يعد دواء الباراسيتامول (بالإنجليزية: Paracetamol) أكثر المسكنات المستخدمة لعلاج الصداع والحمى، والذي يعد، وبشكل عام، آمن للاستخدام لدى جميع الفئات من المرضى.
عادة ما يستخدم الباراسيتامول كعلاج قصير المدى للأوجاع والآلام، ولكن يمكن أن يوصف لعلاج الألم المزمن، بالرغم من قلة الأدلة حول مدى فوائده للاستخدام على المدى الطويل.
ولكن، حديثاً ظهرت العديد من الآراء حول إعادة التفكير في المخاطر والفوائد لاستخدام هذا المسكن لفترة طويلة والتي تمتد لعدة أشهر.
حيث توصلت دراسة إلى أن تناول مسكن البارسيتامول لفترات طويلة من الزمن يمكن أن يكون محفوفاً بخطر زيادة ضغط الدم، كما وجدت أن الاستخدام المزمن له يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية لدى المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
شملت الدراسة 110 متطوعاً، حيث كان ثلثاهم يتتناولون أدوية لارتفاع ضغط الدم، وقد طلب منهم تناول حبوب تحتوي على 1 جرام من الباراسيتامول، وذلك أربع مرات يومياً ولمدة أسبوعين، وهي الجرعة المستخدمة عادة لعلاج الألم المزمن، ومن ثم يتبعها تناول حبوب وهمية بنفس الجرعة ولمدة أسبوعين آخرين.
وأظهرت نتائج التجربة أن الباراسيتامول يزيد من ضغط الدم، والذي يعد أحد أهم عوامل خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية، وبمعدل أكبر بكثير من العلاج الوهمي.
وبناء على هذه النتائج، بدأ ينصح الأطباء بالبدء بتناول جرعة صغيرة من الباراسيتامول للمرضى الذين يعانون من آلام مزمنة، كما ينصح بمراقبة المرضى الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم والمرضى المعرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب عن كثب في حال تناولهم للباراسيتامول بشكل مزمن.
ولكن، لا داعي للقلق في حال الرغبة باستخدام الباراسيتامول لمدة زمنية قصيرة لعلاج الصداع أو الحمى، فالنتائج المذكورة في الدراسة السابقة لا تنطبق على الاستخدام قصير المدى للباراسيتامول. وبالتالي لا يزال يعد استخدام الباراسيتامول في هذه الحالة أكثر أماناً من استخدام مسكنات الألم التابعة لمجموعة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، مثل الإيبوبروفين، المعروف جداً بتسببها برفع ضغط الدم.
وفي حال القلق بشأن مخاطر مسكنات الألم، عندها يمكن التحدث مع أخصائي رعاية صحية لمعرفة جميع الخيارات المتاحة.