عندما تقع كارثة نووية، سواء بفعل انفجار قنبلة ذرية أو نتيجة تسرّب من مفاعل نووي، تنطلق في الجو ذرات مشعة غير مستقرة لآلاف الكيلومترات، والتي قد قد تؤثر في الصحة والبيئة بطرق مختلفة، حسب نوع وشدة ومدة التعرض للإشعاع. [1]
اقرأ المزيد لمعرفة مخاطر الإشعاع النووي على صحة الإنسان والبيئة.
محتويات المقال
مخاطر الإشعاع النووي على الصحة
هناك نوعان رئيسيان من التعرض للإشعاع النووي: التعرض الحاد؛ أي عندما يتعرض الإنسان إلى جرعة عالية من الإشعاع خلال فترة قصيرة، كما يحدث في الانفجارات النووية أو الحوادث الكبرى، مما ينتج عنه أضرار فورية وشديدة قد تكون مميتة. [1]
أو التعرض المزمن؛ حيث يتعرّض الشخص لجرعات منخفضة من الإشعاع على مدى طويل، وغالبًا ما يكون ذلك بسبب العيش أو العمل بالقرب من مصادر إشعاعية، مثل المفاعلات النووية، ورغم أن التأثير قد لا يظهر فورًا، إلا أنه يرتبط بزيادة خطر الإصابة بمشاكل خطيرة، مثل السرطان. [1]
مخاطر الإشعاع النووي على المدى القصير
تتضمن الأضرار التي قد يُسببها الإشعاع النووي على المدى القصير ما يلي:
1. الحروق الإشعاعية
تُعد الحروق من أخطر الآثار الفورية للانفجارات النووية، وتحدث نتيجة امتصاص الجلد للإشعاع الناتج عن الانفجار، وقد بيّنت التقديرات أن انفجارًا نوويًا بقوة مليون طن قد يُسبّب: [2]
- حروقًا من الدرجة الأولى على بُعد نحو 11 كيلومترًا.
- حروقًا من الدرجة الثانية على بُعد نحو 9 كيلومترات.
- حروقًا من الدرجة الثالثة على بُعد يصل إلى 8 كيلومترات.
وقد يصاب الشخص بصدمة خطيرة مهددة للحياة نتيجة هذه الإشعاع، فحوالي 50% من الوفيات التي سُجّلت في مدينتي هيروشيما وناغازاكي كانت بسبب الحروق الإشعاعية.
اسال سينا، ذكاء اصطناعي للاجابة عن كل اسئلتك الطبية
2. متلازمة الإشعاع الحاد (Acute Radiation Syndrome)
تحدث عن عند التعرّض لجرعة عالية جدًا من الإشعاع خلال وقت قصير، وهي حالة نادرة، ولا تحدث إلا في ظروف استثنائية، مثل الانفجارات النووية أو التعامل الخاطئ مع مصادر مشعّة شديدة النشاط. [3]
تبدأ أعراض متلازمة الإشعاع عادة خلال ساعات إلى أيام من التعرّض، وتشمل: [4]
- غثيان وتقيؤ.
- صداع.
- إسهال.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- تساقط الشعر.
- نوبات تشنجية.
قد تتحسّن حالة الشخص لفترة قصيرة، ولكن بعدها، تعود الأعراض بشكل أقوى، اعتمادًا على كمية الإشعاع التي تلقاها الجسم. [4]
في بعض الحالات، قد تؤدي هذه الأعراض إلى الوفاة خلال أيام أو أسابيع أو أشهر حسب شدة الإصابة. [4]
مخاطر الإشعاع النووي على المدى الطويل
التعرّض المستمر لجرعات صغيرة من الإشعاع على مدى طويل يمكن أن يُحدث تغيّرات خطيرة في الحمض النووي للخلايا، ما يؤدي إلى مشاكل صحية تظهر بعد سنوات، ومن أخطر هذه التأثيرات:
1. السرطان
يزيد الإشعاع النووي من خطر الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، ومن أبرزها: [5]
- سرطان الدم (اللوكيميا): ويُعد من أوائل السرطانات التي قد تظهر بعد التعرض للإشعاع، خاصة نوع سرطان الدم النقوي الحاد (AML)، ويظهر غالبًا خلال بضع سنوات من التعرض.
- سرطان الغدة الدرقية: وهو من أشهر السرطانات المرتبطة باليود المشع الناتج عن بعض التسربات النووية.
- سرطان الرئة: يزداد خطر الإصابة به بسبب استنشاق ذرات الغبار النووي.
- سرطان الثدي: النساء والفتيات الصغيرات اللواتي يتعرضن للإشعاع يكنّ أكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، نظرًا لحساسية نسيج الثدي للإشعاع.
- أنواع أخرى من السرطان: مثل سرطان المثانة، والمعدة، والكبد، والمريء، والورم النقوي المتعدد.
2. أمراض القلب والشرايين
قد أظهرت الدراسات أن حتى الجرعات المنخفضة من الإشعاع النووي قد ترفع من احتمال الإصابة بمشكلات في القلب والشرايين، ويتضاعف هذا الخطر بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل مسبقة لأمراض القلب، مثل: [6]
- التدخين.
- الإصابة بأمراض مزمنة، مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم.
- قلة النشاط البدني.
مخاطر الإشعاع النووي على البيئة
من أخطر آثار الإشعاع النووي على البيئة هي التلوّث الإشعاعي، حيث تترسّب المواد المشعّة في التربة، والمياه الجوفية، والهواء، مما يعرّض النظام البيئي، والكائنات الحية، والإنسان لمخاطر صحية على مدى طويل. [1]
نصيحة الطبي
يحمل الإشعاع النووي آثارًا كارثية على صحة الإنسان والبيئة، بدءًا من الحروق الشديدة ومتلازمة الإشعاع الحاد، وصولًا إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان والتلوّث النووي.
خذ خطوة استباقية، واحمِ نفسك ومن تحبّ عبر استشارة الأخصائيين؛ لتكون على استعداد مُسبق.