وجدت دراستان جديدتان نشرتا في مايو أن المناعة الناتجة عن الإصابة بعدوى فيروس كورونا الجديد قد تستمر لأشهر أو أكثر، ويعتقد الخبراء أن تلقي لقاح كورونا قد يطيل مدة هذه المناعة.
وقد توصلت الدراستان إلى نتيجة مهمة أخرى، وهي أن العديد من الأشخاص الذين تعافوا من كورونا، وتلقوا لاحقاً لقاح يعمل بتقنية الرنا المرسال (بالإنجليزية: messanger RNA)؛ مثل لقاح موديرنا أو فايزر قد لا يحتاجون إلى جرعة معززة.
كيف تعمل الاستجابة المناعية؟
يشمل الجهاز المناعي في الانسان الخلايا البائية، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن المناعة الخلطية (بالإنجليزية: Humoral Immunity).
تنشأ هذه الخلايا وتنضج في نخاع العظام، ثم تهاجر إلى الغدد الليمفاوية والطحال. ويتم تنشيط الخلايا البائية استجابةً لمستضد، أو فيروس، أو بكتيريا. وتمتلك الخلايا البائية مستقبلات على سطحها يمكن أن ترتبط بمسببات الأمراض.
وبمساعدة الخلايا التائية، وهي مكون آخر من مكونات الجهاز المناعي، تتمايز الخلايا البائية إلى خلايا بلازما لإنتاج أجسام مضادة تحبس الفيروس أو البكتيريا، وتسمح للخلايا الأخرى (الخلايا البلعمية) بتدميرها.
وتظل الخلايا البائية الذاكرة بعد الإصابة موجودة، فإذا أصيب الجسم بالفيروس أو البكتيريا نفسها مرة أخرى، فإن الجهاز المناعي يتذكر مسبب العدوى وينشط لمكافحته مرة أخرى.
هل تحمي المناعة ضد الفيروس من السلالات الجديدة؟
فحصت كلتا الدراستين الأشخاص الذين تعرضوا لفيروس كورونا قبل عام تقريباً، ووفقاً لإحدى هذه الدراسات فإن الخلايا المناعية الموجودة في نخاع العظام تتذكر فيروس كورونا وهي قادرة على تكوين أجسام مضادة واقية لمنع الإصابة مرة أخرى.
وجدت الدراسة الأخرى أن هذه الخلايا المناعية يمكن أن تنضج وتقوى لغاية عام تقريباً بعد الإصابة بالعدوى.
وللاطلاع على تفاصيل أكثر حول الدراسة، اقرأ أيضاً: دراسة: المناعة بعد الإصابة بكورونا قد تستمر لمدة عام
وتشير البيانات إلى أن المناعة لدى الأشخاص الذين شفيوا من كورونا ستكون طويلة الأمد، وأن الأفراد الذين يتلقون لقاحات الرنا المرسال المتاحة سوف ينتجون أجساماً مضادة وخلايا ذاكرة من النوع ب التي تكون وقائية ضد المتغيرات المنتشرة لفيروس كورونا.
لماذا يجب تلقي اللقاح حتى بعد الاصابة بالفيروس؟
قد لا تدوم مناعة الأشخاص الذين أصيبوا بالفيروس أكثر من 11 شهراً، وهذا يعني أن الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض لا يمكنهم الاعتماد على العدوى السابقة لتحقيق المناعة مدى الحياة.
كما لا تعني الإصابة بالعدوى بالضرورة حالة أخف من المرض عند الإصابة مرة أخرى، حيث يمكن أن يكون المرض أخف، ويمكن أن يكون في نفس درجة الخطورة، ويمكن أن يكون أسوأ.
وعلى الرغم من أن معدل الإصابة بالعدوى مرة أخرى غير معروف، إلا أنه يعد أمراً شائعاً وليس نادراً. وإذا كان من الممكن الإصابة العدوى مرة أخرى، فهذا يعني أنه يمكن نقلها إلى أشخاص آخرين أيضاً.
ولذلك، من المهم تلقي لقاح كورونا حتى بعد الإصابة بالعدوى؛ لأن الأجسام المضادة التي يحصل عليها المصاب من العدوى تختلف عن الأجسام المضادة التي يحصل عليها من المطعوم، وهما نوعان مختلفان من الأجسام المضادة القابلة للقياس.
للمزيد: الأشخاص المتعافين من كورونا قد يحتاجون لجرعة واحدة فقط من اللقاح
هل يجب الحصول على جرعة معززة من لقاح كورونا؟
تشير الدراسات الجديدة أيضاً إلى أن غالبية الأشخاص الذين تعافوا من فيروس كورونا وتم تطعيمهم لاحقاً بأحد لقاحات الرنا المرسال لن يحتاجوا إلى جرعات معززة من اللقاح.
ومع ذلك، فمن المرجح أن يحتاج الأشخاص الذين تم تطعيمهم والذين لم يصابوا بعدوى سابقة إلى جرعات معززة، وكذلك الأمر بالنسبة لعدد قليل من الأشخاص الذين أصيبوا بالمرض ولم ينتجوا استجابة مناعية قوية بما فيه الكفاية.
وبالنظر إلى استجابة الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا وتم تطعيمهم، كان لديهم استجابة مناعية أكثر بكثير من الأشخاص الذين لم يصابوا بالعدوى سابقاً. لذلك، إذا تم تلقيح شخص مصاب بفيروس كورونا، فلا يتعين عليه الحصول على جرعة معززة.