اهتم الإنسان منذ قديم الأزل بمظاهر الجمال والأناقة، فبرزت ألوان الملابس الزاهية وتصفيفات الشعر المختلفة منذ عصور الإغريق والفراعنة مرسومة على جدران المعابد والمسلات، وانتشرت الوصفات وخلطات الزيوت القديمة والمشهورة المتوارثة من التاريخ الفرعوني والعربي لتعزيز نمو الشعر واستطالته. فهل هذه الوصفات فعلاً مجدية أم أنها استندت إلى أفكار ومبادئ غير علمية؟

ظهر في نهاية الخمسينات من القرن الماضي الكثير من الحلول المبتكرة للقضاء على مشاكل الشعر والصلع الوراثي؛ ابتداءاً من أخذ شريحة من الجلد من المنطقة الخلفية للرأس وإعادة زرعها في المنطقة الأمامية فيما يعرف باقتطاع شريط جراحي، حتى تطور الأمر لزرع بصيلات الشعر باستخدام الجراحة الميكروسكوبية والمشهورة بزراعة الشعر بالاقتطاف

 تكوين وحدة الشعر

تتضح الصورة أكثر عند معرفة الصفة التشريحية لجلد رأس الإنسان الذي يتكون من ثلاث طبقات رئيسية:

  • طبقة البشرة (بالإنجليزية: Epidermis): وبها صبغة الميلانين المتحكمة في لون الجلد ونهايات الغدد العرقية.
  • طبقة الأدمة (بالإنجليزية: Dermis): هي طبقة غنية ببصيلات الشعر، والغدد الدهنية، والغدد العرقية، والنهايات العصبية، والشعيرات الدموية المغذية، يفصل مابين كل 1_4 شعرات نسيج ضام رقيق يقسمها لمجموعات من الشعر الصغيرة.
  • طبقة ما تحت الأدمة (بالإنجليزية: Hypodermis): وتحتوي على أنسجة دهنية تحافظ على درجة حرارة الجسم وتزيد من تحمله للألم.

تصيب بعض الأمراض فروة الرأس فتفقد بعض خصائصها: كأمراض الصلع الوراثي، وتساقط الشعر الهرموني، والعدوى الميكروبية؛ فيتأثر المظهر الجمالي و تترك بصماتها النفسية والاجتماعية، و تنوعت العلاجات المتوفرة ما بين الوصفات الدوائية والجراحات الميكروسكوبية الواعدة ومنها زراعة الشعر بالاقتطاف.

اقرأ أيضاً: خلطات طبيعيه لزياده طول شعر الراس باقصر وقت ممكن 

زراعة الشعر بالاقتطاف

نشر العالم أورنترخ (بالإنجليزية: Orentreich) أول ورقة بحثية تناقش زراعة الشعر محدثاً ضجة هائلة في الأوساط العلمية شرح فيها فكرة المنطقة المانحة للشعر والمستقبلة لها، وأخذ عينة من فروة الرأس الخلفية والغنية بالشعر وتبديلها بمنطقة من الصلع الأمامي في الرأس ودراسة خصائص ذلك الإبدال. بدأ بحثه بمنطقة مانحة قطرها 5 ميليمتر لتتقلص إلى 2 ميليمتر ليظهر على الساحة مصطلح الترقيع المصغر.

فتح البحث الآفاق للعقل البشري ليطور تلك التقنية، ففي نهاية ثمانينات القرن الماضي ظهر مصطلح الترقيع الدقيق أو الميكرسكوبي حيث تغير مصطلح المنطقة المانحة إلى الوحدة المانحة المكونة من بصيلة 2_3 شعرات وزراعتها على طول خط الشعر الأمامي.

تطور تقنيات زراعة الشعر بالاقتطاف

يسعى علماء الجراحة التجميلية والجلدية إلى تطوير زراعة الشعر للحصول على مظهر جمالي وطبيعي، فبدأت زراعة الشعر بالاقتطاف بأخذ عينات من 3-4 شعرات بما تحويه من غدد و شعيرات دموية وعضلة الشعر القابضة فيما يعرف بوحدة الشعر لزرعها بخطوط عرضية عوضاً عن سابقتها الطولية للحفاظ على الصفة التشريحية للجلد.

تقدم الأمر إلى إستخدام الجراحة الميكروسكوبية في بداية التسعينات، محدثاً نقلة نوعية لهذه التقنية مع استحداث الأدوات والمجاهر الجراحية ودفعها لتكون رائدة في علاج أمراض تساقط الشعر والصلع.

ولا يزال العلم يتقدم بظهور تقنية DHI بزراعة وحدة الشعر الميكروسكوبية في نفس جلسة استخراجها من المنطقة المانحة مما يقلل في الوقت والألم ويزيد الوحدات المستخرجة من المنطقة المانحة.

اقرأ أيضاً: مراحل عملية زراعة الشعر في تركيا وأهم التقنيات المستخدمة

عوامل نجاح زراعة الشعر بالاقتطاف

يعتمد نجاح الجراحات الميكروسكوبية عامة وزراعة الشعر خاصة على عدة عوامل منها:

  • مهارة الطبيب: التدريب المستمر للمهارات الجراحية الدقيقة والمحترفة، والتواصل الجيد، ومشاركة المريض في رحلة علاج طويلة نسبياً أهم ما يميز الطبيب.
  • تطور المستشفى: تواجد غرفة عمليات مجهزة وذات إضاءة عالية وتوفر الأدوات الجراحية الميكروسكوبية المختصة بتلك التقنية.
  • الحالة الصحية العامة للمريض: تمتع المريض بصحة جيدة وغير مصاب بأحد الأمراض المزمنة أو تاريخ سابق لعلاج إشعاعي أو كيميائي يؤثر اللياقة الصحية للجسم أو عدوى شديدة تؤثر بالسلب على الصحة العامة.
  • حالة فروة الرأس: وتشمل مساحة الصلع أو المنطقة المصابة بتساقط الشعر، المنطقة المانحة ومدى جاهزيتها للجراحة وتغذيتها الدموية.

خطوات زراعة الشعر بالاقتطاف 

  • يتم بداية باستخراج وحدة الشعر بما تحويه من غدد دهنية وعرقية مع عضلتها القابضة من المنطقة الخلفية لفروة الرأس بدائرة صغيرة جداُ قطرها يتراوح من 0.6 _0.8 ميليمتر فتحدث ندبات صغير غير ملحوظة وقليلة الألم.
  • يتم حفظ الوحدة المستخرجة من المنطقة المانحة في محلول ملحي أو رنجر مبرد.
  • يتم عمل فتحات ميكروسكوبية على خط الشعر وزرعة الوحدة المستخرجة.
  • يتم ربط الرأس جيداً لمدة يوم على الأقل.
  • يجب الاهتمام بنظافة الشعر المزروع ويفضل الاستعانة بشخص آخر وعدم تمشيطه بعنف لمدة لا تقل عن 3 أسابيع. 

يبدأ تساقط الشعر في المنطقة المزروعة ونموه مرة أخرى في خلال 7-8 شهور.

اقرأ أيضاً: الخلايا الجذعية لزراعة الشعر

اقرا ايضاً :

البوتكس

هل تناسب زراعة الشعر بالاقتطاف كل المرضى 

تناسب هذه التقنية قطاع كبير لتفتح آمال واعدة، فالمصابون بأحد الأمراض كالصلع الوراثي، وتساقط الشعر الهرموني، انحسار الشعر في الجبهة، أو تساقط الشعر في منطقة الحواجب والرموش. أيضاً في علاج ندوب فروة الرأس القديمة، والرغبة في العودة لممارسة الحياة الطبيعية سريعاً في فترة زمنية قصيرة؛ كالرياضين وأصحاب المهن المهمة.

تفهم المريض لنتائج ومتطلبات التقنية منذ البداية ومناقشته الطبيب ستساعده في اتخاذ القرار الصائب.

عيوب زراعة الشعر بالاقتطاف

  • تعد هذه التقنية من الجراحات الدقيقة التي تستهلك وقتاً طويلاً والكثير من تركيز الطبيب وطاقته فيصاب بالتعب والإنهاك والقليل من الملل، ولذلك الاستعانة بفريق متمرس من المساعدين يقضي على هذه المشكلة.
  • بقاء المريض على وضع استلقاء ثابت فترة طويلة نسبياً منذ بدء الجراحة حتى انتهائها.
  • عدد الوحدات المستخرجة في كل جلسة محدد وقد تتكرر الجلسات للوصول إلى النتيجة المرجوة.

الدول الرائدة في زراعة الشعر بالاقتطاف 

تهتم دول كثيرة بمجال زراعة الشعر منها تركيا وإيران ومصر والسعودية والولايات المتحدة وكندا والصين وتتنافس جميعها في استحداث تقنيات وأدوات جراحية أفضل للحصول على مظهر طبيعي وجذاب بتكلفة أقل.

اقرأ أيضاً: علاج تساقط الشعر

أمي عملت عملية قص أجفان علوي من حوالي شهرين الجرح تارك أثر راجعنا طبيب قال كان لازم الدكتور يلي عمل العملية يسحب الخيط بعد فترة لانو ممكن ما يناسب أي شخص لكن حاليا الخيط لتئم مع الجرح هل ممكن يترك أثر ندبة او يعمل مشاكل عالمدى البعيد