صديد القدم او التقيح في القدم

تتعدد أسباب صديد القدم، ومن الضروري التفريق بينها لتحديد العلاج المناسب لكل حالة. وتشمل أسباب خراج القدم أو حدوث القيح في القدم والأصابع ما يلي:

العدوى البكتيرية

تقسم أنواع العدوى البكتيرية التي تؤدي لحدوث القيح في القدم إلى 3 أنواع رئيسية وهي:

• التهاب وعدوى الأنسجة الرخوة في القدم، مثل الجلد والعضلات.
• التهاب وعدوى العظام في القدم.
• التهاب وعدوى القدم السكرية.

التهابات الأنسجة الرخوة والقيح في القدم

هي مجموعة من الالتهابات التي تصيب طبقات الجلد الداخلي أو الأنسجة الرخوة أسفل طبقات الجلد. وتحدث عادةً بسبب العدوى البكتيرية. ومن الأمثلة على التهابات الأنسجة الرخوة في القدم:

التهاب النسيج الخلوي

ينتج التهاب النسيج الخلوي (بالإنجليزية: Cellulitis)عن حدوث عدوى والتهاب بكتيري موضعي في معظم الأحيان، وقد يكون شديد، حيث يغطي منطقة كبيرة ويسبب التقيح في القدم. ويتميز التهاب النسيج الخلوي الذي يسبب صديد القدم بما يلي: 

• يعتبر أحد أكثر أسباب التهاب النسيج الخلوي شيوعاً، هو تعرض القدم لقطع أو جرح عميق ودخول البكتيريا إليها وحدوث العدوى مما يحفز إنتاج صديد القدم، وتعد البكتيريا العقدية من الفئة أ (بالإنجليزية: Group A Streptococcus) المسبب الرئيسي لالتهاب النسيج الخلوي في القدم.
• ينتج التهاب النسيج وصديد القدم بسبب تعرض القدم إلى إصابات مباشرة، كما في حالات الحروق وانسلاخ الجلد والطلقات النارية، ويتطور القيح في القدم نتيجة الالتهاب الناتج عن هذه الإصابات.
• يتميز التهاب النسيج الخلوي بإصابة الجلد بالاحمرار الشديد، وزيادة درجة حرارة المنطقة المصابة، ومع الفحص يمكن إيجاد محل إصابة الجلد بالتحديد.

أمراض الأوعية الدموية الطرفية

يزيد قصور ونقص تروية الأوعية الدموية في أطراف القدم إلى زيادة فرص حدوث الالتهابات البكتيرية، وذلك بسبب نقص إمداد الأكسجين والأغذية والخلايا المناعية لها. وتتميز مشاكل الأوعية الدموية الطرفية المسببة للقيح في القدم بما يلي:

• تؤدي أمراض الأوعية الدموية الطرفية إلى حساسية القدم وإمكانية تعرضها للعدوى والالتهابات بمجرد حدوث احتكاك بسيط بينها وبين جسم حاد، مما يسبب التقيح في القدم.
• تسبب أمراض الأوعية الدموية في الأطراف إلى صعوبة عملية التئام الجروح، مما يزيد من فرص تكوين صديد القدم الناتج عن الجرح، بالإضافة إلى احتمالية حدوث عدوى من عدة أنواع بكتيرية أو مسببات عدوى غير بكتيرية.
• يتميز التقيح في القدم نتيجة الالتهاب المرافق لأمراض الاوعية الدموية الطرفية بإنتاج كميات كبيرة من الصديد، وتبدو منطقة القيح في القدم متسلخة، ويضعف نمو الشعر فيها. كما يكون لون القدم أحمر، ويشتد الاحمرار مع إبقاء القدم متدلية إلى الأسفل دون ارتفاع حرارة القدم.
• تسبب أمراض الأوعية الدموية مضاعفات خطيرة، مثل الغرغرينا بنوعيها الجاف والرطب، وهي حالة مرضية خطيرة تستدعي التدخل الجراحي التخصصي العاجل.

التقرح حول الظفر

يعتبر التقرح تحت الظفر أو حوله أحد أنواع التهابات الانسجة الرخوة شائعة الحدوث، حيث يصيب الالتهاب الناتج مناطق الجلد المحيط بالأظافر، فعند حدوث الالتهاب يظهر قيح في اصبع القدم، مثل تقيح إصبع القدم الكبير حول الظفر وتشكل صديد تحت الظفر.

يحدث القيح في القدم حول الظفر بسبب إصابة أطراف الأصابع حول الظفر، مثل سقوط أجسام ثقيلة على أصابع القدم أو تعرضها إلى شدة خارجية، أو بعد ارتداء الأحذية الضيقة. ومن الأسباب الأخرى التي تؤدي لحدوث التقرح حول ظفر القدم وجود الظفر النابت والذي يسمى أيضاً الظفر الناشب وتركه دون علاج.

الجروح الوخزية

يمكن أن تسبب الجروح الوخزية إلى تكون القيح في القدم، ويمكن أن تنتج بسبب تعرض القدم للوخز بمسمار حديدي، الأمر الذي قد ينقل عدوى بكتيرية ناتجة عن البكتيريا التي تكون على سطح الجسم الحاد. وتتميز الجروح الوخزية المسببة لصديد القدم بما يلي:

• تنتج الجروح الوخزية أيضاً بسبب قطع الخشب والزجاج الحادة، وعضات الحيوانات، وجميعها قد يؤدي إلى حدوث العدوى وخراج القدم.
• يمكن أن تؤدي الجروح الوخزية إلى حدوث مضاعفات خطيرة وخاصة الجروح العميقة، مما يسبب الضرر للعظام والمفاصل وأوتار العضلات بشكل دائم يصعب علاجه.
• يعتبر عمق الجرح ومكانه الدقيق عاملاً أساسياً في تحديد المضاعفات الناتجة عن الجرح، والحاجة إلى خيارات علاجية أكثر تعقيداً مثل التداخل الجراحي، أو استعمال المضادات الحيوية بشكل مكثف.
• تسبب الجروح الوخزية الاحمرار والتورم في منطقة الجرح، ويدل وجود الألم على بداية العدوى، وقد يؤدي ولوج البكتيريا داخل المفاصل إلى التهاب المفاصل التقيحي، مما يسبب تلف المفصل بشكل كبير وبوقت قصير، كما قد يؤدي اختراق الجسم الجارح العظم إلى الإصابة بالتهاب العظم والنقي.

التهابات العظام والقيح في القدم

تسبب التهابات العظام في منطقة القدم صديد في القدم قد يكون مزمن، حيث تنتج التهابات العظام عن دخول البكتيريا من الأنسجة الملتهبة المجاورة، مثل الجلد والمفاصل إلى داخل العظم.

تتميز التهابات العظام بحدوث الألم المزمن، كما قد يحدث ناسور يحتوي على خراج القدم يمتد من نسيج العظم وصولاً إلى سطح الجلد.

القدم السكرية والتقيح في القدم

يسبب قصور الدورة الدموية في الأطراف أو تلف الأوردة الدموية لدى مرضى السكري، بالإضافة إلى اعتلال جهاز المناعة لديهم، وقصور الجهاز العصبي الطرفي، إلى حدوث التهابات القدم المزمنة والتقيح في القدم بشكل مزمن ودائم في معظم الأحيان.

تتميز القدم السكرية (بالإنجليزية: Diabetic Foot) بحدوث قلة الإحساس بالألم، مما يعرض القدم إلى إصابات متكررة بسبب عدم الإحساس بالجروح والإصابات. كما تبدو القدم شاحبة، ويضعف أو ينعدم وجود النبض في الشرايين المغذية لها.

يمكن أن يظهر القيح في القدم على شكل قرحة واحدة أو أكثر على القدم، كما تظهر عدة مراحل من الالتئام، وقد يتجمع صديد القدم على سطح القرحة، ولا يشعر المريض في كثير من الأحيان بالألم.

للمزيد: القدم السكرية وعلاجها

اعتلالات جهاز المناعة وصديد القدم

تزيد اعتلالات جهاز المناعة من احتمالية حدوث عدوى تسبب التقيح في القدم وتفاقم المرض للأشخاص المصابين بها، وذلك بسبب تزامن هذه الاعتلالات مع أمراض أخرى في معظم الأحيان، مما يفاقم الأعراض ويعرض المريض للمضاعفات.

تشمل اعتلالات جهاز المناعة، مرض الإيدز، وداء السكري، وأمراض المناعة الذاتية، بالإضافة إلى المرضى الذين يستخدمون الأدوية المثبط للمناعة مثل الكورتيزون بانتظام، و المرضى الذين خضعوا لعمليات استئصال الطحال.

تتشابه أعراض القيح في القدم لدى مرضى نقص المناعة مع المرضى الأصحاء، حيث تظهر الإصابة على شكل احمرار وتورم في المنطقة المصابة، وخروج صديد القدم في منطقة أو أكثر، إلا أنه الإحساس بالألم قد ينعدم عند مرضى السكري بالذات، ومرضى اعتلال الجهاز العصبي الطرفي.

يتميز القيح في القدم بمرافقته لبعض الأعراض مثل:

• احمرار مكان التقيح في القدم.
• الألم في مكان صديد القدم.
• ارتفاع درجة الحرارة القدم.
• تورم مكان القيح في القدم.
• انبعاث رائحة كريهة من صديد وخراج القدم.

اقرأ أيضاً: نصائح للتخلص من رائحة القدم الكريهة

يعتمد تشخيص التقيح في القدم على الفحص السريري المباشر من قبل الطبيب المختص لمكان الإصابة للتحقق من مدى العدوى أو تكون القيح.

كما قد يلجأ الطبيب لأخذ عينة من القيح لتحديد نوع البكتيريا المسببة لخراج وصديد القدم والالتهاب، وذلك يفيد في اختيار العلاج المناسب للبكتيريا المسببة للقيح في القدم.

متى يجب طلب العناية الطبية؟

يجب مراجعة الطبيب المختص عند حدوث أحد ما يلي:

• عندما يكون قطر مكان الإصابة أكبر من 1 سم.
• الإصابة بأمراض أخرى، مثل داء السكري، أو الإيدز، أو السرطان.
• ارتفاع درجة الحرارة والحمى.
• وجود أجسام غريبة في مكان الإصابة.
• احمرار المنطقة المحيطة بالقيح بصورة شديدة.

كيف يتم علاج الصديد في القدم؟

تتعدد الخيارات العلاجية التي تستخدم في علاج القيح في القدم والعدوى المسببة لها، وذلك تبعاً لنوع المسبب وشدة القيح في القدم، وتشمل الخيارات العلاجية:

• العلاجات الدوائية، وخاصة في حالة علاج الصديد تحت الجلد، وتشمل المضادات الحيوية الفموية أو الوريدية حسب شدة وخطورة العدوى البكتيرية، ونوع البكتيريا المسببة للعدوى. كما تستخدم بعض الأدوية الأخرى لعلاج الأعراض المصاحبة للالتهاب، مثل ارتفاع درجة الحرارة والألم الشديدين.
• العلاجات الجراحية، وذلك عند عدم الاستجابة للمضادات الحيوية، وتشمل سحب القيح من المكان المصاب عن طريق عملية جراحية بسيطة. كما قد يلجأ الطبيب لبتر المكان المصاب عن طريق عملية جراحية، وذلك في حالات نادرة لمنع انتشار العدوى إلى الأنسجة السليمة في الجسم.
• العلاجات الأخرى، مثل تنظيف الجرح بالكامل من أي أجسام غريبة عند حدوث العدوى بسبب الجروح، والسيطرة على مستويات السكر في الدم عند مرضى السكري.
• إزالة جزء من الظفر النابت إذا كان مسبب للالتهاب والتقيح في القدم.

للمزيد: علاج فطريات القدم الرياضي بالطرق المنزلية

اعتلالات جهاز المناعة وعلاج التقيح في القدم

يتم علاج التقيح في القدم عند مرضى نقص المناعة بالمضادات الحيوية المناسبة، والتي تكون أكثر قوة وفعالية من المضادات الحيوية التقليدية، كما يجب علاج أو السيطرة على أسباب المرض الأساسي، مثل علاج جهاز المناعة، والسيطرة على مستوى السكر في الدم.

كما قد تحتاج بعض الحالات الشديدة إلى التداخل الجراحي لإزالة صديد القدم وتنظيف المنطقة المصابة، ومن ثم استخدام الضمادات الخاصة لفترة من الزمن حتى الاستشفاء الكامل.

يمكن اتباع بعض النصائح عند حدوث التقيح في القدم بشكل مزمن وخاصة عند مرضى القدم السكري، وتشمل هذه النصائح:

• وضع كمادات دافئة على المنطقة المصابة لمدة ثلاثون دقيقة مع تكرار العملية أربعة مرات يومياً.
• تجنب الضغط على المكان المصاب لإخراج القيح، لمنع انتشار إلى الأنسجة المجاورة.
• تجنب ثقب مكان القيح بشفرة أو أي ألة حادة أخرى، لتجنب تمزق الأوعية الدموية.
• الانتظام على الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب المختص، مثل الكريم الذي يحتوي على مضاد حيوي.
• تجنب لبس الأحذية الضيقة والغير مريحة.
• الحفاظ على القدم جافة وباردة.

:Stephen M Schroeder. Foot Infections. Retrieved on the 27th of January, 2021, from

https://emedicine.medscape.com/article/1237208-overview#a6

:Adrienne Santos-Longhurst. What Caused My Infected Foot and How Do I Treat It?. Retrieved on the 27th of January, 2021, from

https://www.healthline.com/health/infected-foot

:Jennifer Berry. What to know about a foot infection. Retrieved on the 27th of January, 2021, from

https://www.medicalnewstoday.com/articles/326186#types