يتشابه كل من الذهان والفصام بشكل كبير، وقد يتم استخدام المصطلحان لذات الحالة، نظرًا إلى أن الذهان هو أحد أعراض الفصام، وعلى الرغم من ارتباط الحالتين ارتباطًا وثيقًا، إلا أن كل منهما يختلف عن الأخر من عدة نواحي، مثل الأعراض، والأسباب، وتتشابه بشكل كبير في طرق العلاج.

سنتعرف في هذا المقال على الفرق بين الذهان والفصام، وأوجه التشابه بينهما.

الفرق بين الذهان والفصام

الذهان (بالإنجليزية: Psychosis) هو اضطراب من الاضطرابات النفسية التي قد تكون مؤقتة أو مزمنة، والتي تسبب الانفصال عن الواقع، وتكون على شكل نوبات تسمى النوبات الذهانية. لا يعد الذهان تشخيصًا وحالة صحية بحد ذاته، ولكنه غالبًا ما يكون من أعراض اضطرابات نفسية أخرى، أو ينتج عن أسباب معينة. ,[1,2]

أما عن الفصام (بالإنجليزية: Schizophrenia)، فهو اضطراب نفسي شديد مزمن، ويصنف على أنه إحدى الأمراض الذهانية، حيث يعد الذهان أحد أهم أعراضها، ولكن تجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالذهان لا تعني الإصابة بالفصام. [1,2]

الفرق بين الذهان والفصام وفقًا للأعراض

كما ذكرنا سابقًا، لا يعد الذهان مرضًا بحد ذاته، وإنما هو إحدى الأعراض المصاحبة للاضطرابات الأخرى، وتشتمل أعراض الذهان الأساسية على ما يلي: [1]

  1. الهلوسة (بالإنجليزية: Hallucinations)، وهي حالة سماع، أو رؤية، أو الشعور بأمور غير موجودة على أرض الواقع وغير حقيقية.
  2. التوهم (بالإنجليزية: Delusions)، فقد يتوهم المريض ويعتقد أن المحيطين به يتآمرون لإيذائه، بينما تشير الأدلة إلى غير ذلك.

لا يظهر الذهان بشكل مفاجئ في غالب الأحيان، ولكن تسبقه تحذيرية، تسمى بأعراض ما قبل نوبة الذهان، والتي تشمل: [1,2]

  • مواجهة صعوبة في التركيز والتفكير بشكل صحيح.
  • تراجع ملحوظ في الأداء الدراسي أو الوظيفي.
  • الارتياب.
  • الانعزال الاجتماعي.
  • إهمال النظافة الشخصية.
  • صعوبة التمييز بين الواقع والخيال.
  • تغييرات في الاستجابة العاطفية.

أما عن أعراض الفصام، فتعد أعراض الذهان جميعها من أبرز أعراضه، وتسمى بالأعراض الإيجابية، بالإضافة إلى ما يلي: [1,2,3]

  • الأعراض السلبية، وهي الأعراض التي تؤثر على وظيفة وعمل المريض، مثل انخفاض الدافع لبدء أو مواصلة الأنشطة أو المحادثات، ومواجهة صعوبة في التعبير عن المشاعر في تعابير الوجه، وتغييرات في الاستجابة العاطفية، والانعزال الاجتماعي، ومواجهة صعوبة في الكلام والحركة.
  • الأعراض الإدراكية، فقد يواجه الأفراد المصابون بالفصام صعوبة في التركيز والانتباه، وصعوبة في فهم المعلومات.

ولكن، لا ترتبط الإصابة بالذهان بالفصام فقط، ويتم تشخيص الفصام في حال ظهور اثنان أو أكثر من الأعراض لمدة زمنية لا تقل عن شهر. ومن بين هذه الأعراض، يجب أن تكون واحدة على الأقل منها الهلوسة، أو الأوهام، أو الكلام غير المنتظم. [3]

للمزيد: أعراض الفصام وعلاماته

الفرق بين الذهان والفصام وفقًا للأسباب

تختلف أسباب الإصابة بكل من الذهان والفصام، وتشمل أسباب الذهان ما يلي: [1,2,3]

  • الإصابة باضطرابات نفسية أخرى، مثل الفصام، وانفصام الشخصية، والاضطراب الوهمي، والاكتئاب الشديد، واضطراب ثنائي القطب، واضطراب الشخصية الحدية.
  • الاستخدام الخاطئ للمواد المخدرة والكحول، والإدمان عليها لفترات طويلة.
  • قلة النوم.
  • الإصابة باضطرابات صحية أخرى، مثل الخرف، ومرض الباركنسون، والإيدز، وأورام الدماغ، وبعض أنواع الصرع، والتصلب اللويحي، والجلطة الدماغية.
  • استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل الستيرويدات القشرية، والأدوية المستخدمة لعلاج الباركنسون، وبعض أنواع المضادات الحيوية.

أما عن أسباب الفصام، فإنها لا زالت غير معروفة، ولكن هناك عوامل مختلفة تؤثر على الإصابة بالاضطراب، وتشمل:

  • اضطرابات في الناقلات العصبية المختلفة، وخاصة الدوبامين.
  • العوامل الجينية.
  • العوامل البيئية المختلفة.

أعاني من وسواس الموت بعد، وفاة شخص من قرايبي ونوبات هلع طول الوقت أفكر وخايفه الوسواس يزيد إذا كنت لحالي أخاف أصلي أخاف اطلع أخاف من كل شي أي كلمة أو جملة عن الموت أخاف

الفرق بين الذهان والفصام وفقًا للعلاج

أما عن الفرق بين الذهان والفصام في طرق العلاج، فإن كلتا الحالتين تتطلب علاجات متماثلة، ولكن يكمن الاختلاف في مدة العلاج بشكل رئيسي، ففي حالة الفصام يجب الاستمرار في تلقي العلاج مدى الحياة فهي حالة مزمنة، أما عن حالة الذهان، فإن مدة العلاج تعتمد على السبب وسرعة علاجه، ويكون لمدة مؤقتة. بالإضافة إلى أهمية علاج المرض المسبب لحالة الذهان إن أمكن ذلك. [2,4]

تشمل طرق علاج الذهان والفصام ما يلي:

  • العلاج بمضادات الذهان

تساهم مضادات الذهان (بالإنجليزية: Antipsychotic Medications) في علاج أعراض الذهان وأعراض الفصام الإيجابية التي تمثل الهلوسة والتوهم، من خلال منع النشاط المفرط للدوبامين في الدماغ، وهي المادة الكيميائية التي تؤثر على المشاعر، والذاكرة، والتخطيط. [2]

تصنف مضادات الذهان إلى نوعين، هما: [2,3,4]

  1. مضادات الذهان غير النمطية، وهي الخيار الأول لعلاج الفصام. من الأمثلة على هذا النوع من مضادات الذهان دواء الكلوزابين (بالإنجليزية: Clozapine)، ودواء الأريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole).
  2. مضادات الذهان النمطية، مثل دواء الهالوبيريدول (بالإنجليزية: Haloperidol)، ودواء الكلوربرومازين (بالإنجليزية: Chlorpromazine).

من المهم الالتزام في تناول الأدوية بشكل مستمر وبجرعاتها الصحيحة، خصوصًا في حالة الفصام، لتجنب الإصابة بأعراض انتكاسة الفصام.

للمزيد: أنواع مضادات الذهان ودواعي استعمالها

  • العلاج النفسي

يساعد العلاج النفسي في علاج الذهان والفصام بالتزامن مع العلاج الدوائي، حيث يتضمن هذا النوع من العلاج ما يلي: [2,3]

  1. تعلم مهارات التأقلم مع المرض.
  2. تعلم كيفية السيطرة على الصحة الجسدية.
  3. تعلم المرونة وكيفية التعامل مع أعراض الانتكاس في حال عودة نوبات المرض مرة أخرى.
  4. تغيير طريقة التفكير والسلوكيات الخاطئة.

من الأمثلة على طرق العلاج النفسي المتبعة في الحالتين العلاج السلوكي المعرفي (بالإنجليزية: Cognitive Behavioral Therapy)، وعلاج التحسين المعرفي.

  • الدعم الاجتماعي من قبل العائلة والمقربين

يجب على أفراد العائلة والأفراد المقربين للمريض دعم المريض نفسيًا، ويكون ذلك من خلال: [1]

  1. التعرف على مرض الذهان والفصام بشكل أعمق، وتمييز أعراض كل منهما، وهذا سيساعد في التعرف على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المريض.
  2. التأكد من أن المريض يتلقى علاجه بشكل صحيح، ويلتزم بتناول الأدوية الموصوفة له من قبل الطبيب.
  3. مراقبة الأعراض التي تظهر على المريض، وخصوصًا أعراض الانتكاس.

من المهم أيضًا الإقلاع عن تناول الكحول والأدوية المخدرة، ويوصى ببرنامج إعادة التأهيل المخصص لمثل هذه الحالات. [2]

اقرأ أيضًا: ما هي طرق علاج الفصام؟

اقرا ايضاً :

الوسواس القهري، الاكتئاب، القلق و السيروتونين

نصيحة الطبي

من المهم معرفة الفرق بين الذهان والفصام، على الرغم من تشابه طرق العلاج بشكل كبير، إلا أن مدة العلاج ستتغير، بناءً على المسبب الرئيسي للحالة، لذلك من المهم الحصول على التشخيص الصحيح، للحصول على العلاج الصحيح للحالة.