عتبة الالم

عتبة الألم هي النقطة التي يصبح عندها المنبه الحسي مؤلماً، أو أقل شدة يبدأ عندها الشخص بالإحساس بالمنبه على أنه مؤلم.

على سبيل المثال، عند سماع صوت ما فإن درجة علو الصوت أو الضغط المحدث من قبل الصوت التي تصبح مؤلمة توصف على أنها عتبة الألم لذلك الشخص في ذلك الوقت.

مثال آخر هو الحرارة، حيث تعتبر البرودة أو السخونة التي تصبح مؤلمة لشخص ما هي عتبة الألم لذلك الشخص في ذلك الوقت؛ ويمكن أن تختلف أيضاً باختلاف مراحل الحياة، فهي يمكن أن تعتمد على العمر أيضاً، كما أن الأشخاص الذين يتعرضون لدرجات حرارة شديدة، سواء باردة أو حارة، ستزداد قدرة التحمل لديهم تدريجياً مما يؤدي إلى زيادة عتبة الألم لديهم.

وتتنوع عتبة الألم بين شخص وآخر، حيث تعتمد عادةً على تواتر التعرض للمنبه المؤلم، كما أنها يمكن أن تعتمد على العمر أيضاً. فتواتر أو تكرار المنبه الألمي يمكن أن يكون مزعجاً لمراهق، بينما قد لا يكون نفس المنبه مزعجاً لشخص فوق 50 سنة.

كما أن عتبة الألم تختلف بين الرجال والنساء، ويمكن أن تتأثر بالعديد من العوامل الأخرى كدرجة التوتر النفسي والجينات، والأرق والأكتئاب، وبعض الأدوية كالأوكسيتوسين والفايكودين والتي تقوم بزيادة الألم بدلاً من تخفيفه عند الاستخدام المديد لها، لأن الجسم يصبح متحملاً ومعتمداً على الدواء.

لماذا تكون عتبة الألم أقل عند النساء؟

• في البداية يجب توضيح أن ارتفاع عتبة الألم يعني قدرة أكبر على تحمل الألم، أما انخفاضها فيعني أن أقل منبه قد يسبب ألم للشخص.
• كما ذكرنا سابقاً، تختلف عتبة الألم بين الرجال والنساء، وذلك حسب دراسة نشرت عام 2002، وتبعاً لأحد الأبحاث في تلك الدراسة عندما يتعرض الجسم لأذية ما، فإنه يطلق سيلاً من المواد المسكنة للألم، وخاصة البيتا إندروفين وهو أفيون طبيعي.
• لكن معظم أجساد النساء تفرز كمية أقل من البيتا إندروفين مقارنة بالرجال، وبالتالي تترجم الكميات الأقل من مسكنات الألم بزيادة شعور النساء بالألم الناتج عن نفس المنبه، على الرغم من أن عتبة الألم لدى النساء ترتفع عند الولادة بشكل مثير للاهتمام.
• وفي حال كانت تلك النظرية صحيحة تماماً، فإنها تفسر الدراسات التي أظهرت أن النساء أكثر عرضة للإصابة بالشقيقة وأكثر تألماً بعد العمليات الجراحية.
• إضافةً إلى ذلك، تتأرجح عتبة الألم تبعاً للعوامل والظروف المحيطة، فالتوتر والألم يترافقان دائماً، فقد وجدت الدراسات أن المناسبات والأحداث كموت شخص قريب أو أحد أفراد العائلة أو فقدان عمل ما، يمكن أن يزيد الحساسية للألم.

كيف يمكن رفع عتبة الألم لتخفيف الشعور بالألم؟

في حال كان لديك عتبة ألم منخفضة وحساسية عالية للمنبهات المؤلمة، جرب هذه الاستراتيجيات من أجل رفع عتبة الألم والتقليل من الشعور به:

• تحدث عن حالتك: أعلم طبيبك بأنك تعاني من حساسية عالية للألم، حتى يتمكن من استخدام وسائل إضافية خلال الإجراءات الطبية من أجل تخفيف الألم.
• استرخ: يمكن للتنفس العميق أن يقلل من إنتاج الإيبنفرين، وهو مادة تزيد الحساسية للألم. كما يمكن لسماع الموسيقى أن يخفف من التوتر وبالتالي الشعور بالألم.
• تمرن: يمكن للعلاج الإدراكي السلوكي أن يساعدك على التأقلم مع الألم.