التأتأة أو التلعثم عند الأطفال حالةٌ تُؤثر على طلاقة اللسان، ومع أنها قد تكون جزءًا طبيعيًا من تطور الطفل ونموه، إلا أن بعض الحالات تستدعي مراجعة الطبيب، فما هي طرق علاج التلعثم عند الأطفال؟ وما دور الأسرة في هذه الحالة؟ [1][2]سنجيب عن هذه التفاصيل وأكثر في هذا المقال.

طرق علاج التأتأة عند الأطفال

يعتمد علاج التأتأة عند الأطفال على عدد من العوامل، منها: عمر الطفل، شدة التأتأة لديه، وتأثيرها على أنشطته اليومية، وكيف يتعامل الآخرون معه عندما يتلعثم. [3]

وبناءً على هذه العوامل يُحدد الطبيب العلاج الأنسب للطفل، والذي عادةً ما يتضمن الخيارات الآتية: [3]

علاج النطق

يُعد الخيار الأول لعلاج التأتأة عند الأطفال بأنواعها، ويُركز على ممارسة تمارين وأنشطة تُخفف أعراض التلعثم، وغالبًا ما يدرب الأخصائي الطفل على التكلم ببطء وانتباه، مما يُحسن قدرته على التواصل والتحدث بطلاقة. [8]

العلاج السلوكي المعرفي

يُعد العلاج السلوكي المعرفي أحد أنواع العلاج النفسي، ويركز على تعليم الطفل المصاب كيفية التحكم بمشاعر التوتر والقلق، وتغيير طريقة تفكيره السلبية تجاه التأتأة، وهذا بالطبع ينعكس إيجابًا على ثقته بنفسه، ويّحسن قدرته على الكلام. [1]

العلاج الدوائي

لم تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أي أدويةٍ لعلاج التأتأة عند الأطفال بشكلٍ خاص، لكن أحيانًا يُمكن أن يلجأ الطبيب لأدويةٍ تستخدم لعلاج حالات أخرى، مثل مضادات الاكتئاب والقلق وأدوية علاج الصرع؛ وذلك لتخفيف بعض أعراض التأتأة. [4]

لكن من الضروري متابعة الحالة بشكلٍ مستمر مع الطبيب؛ إذ لا تُستخدم هذه الأدوية لفترات طويلة بسبب آثارها الجانبية. [4]

العلاج الأسري

يُركز هذا العلاج على تعليم وتدريب أفراد الأسرة على التعامل بشكلٍ صحيح مع الطفل المصاب؛ لتعزيز ثقته بنفسه، وتقليل شعوره بالتوتر والقلق أثناء الكلام، وغالبًا ما يشمل ذلك اتباع الطرق الآتية: [1][4]

  • التحدث مع الطفل في بيئة هادئة ومريحة: فهذا يُشجع الطفل على التحدث بثقة دون قلق، أو شعور بالخجل. [1][4]
  • اختيار أوقات مناسبة للتحدث: حيث يُفضل أن يتجنب الوالدان الحديث مع الطفل عند انشغاله، خاصةً أثناء استخدامه للهاتف أو مشاهدة التلفاز؛ لأنها تُشتت تركيزه، وهذا يمنعه من قول ما يريد بطلاقة. [1][4]
  • التحدث ببطء والتوقف قليلًا: فهذا يُساعده على التركيز على الكلام بصورة أفضل. [5]
  • عدم إجباره على التحدث إذا تلعثم كثيرًا: بل يُفضل أن تشجعه الأسرة على القيام بألعابٍ وأنشطةٍ لا تحتاج إلى التواصل اللفظي. [1][4]
  • الإصغاء باهتمامٍ له: كما يجب ألا تظهر علامات الغضب والانزعاج على الوالدين، خاصةً إذا تلعثم الطفل كثيرًا أثناء الحديث. [1]
  • تجنب مقاطعته: والانتظار حتى ينهي كلامه؛ فمقاطعته وطرح الأسئلة عليه يُفقدانه التركيز، ويُمكن أن يُسببا شعوره بالإحباط، خاصةً إذا كان يتحدث ببطء. [1][4]
  • تجنب تصحيح أخطائه أثناء التأتأة: فمن المهم ألا يُكمل الوالدان جمل الطفل أثناء تلعثمه؛ لتشجيعه وتحسين مهارات التواصل لديه. [1][4]
  • التحدث معه بصدقٍ حول التأتأة: إذا أراد الطفل التحدث عن موضوع التأتأة، فمن الأفضل إخباره عن طبيعة هذه الحالة وأسبابها، وأن التزامه بالعلاج والتدريبات المناسبة يُساعده على التعافي منها. [1][8]

ابني عمرو سنتين بيتواصل بصري مع الناس وبلعب وبضحك، وبحكي معهم بس ما بكون جمل. بقلد الحركات والكلام ويستجيب لبعض الطلبات بس أحيانا أنادي عليه ما يرد وعند حركة كثيرة هل لدى ابني اسباب مرضية ام وراثية؟

استخدام الأجهزة الإلكترونية

مع أنّ فعالية هذه الأجهزة لا تزال قيد الدراسة، لكن يُعتقد أنها تحسن القدرة على الكلام بطلاقة لدى بعض الأطفال المصابين بالتأتأة؛ وذلك عن طريق القيام بتمارين نطق خاصة. [1][4]

وعادةً ما تكون هذه الأجهزة على شكل سماعات توضع في أذن الطفل، ثم تقوم بتشغيل نسخة معدلة من كلامه بحيث يبدو واضحًا وخاليًا من الأخطاء، مما ينعكس إيجابًا على ثقته بنفسه وقدرته على التواصل. [1][4]

دواعي مراجعة الطبيب بسبب التأتأة عند الأطفال

قد تكون التأتأة جزءًا طبيعيًا من نمو الطفل، لكن من الضروري مراجعة الطبيب في حال استمرت بعد أن يبلغ الطفل 5 سنوات، [1] خاصةً في الحالات الآتية:

  • استمرت التأتأة لمدة تزيد عن 6 أشهر، [7] أو ازدادت سوءًا مع مرور الوقت. [1][5]
  • صاحب التأتأة ظهور حركات في الجسم أو الوجه. [1][5]
  • امتنع الطفل عن المشاركة في الأنشطة التي تحتاج إلى الكثير من التواصل اللفظي. [1]
  • بدا عليه الشعور بالإحباط، أو الإحراج أو اليأس عند تلعثمه بالكلام. [1]
  • توقف عن الكلام بسبب التأتأة. [1]
  • عبر الآخرون عن شعورهم بالقلق بسبب طريقته في الكلام. [5][7]
  • ترتفع نبرة صوته كثيرًا أثناء الكلام وبشكلٍ مفاجئ. [1]

مضاعفات التأتأة عند الأطفال

يمكن أن تُؤثر التأتأة الشديدة على جوانب عديدة من حياة الطفل، خاصةً عند إهمال علاجه، إذ يُمكن أن تُسبب المشكلات الآتية: [6]

  • العزلة والامتناع عن المشاركة في العديد من الأنشطة المدرسية والاجتماعية.
  • انخفاض الثقة بالنفس.
  • ضعف الأداء المدرسي.

اقرأ أيضًا: فيتامينات وأعشاب تساعد على النطق

نصيحة الطبي

يهدف علاج التأتأة عند الأطفال إلى تحسين قدرة الطفل على التواصل والتحدث بطلاقة، بالإضافة إلى التقليل من آثارها النفسية والاجتماعية، ويُحدد الطبيب العلاج المناسب اعتمادًا عوامل مختلفة، منها: عمر الطفل وتأثير التأتأة على حياته اليومية.

إذا كان طفلك يُعاني من التأتأة أو اضطرابات الكلام فلا تتردد في التواصل مع أحد أطبائنا المعتمدين على منصة الطبي الآن، وسيساعدك الطبيب على تحديد الطرق المناسبة للتغلب على هذه الحالة.

اقرا ايضاً :

السعال عند الأطفال وكيفية التعامل معه