترات طويلة قد يحفّز نمو الورم. تزيد الستيرويدات البنائية المستخدمة في رياضة كمال الأجسام من خطر نمو الورم.
يكون الورم الوعائي في الكبد صغير الحجم عادةً؛ حيث لا يتجاوز حجمه 5 سم غالبًا، ولا يسبب أي أعراض، لكن في حالات نادرة، يمكن أن ينمو الورم ليتجاوز 10 سم، وهنا قد تظهر بعض الأعراض، مثل: [4] يظهر هذا الورم بالعين المجردة على شكل بقعة مسطحة لونها أحمر مائل للأزرق الداكن، ولها حدود واضحة. [3] تحت المجهر، يتكون الورم من مجموعة من الحجرات الدموية المتشابكة، تشبه الكهوف الصغيرة (لهذا يُسمى أحيانًا بالورم الوعائي الكهفي)، ويكون الورم متصلًا بالشريان الكبدي الذي يُغذيه. [3]
شكل الورم الوعائي في الكبد
عادةً ما يكتشف الورم الوعائي في الكبد صدفةً أثناء إجراء فحوصات تصويرية لأسباب مختلفة تمامًا، ومن بين هذه الفحوصات الآتي: [3] والذي يُظهر صورًا أو فيديو للكبد. تُظهر صورًا مقطعية للكبد باستخدام الأشعة السينية. يُظهر صورة مفصّلة ودقيقة للكبد. تُستخدم صبغة ملونة؛ لتوضيح شكل الأوعية الدموية في الكبد. يُستخدم فيه مادة مشعة للحصول على صورة واضحة للورم الوعائي. في معظم الحالات، تُساعد هذه الصور الأطباء في التفريق بين الورم الوعائي الحميد وأورام الكبد الأخرى، لكن إذا لم يكن الورم الوعائي واضحًا، أو تبيّن أنه انتشر إلى مناطق أخرى، فقد يطلب الطبيب فحوصات إضافية ليطمئن أنه ليس ورمًا سرطانيًا. [3]
لا يحتاج الورم الوعائي في الكبد إلى أي علاج غالبًا، ويمكن تركه كما هو، وقد يكتفي الطبيب فقط بمراقبته من خلال الفحوصات التصويرية مرة أو مرتين سنويًا؛ ليتأكد أن حجمه لا يزداد أو يسبب أي مشكلات للأنسجة المحيطة، وبشكل عام، فإن معظم الأورام الوعائية لا تتغير أو تنمو، وإذا حصل ذلك، فعادةً ما يكون النمو بطيئًا جدًا (حوالي 2 ملم سنويًا فقط). [2][3] لكن إذا كان الورم كبيرًا أو ضخمًا، وتسبب بأعراض مزعجة للشخص، فقد يلجأ الطبيب للطرق الآتية: [4][5] يستأصل الورم بالكامل إذا كان من السهل الوصول إليه، وفي بعض الحالات، قد يحتاج الجرّاح إلى استئصال جزء من الكبد مع الورم، ويُمكن أن يقترح الطبيب الجراحة قبل التخطيط للحمل، خاصةً إذا كان الورم كبيرًا بالفعل؛ لأن الإجهاد الشديد أثناء الولادة يزيد من خطر تمزقه. يمكن حجب إمدادات الدم عن الورم بربط الشريان الكبدي جراحيًا، أو من خلال حقن مادة تعمل على سد الأوعية الدموية (Embolization)، مما يؤدي إلى انكماش الورم وتوقف نموه. هذا الخيار نادر جدًا، وقد يُنظر فيه فقط إذا: يُستخدم لتقليص حجم الورم، لكنه ليس خيارًا شائعًا؛ بسبب آثاره الجانبية.
نظرًا لأن السبب الدقيق لتشكّل الورم الوعائي في الكبد غير معروف، فإنه لا توجد طريقة واضحة للوقاية منه. [3] ومع ذلك، وبما أن النساء يكن أكثر عُرضة؛ حيث يُعتقد أنه يرتبط بارتفاع مستويات هرمون الإستروجين، فيمكنهن استشارة الطبيب حول التوقف عن استخدام العلاجات الهرمونية أو حبوب منع الحمل إن أمكن. [3]
المطمئن أن غالبية أنواع الورم الوعائي ليست خطيرة، ولا تسبب أي مشاكل صحية على الكبد أو غيره، لكن في حالات نادرة، قد تحدث بعض المضاعفات، مثل: [3] خاصةً الأورام الكبيرة أو الضخمة، مما قد يُسبب التورم، أو الجلطات، أو اليرقان (صفار الجلد والعينين). قد يحدث نزيف من الأوعية الدموية داخل الورم إلى تجويف البطن. في حالات نادرة جدًا، قد يؤدي التعرض لإصابة مباشرة في الكبد أو إجهاد شديد إلى تمزق الورم، وحدوث نزيف داخلي، وهذه الحالة طارئة تستدعي التدخل الطبي الفوري.
[1] British Liver Trust. Liver haemangioma. Retrieved on the 5th of December, 2024. [2] Paul Frysh. What Is a Liver Hemangioma? Retrieved on the 5th of December, 2024. [3] Cleveland Clinic. Liver Hemangioma. Retrieved on the 5th of December, 2024. [4] Jenny Lelwica Buttaccio, OTR/L. Hepatic Hemangioma Signs, Symptoms, and Treatments. Retrieved on the 5th of December, 2024. [5] UPMC. Liver Hemangioma. Retrieved on the 5th of December, 2024.
يتألف طاقم الطبي من مجموعة من مقدمي الرعاية الصحية المعتمدين، من أطباء، صيادلة وأخصائيي تغذية. يتم كتابة المحتوى الطبي في الموقع من قبل متخصصين ذوي كفاءات ومؤهلات طبية مناسبة تمكنهم من الإلمام بالمواضيع المطلوبة منهم، كل وفق اختصاصه. ويجري الإشراف على محتوى موقع الطبي من قبل فريق التحرير في الموقع الذي يتألف من مجموعة من الأطباء والصيادلة الذين يعتمدون مصادر طبية موثوقة في تدقيق المعلومات واعتمادها ونشرها. يشرف فريق من الصيادلة المؤهلين على كتابة وتحرير موسوعة الأدوية. يقوم على خدمات الاستشارات الطبية والإجابة عن أسئلة المرضى فريق من الأطباء الموثوقين والمتخصصين الحاصلين على شهادات مزاولة معتمدة، يشرف عليهم فريق مختص يعمل على تقييم الاستشارات والإجابات الطبية المقدمة للمستخدمين وضبط جودتها.