ظهر فيروس كورونا المستجد (بالإنجليزية: COVID-19) في الصين في أوائل عام 2020، وعرف أنه فيروس معدي يصيب الجهاز التنفسي العلوي والسفلي، ويمكن أن ينتقل عن طريق الاتصال المباشر مع الشخص المصاب. وتتراوح مضاعفاته من خفيفة إلى مميتة.
لقد تم اللجوء إلى الحجر الصحي والعزل في السابق لاحتواء مرض الجذام، والطاعون، والسارس، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. ونظرأ لسرعة انتشار كورونا (بالإنجليزية: Corona) ولعدم وجود لقاح ومناعة طبيعية له، اعتبر الحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي من أفضل الطرق لإبطاء وإيقاف المرض. فقامت الدول باتخاذ إجراءات وسياسات مختلفة مثل: الحظر الشامل، وتعليق دوام المدارس والجامعات، والحجر بالمنزل أو بمرافق الدولة المخصصة للمصابين بالفيروس.
نتج عن ذلك بعض الآثار السلبية والنفسية السشيئة التي ألقت بظلالها على الأسرة بجميع أفرادها، نناقش بهذا المقال، كيف يمكن رغم تلك الظروف قضاء وقت مفيد وممتع مع العائلة في الحجر المنزلي.
الآثار السلبية للحجر المنزلي
يعتبر الحجر والعزلة عن الآخرين تجربة مزعجة ومملة، ويؤثر على الجميع سواء بالغين أو مراهقين أو أطفال، حيث أن فرض القيود على التنقل والأنشطة، والبعد عن الأصدقاء والقرناء، يساهم في ترك بعض الآثار السلبية على المعزولين. فعلى الرغم من أن الأطفال والمراهقين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا، وأن الأعراض التي تصيبهم تبقى أخف من غيرهم من الفئات العمرية الأخرى، إلا أنهم يشعروا على حد سواء بالمعاناة من الآثار النفسية الناتجة من جائحة كورونا.
فمن أبرز المشاكل النفسية التي تصيب المعزولين الملل، والقلق، والاكتئاب، وقلة في النوم، واضطرابات في الشخصية. ويزيد الأمر سوءاً لنفسية المعزول عدم توفر المعلومات الكافية عن العلاج واللقاح، والخوف من الإصابة، بالإضافة إلى الخسائر المادية والنظرة السلبية للمصابين.
لطالما كان التعصب وما زال مرض الشعوب ويظهر التعصب جليا بصور وصيغ مختلفة فمنه ما يظهر بشكل علني والبعض الآخر ...
اقرأ أكثر
اقرا ايضاً :
من أهم الأسباب التي تؤثر سلباً على الأطفال والمراهقين هي: ضغط الوالدين عليهم، وفقدان الأصدقاء والرفاهية، وزيادة وقت الفراغ خلال الحجر المنزلي. حيث أن الروتين والتفاعل الاجتماعي كحضور الفصول الدراسية، واللعب مع الآخرين، وحضور حفلات أعياد الميلاد، وغيرها الكثير من النشاطات من أهم العوامل المسؤولة عن النمو النفسي الطبيعي للأطفال والمراهقين.
اقرأ أيضاً: أعراض كورونا للاطفال
كيفية استجابة الأطفال للحجر المنزلي
يستجيب الطفل بشكل فطري وطبيعي إلى ما يحدث حوله، فنرى ردود أفعال الأطفال مختلفة، وذلك بحسب الاهتمامات والشخصيات لديهم.
تعتمد عواقب الحجر المنزلي للعائلة على عدة أمور مثل: شخصية الطفل، وعلاقة الأطفال مع والديهم وأشقائهم. فنرى الطفل الذي كان يعاني من التنمر والقلق الاجتماعي قد وجد في الحجر المنزلي مصدر راحة وأمان، في حين يرى الآخرون أنهم أقل سعادة وأكثر مللاً من السابق لفقدانهم الحياة المرحة التي اعتادوا عليها.
تعتمد استجابة الأطفال للحجر المنزلي على المرحلة العمرية. حيث يمتاز الأطفال وخاصة الصغار منهم بالمرونة عند وجود شخص بالغ وداعم بجانبهم. فالأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة يحتاجون إلى والديهم أكثر من أصدقائهم وهذا يؤدي إلى استجابة إيجابية من قبلهم.
للمزيد: الحجر الصحي وتاثيره على العلاقات الاسرية
لكن على الصعيد الآخر، فإن الأطفال الأكبر سناً والمراهقين الذين يحبذون عدم وجود والديهم معهم طوال يومهم وانفصالهم عنهم بأنشطتهم، قد يؤدي الحجر المنزلي إلى استجابة سلبية من قبلهم، فهم بحاجة إلى الحياة الاجتماعية لتطوير شخصيتهم، ولا يوجد بديل أو طريقة يمكن تعويضها لهم خلال الحجر المنزلي.
في هذا المقال سوف أطرح عدة عادات يمكن اتباعها لاستغلال الوقت مع الذات والعائلة، إنها فرصة ثمينة للقيام بأفعال لطالما أردنا أن نقوم بها لكن الوقت لم يسمح بذلك.
اقرأ أيضاً: ما الفرق بين مرض الكورونا الجديد والانفلونزا
إرشادات للعائلة لقضاء وقت مفيد وممتع في الحجر المنزلى
إن هذه الظروف استثنائية وغير عادية، المثالية ليست مفروضة الآن، لكن يجب على الأفراد البقاء إيجابين وتقليل الآثار السلبية للحجر المنزلي
- الاستيقاظ والنوم في الوقت المناسب كما كان قبل الحجر.
- وضع جدول زمني لتخطيط وتنظيم الحياة اليومية، وعدم ترك الوقت للعشوائية، قد يتطلب هذا الأمر جهداً في البداية لكن يمكن الحفاظ عليه نسبياً بجهود العائلة معاً.
- مساعدة الأطفال وخصوصاً الأكبر سناً في وضع وإنشاء روتينهم اليومي الخاص بهم.
اظن اني احتاج لاستشار ة مختص في العلاج السلوكي المعرفي لكن لا استطيع فعمري فقط17 و عائلتي لن تتقبل هذا الامر فهل هناك حل اخر و شكرا
- التخطيط لأنشطة عائلية مع الأطفال وجعلهم يتفاعلون فيها، مع مراعاة أن تكون مدتها مناسبة لعمر الطفل كي لا يشعر بالملل.
- الإكثار من الأنشطة المشتركة بين الأطفال، وذلك لتقليل الأنشطة المنفردة التي يقوم بها الطفل كمشاهدة التلفاز واستخدام الأجهزة الذكية.
- استخدام الأجهزة الذكية بحكمة، وذلك بالسماح للأطفال باستخدامها لفترة زمنية معينة خلال اليوم، أو محاولة استثمار ذلك فقط كحضور اجتماع مهم، أو محادثة عمل، أو عندما يكون الوالدين مرهقين وغير قادرين على مشاركة الأطفال أنشطتهم.
- الالتزام بمواعيد العمل والدراسة عن بعد وعدم تأجيلها.
للمزيد: الدليل الكامل للحجر المنزلي وشروطه
- تخصيص مكان معين في المنزل وجعله مكاناً للعمل أو الدراسة فيه.
- تناول الطعام في أوقات معينة كما كان بالسابق.
- تخصيص وقتاً من الراحة للوالدين والأطفال بعد العمل والدراسة، ووضع حدود واضحة لوقت الراحة للأطفال خاصة.
- محاولة وضع أنشطة للأطفال في وقت راحة الآباء مع مراعاة أن تكون أنشطة هادئة كالقراءة، أو أداء الواجبات المدرسية، أو الألغاز والمكعبات، وغيرها من النشاطات، وعدم القلق بشأن الفوضى التي يمكن أن تحدث في المنزل، المهم حصول الوالدين على قسط من الراحة.
- محاولة إشراك الأطفال في أنشطة التدبير المنزلي بما يتناسب مع عمرهم ومقدرتهم.
- وضع الأنشطة المشتركة للجميع في نفس الوقت، كتخصيص وقت للجميع لقراءة كتاب أو قصة أو حتى مشاهدة فيلم ممتع.
- المرونة في الالتزام بجدول النشاطات اليومية، فلا يجب مقاطعة الأبناء أثناء لعبهم وذلك لأن الجدول ينص على تناول وجبة خفيفة.
- التقليل من استخدام الأجهزة الذكية من قبل الوالدين، ليكونوا نموذجاً يحتذى به أمام الأبناء.
اقرأ أيضاً: هل يساعد فيتامين سي في الوقاية من الإصابة بفيروس كورونا ؟
إرشادات للبالغين لقضاء وقت مفيد وممتع في الحجر المنزلي
يوجد العديد من الأنشطة المناسبة للبالغين تمكنهم من استغلال وقت الحظر بصورة جيدة، فهم أيضاً بحاجة للترويح عن النفس والتغيير، مثل التالي ذكره:
- التسجيل في الدورات المجانية: تساعد الدورات التدريبية في بناء وتطوير المؤهلات، وإثراء السيرة الذاتية.
- تعلم مهارات جديدة: يمكن الاستفادة من وقت الفراغ بتعلم مهارة جديدة كتعلم قواعد لعبة جديدة، أو التعلم على استخدام برمجية معينة، أو أي شيء يحتاج وقت لفهمه.
- البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء: على الرغم من العزل الجسدي بين المعارف والأصدقاء، لكن يمكن التواصل معهم عبر وسائل التواصل أكثر من أي وقت مضى. فيمكن تخصيص وقتاً لمتابعة أخبارهم والتحدث معهم.
للمزيد: رعاية كبار السن اثناء الحجر المنزلي في فترة تفشي فيروس كورونا
- القيام بالأعمال المنزلية المؤجلة: يمكن استثمار الوقت بالقيام في أعمال المنزل كطلاء الجدران، وتغيير ديكور المنزل وترتيب الغرف. كما يمكن أيضاً تغير نمط الحياة باللجوء إلى حديقة المنزل والعناية بها والاستمتاع بذلك.
- التطوع مع الحملات والمنظمات المجتمعية: يعتبر التطوع من أكثر الطرق التي يمكنك من خلالها إثبات الذات والإنتاجية للمجتمع، فهناك الكثير من الحملات التي أظهرت حاجتها لمتطوعين عن بعد في هذه الفترة.
- البدء بالعمل عن بعد: يمكن للذين تضرروا مادياًً بهذه الجائحة البحث عن الشركات التي تطلب موظفين للعمل عن بعد، أو البدء بالعمل الخاص كالتسويق الالكتروني مثلاً.
- القيام بأنشطة أخرى: كتعلم لغة أخرى، أو مشاهدة التلفاز، أو قراءة رواية.
اقرأ أيضاً: كيفية الرعاية المنزلية لمرضى فيروس كورونا