توصلت دراسة جديدة إلى أن ممارسة التمارين الرياضية الهوائية لمدة 6 أشهر يمكن أن يعكس أعراض تدهور الإدراك المعتدل (MCI) لدى كبار السن.
تدهور الإدراك المعتدل (MCI)
يتميز تدهور الإدراك المعتدل (MCI) بفقدان القدرات المعرفية، مثل مهارات التفكير والذاكرة، بدرجة متوسطة. ويمكن أن يواجه الشخص الذي يعاني من تدهور الإدراك المعتدل (MCI) من صعوبة في تذكر الأشياء، أو اتخاذ القرارات، أو التركيز على المهام.
وعلى الرغم من أن فقدان القدرات المعرفية لا يشكل خطراً كبيراً يمكن أن يؤثر على الأنشطة اليومية، إلا أنه يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر وأشكال أخرى من الخرف. ووفقاً لجمعية الزهايمر، فإن 15-20 ٪ من البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً في الولايات المتحدة لديهم تدهور الإدراك المعتدل (MCI).
علاقة ممارسة التمارين الرياضية والنظام الغذائي بتدهور الإدراك المعتدل (MCI)
يقترح البحث الجديد- الذي أشرف عليه الدكتور جيمس بلومينثال وزملاؤه من المركز الطبي لجامعة ديوك في دورهام، نورث كارولاينا، وزملاؤه طريقة لعكس هذه المشاكل المعرفية المرتبطة بالعمر، حيث قام فريق البحث بدراسة آثار التمرينات الرياضية الهوائية بانتظام على 160 شخصًا بعمر 65 عاماً في المتوسط.
وتم اختيار المشاركين في الدراسة من الأشخاص الذين لا يمارسون الرياضة والمعرضين لعوامل الخطر القلبية الوعائية وتدهور الإدراك المعتدل (MCI).
وهدف الباحثون إلى دراسة تأثير كل من النشاط البدني والنظام الغذائي على القدرات المعرفية.
وقد اتبع المشاركون النظام الغذائي الذي يهدف إلى الوقاية من ارتفاع ضغط الدم (DASH)، والذي يتكون من الأطعمة الغنية بالألياف والذي تقل فيه كمية الصوديوم مثل الفواكه، والخضروات، والمكسرات، والبقوليات، والحبوب، واللحوم الخالية من الدهون، بالإضافة إلى منتجات الألبان قليلة الدسم.
وقام الباحثون بتقسيم المشاركين إلى أربع مجموعات:
- قامت مجموعة واحدة فقط بممارسة التمارين الرياضية.
- التزمت مجموعة واحدة بالنظام الغذائي الذي يهدف إلى الوقاية من ارتفاع ضغط الدم (DASH) (بدون ممارسة أي تمارين رياضية).
- قامت مجموعة واحدة بممارسة الرياضة واتباع النظام الغذائي الذي يهدف إلى الوقاية من ارتفاع ضغط الدم (DASH).
- تلقت مجموعة واحدة مكالمات هاتفية تعليمية ذات صلة بالصحة.
وقام أفراد المجموعة الأولى بممارسة التمارين الرياضية ثلاث مرات في الأسبوع لمدة 45 دقيقة في كل مرة، وشمل ذلك تمارين الإحماء التي يعقبها المشي، أو الركض، أو ركوب الدراجات.
قام بلومينثال وفريقه بتقييم مهارات التفكير والذاكرة للمشاركين قبل بدء الدراسة وبعد 6 أشهر باستخدام الاختبارات الإدراكية، وقاموا بقياس اللياقة البدنية القلبية التنفسية لدى المشاركين باستخدام اختبارات الضغط على جهاز الجري الثابت.
وأخيرًا، قام الفريق بتقييم صحة القلب والأوعية الدموية لدى المشاركين بقياس ضغط الدم، ونسبة السكر في الدم، ونسبة الدهون.
تحسن يعادل 9 سنوات في الوظائف التنفيذية
كشفت الدراسة الجديدة عن زيادة بمعدل 5 نقاط في المهارات الوظيفية التنفيذية لدى الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية واتبعوا النظام الغذائي الخاص، مقارنة مع أولئك الذين مارسوا التمارين الرياضية فقط أو اتبعوا النظام الغذائي فقط.
والوظيفة التنفيذية هي القدرة المعرفية التي تمكن الشخص من تخطيط وتنظيم الأنشطة المبنية على الأهداف، بالإضافة إلى التركيز وتنظيم السلوك الذاتي.
وقد وجد الباحثون نتائج مشجعة بعد 6 أشهر فقط من ممارسة التمارين الرياضية واتباع النظام الغذائي لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في الإدراك دون خرف.
ويشرح الباحث الرئيسي أن الدرجات الوظيفية التنفيذية للمشاركين كانت، في بداية الدراسة، مكافئة لأولئك الذين تبلغ أعمارهم 93 سنة على الرغم من أن عمرهم الزمني كان أصغر بـ 28 سنة. ومع ذلك، وصل معدل النقاط بعد 6 أشهر من ممارسة التمارين الرياضية إلى مستوى مكافئ لأولئك البالغين من العمر 84 عاماً، وهو ما يساوي تحسناً في الوظائف التنفيذية يعادل 9 سنوات.
وحذّر بلومينثال من أنه لا تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من البحوث على عينة أكبر ولفترات أطول للتحقق مما إذا كانت التحسن في قدرات التفكير مستمراً، وإذا كان من الممكن تحقيق هذه التحسينات بشكل أفضل من خلال اتباع أسلوب حياة يتسم بممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي معين.