أشار الدكتور ريتشارد ليفيتان الحاصل على الدكتوراه في الطب إلى أن ظاهرة الأموات السائرون هي ما يبلغ عنها أطباء الطوارئ حالياً مع العديد من المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19).
وتعني هذه الظاهرة بأن المرضى لا يشعرون بأي مشاكل في التنفس على الرغم من أن صور الأشعة السينية الخاصة بهم تظهر إصابتهم بذات الرئة الفصي المنتشر مع معدل أكسجين لديهم أقل من المعدل الطبيعي.
وأضاف ليفيتان بأنه إذا تمكن الأطباء من اكتشاف هذا الالتهاب الرئوي مبكراً يمكن البدء بالعلاج فوراً.
ويشير ليفيتان بأن المرضى الذين يعانون من نقص الأكسجين بنسبة 50% تتشابه الحالة لديهم مع ما يحدث على قمة جبل إيفرست، عندما نرى متسلقي قمة إيفيرست على قيد الحياة وأنهم يتحدثون ويستخدمون هواتفهم النقالة على الرغم من نقص الأكسجين لديهم.
وقد لاحظ أطباء آخرون هذه الظاهرة أيضاً وأشاروا إلى أن بعض حالات الالتهاب الرئوي الناجمة عن عدوى فيروس كورونا تشبه وذمة الرئة في المرتفعات (HAPE) وليس متلازمة الضائقة التنفسية الحادة (ARDS) ولكن الخبراء لم يهتموا بهذه الملاحظات.
ويؤدي نقص الأكسجين في مرضى فيروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى أزمة تتطلب إدخال المريض وحدة العناية المركزة.
ويقترح ليفيتان باسخدام جهاز قياس التأكسج النبضي المنزلي للمساعدة على الوقاية من تطور نقص الأكسجين الشديد في المرضى إذا تم استخدامه منزلياً من قبلهم قبل تفاقم المرض.
وأضاف ليفيتان بأن الكشف والعلاج المبكر سيحدثان فرقاً كبيراً، ولكن لم يقتنع بعض الخبراء بأن جهاز قياس التأكسج النبضي ذو السعر البسيط يمكن أن يكون السلاح الأساسي خلال جائحة كورونا.
وقد اقترح ليفيتان أيضاً عدة طرق علاج محتملة لهذه المرحلة مثل مزودات قنينة الأكسجين الأنفية عالية التدفق أو جهاز ضغط مجرى التنفس الإيجابي (CPAP).
ما هو مقياس تأكسج النبض المنزلي؟
مقياس تأكسج النبض (بالإنجليزية: Home Pulse Oximetry) هو جهاز صغير يشبه نوعًا ما الملقط الذي يوضع على الإصبع، وفي غضون ثوانٍ يضيء الجهاز بعد وضعه بالأرقام التي تشير إلى مستوى الأكسجين في الدم ومعدل ضربات القلب.
يحصل معظم الأشخاص الأصحاء على قراءة الأكسجين من 95 إلى 98%.
قد يكون لدى بعض الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية حالية قراءة أقل، ولكن يجب مراجعة الطبيب في حال انخفاض الرقم إلى 92 أو أقل.
ويعرض الجهاز أيضًا معدل ضربات القلب، حيث يتراوح معدل ضربات القلب الطبيعي للبالغين من حوالي 60 إلى 100 نبضة في الدقيقة، على الرغم من أن الرياضيين قد يكون لديهم نبض أقل.
آراء أُخرى حول استخدام مقياس تأكسج النبض المنزلي خلال وباء فيروس كورونا
يعتقد الدكتور إريك سوينسون الحاصل على الدكتوراه في الطب وأستاذ الطب في جامعة واشنطن أن استخدام جهاز قياس التأكسج النبضي للكشف عن الالتهاب الرئوي المتقدم في المراحل المبكرة من عدوى فيروس كورونا قد يكون فكرة جيدة وينصح مرضى عدوى كورونا باستخدام الجهاز.
وأضاف بأن هناك شيء ما في عدوى فيروس كورونا الجديد تجعل مستويات الاكسجين لدى المرضى أقل من المعتاد مما يفقد المريض الإحساس بمشاكل التنفس ولا يطلق الإنذار العادي الذي يطلقه الجسم عند انخفاض مستوى الاكسجين مثل الشعور بضيق التنفس أو عدم انتظام دقات القلب.
وأشار سوينسون بأن أعراض ظاهرة الأموات السائرون تشير إلى تسبب الفيروس في إصابة الرئة، ولا يزال من غير المعروف إذا كان الكشف عن هذه الأعراض في وقت مبكر سيشكل أي فرق كبير، ولكن بشكل عام فإن الكشف المبكر عن أي حالة دائماً أفضل.
وعلقت بعض الجهات التي لديها بعض الشك في استخدام جهاز قياس التأكسج النبضي لتحديد المرضى الذين يتعرضون لنقص التأكسج المبكر، ولكن المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة مثل: أمراض القلب والأمراض الدماغية الوعائية بالإضافة إلى عدوى فيروس كورونا سيكون من المفيد لهم استخدام جهاز قياس التأكسج النبضي حتى يتلقوا الرعاية الطبية والأكسجين في أقرب وقت ممكن.
ومن المحتمل أن يكون توفير أجهزة قياس التأكسج النبضي للمرضى الذين يشتبه بإصابتهم بعدوى فيروس كورونا فكرة سيئة قليلاً لأن اكتشاف نقص الأكسجين الخفيف أو الزيادة البسيطة في نبض القلب يمكن أن يزيد من العبء على مراكز الرعاية الطبية، ويزيد من زيارة المرضى لغرف الطوارئ.
كما أن المرضى يحتاجون للتدريب على استخدام هذه الأجهزة المنزلية إذا لا يجب استخدامها مع وجود طلاء على الأظافر أو مع وجود أظافر صناعية والتأكد من دفء اليد عند استخدام الجهاز.
اقرأ أيضاً:
صور الأشعة السينية السليمة للصدر لا تشير إلى عدم الإصابة بفيروس كورونا