سلس البول (بالإنجليزية: Urinary incontinence)، والذي يعرف أيضاً بحالة التبول اللاإرادي، هو التبول بصورة غير مقصودة وبطريقة لا يمكن للمريض التحكم بها. ويصيب التبول اللاإرادي كبار السن بشكل أكبر وخاصة عند النساء.

تتعدد طرق علاج سلس البول، وهناك بعض الخيارات العلاجية التي قد تحقق شفاءً تاماً من المرض، وبعض العلاجات الأخرى، مثل بعض أنواع حبوب للتبول اللاإرادي التي تسيطر على الأعراض عند الاستمرار عليها.

يعتمد اختيار طريقة علاج التبول اللإرادي على نوع سلس البول، وشدته، والمسبب الأساسي. ويتم علاج سلس البول بشكل رئيسي عن طريق علاج المسبب الأساسي أو المشكلة الأساسية التي أدت إلى حدوثه أو تطوره.

تعرف في هذا المقال على طرق وخيارات علاج التبول اللإرادي المتنوعة، بما في ذلك خيارات العلاج الدوائية أو غير الدوائية، بالإضافة إلى العلاجات الجراحية.

علاج سلس البول بالأدوية

تتعدد خيارات علاج التبول اللإرادي التي تكون باستخدام الأدوية وحبوب للتبول اللاإرادي، إلا أن اختيار الدواء المناسب لكل مريض يعتمد على تقدير الطبيب للحالة والوصف الدقيق لتشخيصها.

فيما يلي بعض أنواع الأدوية التي تستخدم في علاج السلس البولي:

الأدوية المضادة للكولين لعلاج سلس البول

تعمل هذه الأدوية على تهدئة فرط نشاط المثانة المسبب للتبول اللاإرادي، ومن أبرز الأدوية المضادة للكولين التي قد يتم وصفها بهدف السيطرة على مشكلة سلس البول ما يلي:

  • أوكسيبوتينين (بالإنجليزية: Oxybutynin)، والذي يتوفر على شكل رقعة جلدية أيضاً.
  • تولتيرودين (بالإنجليزية: Tolterodine).
  • داريفيناسين (بالإنجليزية: Darifenacin).
  • فيسوتيرودين (بالإنجليزية: Fesoterodine).
  • سوليفيناسين (بالإنجليزية: Solifenacin).
  • تروسبيوم (بالإنجليزية: Trospium).

الأعراض الجانبية للأدوية المضادة للكولين التي قد تستخدم حبوب للتبول اللارادي:

  • جفاف الفم.
  • الإمساك.
  • زغللة العين وتشوش الرؤية.
  • التعب والإرهاق الشديد.

دواء ميرابيجرون لعلاج التبول اللاإرادي

يستخدم دواء ميرابيجرون (بالإنجليزية: Mirabegron) في علاج سلس البول الإلحاحي بشكل أساسي، وعند عدم استجابة المريض على الأدوية المضادة للكولين أو عدم تحمله لأعراضها الجانبية.

يعمل دواء ميرابيجرون على إراحة عضلة المثانة، وقد يزيد من كمية البول التي تستطيع المثانة الاحتفاظ بها مما يساعد في السيطرة على أعراض التبول اللاإرادي.

كما قد يساهم دواء ميرابيجرون في زيادة كمية البول التي يستطيع الشخص إخراجها في وقت واحد، الأمر الذي يساعد على إفراغ المثانة بشكل كامل.

حاصرات مستقبلات ألفا لعلاج سلس البول

تعمل حاصرات مستقبلات ألفا على تحفيز استرخاء عضلات رقبة المثانة وألياف العضلات في البروستات، مما يسهل من عملية إفراغ المثانة ويسيطر على أعراض سلس البول، ومن الأمثلة على هذه الأدوية:

  • تامسولوسين (بالإنجليزية: Tamsulosin).
  • الفوزوسين (بالإنجليزية: Alfuzosin).
  • سيلودوسين (بالإنجليزية: Silodosin).
  • دوكسازوسين (بالإنجليزية: Doxazosin).
  • تيرازوسين (بالإنجليزية: Terazosin).

قرأ أيضاً السلس البولي عند النساء

هرمون الاستروجين الموضعي لعلاج التبول اللاإرادي

يساعد استخدام هرمون الإستروجين الموضعي على شكل كريم أو غسول مهبلي بجرعة منخفضة على تنشيط الأنسجة في مجرى البول والمناطق المهبلية وتجديد حيويتها لدى النساء، مما يسيطر على أعراض السلس البولي.

أما الحبوب المحتوية على الإستروجين فيجب عدم استخدامها لعلاج سلس البول، حيث أنها يمكن أن تزيد من الأعراض.

منبهات مستقبلات ألفا الأدرينالية لعلاج للتبول اللاإرادي

تشمل مستقبلات ألفا الأدرينالية (بالإنجليزية: Alpha-adrenergic Agonists) الإفيدرين (بالإنجليزية: Ephedrine) وسودوإفدرين (بالإنجليزية: Pseudoephedrine). وتستخدم هذه الأدوية بشكل خاص في علاج سلس البول المعتدل الناتج عن الإجهاد، إذ تعمل على تقوية العضلات التي تتولى مهمة التحكم بالعضلة العاصرة البولية.

من الأعراض الجانبية لمستقبلات ألفا الأدرينالية الأرق، والإثارة، والقلق. لذلك ينبغي تجنب استخدامها كعلاج وحبوب للتبول اللارادي للأشخاص الذين يعانون من مشاكل القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري، أو الزرق، أو فرط نشاط الغدة الدرقية.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات لعلاج التبول اللاإرادي

يمكن استخدام مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات في بعض الحالات كعلاج وحبوب للتبول اللارادي، حيث تعمل مضادات الاكتئاب الثلاثية على تنظيم عمل النواقل العصبية، مثل السيروتونين والنورأدرينالين التي تلعب دوراً في التحكم بالتبول والحاجة لذلك، بالإضافة إلى دورها في علاج التبول اللإرادي الناتج عن الإجهاد.

من الأدوية المستخدمة لتنظيم النواقل العصبية:

العلاج غير الدوائي للتبول اللاإرادي

لا تقل العلاجات غير الدوائية للتبول اللاإرادي أهمية عن الأدوية وتناول حبوب للتبول اللاإرادي، وتشمل هذه العلاجات:

التحفيز الكهربائي لعلاج التبول اللاإرادي

ينطوي هذا الإجراء على إدخال أقطاب كهربائية بشكل مؤقت في المستقيم أو المهبل بهدف تحفيز وتقوية عضلات قاع الحوض، وقد يتطلب الأمر إخضاع المريض لعدة جلسات على مدى عدة أشهر للحصول على النتائج المطلوبة والسيطرة على سلس البول.

اقرأ أيضاً السلس البولي الجهدي عند النساء

الأجهزة الطبية لعلاج التبول اللاإرادي

من الأجهزة الطبية التي يمكن استخدامها لحل مشكلة سلس البول لدى الإناث:

  • المدخل الإحليلي (بالإنجليزية: Urethral Insert)، يتم استخدامه عند النساء قبل ممارسة الرياضة وإخراجه قبل التبول.
  • الفرزجة أو الكعكة المهبلية أو تحميلة المهبل (بالإنجليزية: Pessary)، وهي عبارة عن حلقة صلبة يتم إدخالها في المهبل بحيث يتم ارتداؤها طوال اليوم، وتلعب دوراً في تثبيط المثانة ومنع التسرب.

العلاجات غير الجراحية لعلاج سلس البول

هناك أنواع من العلاجات غير جراحية والتي يتم فيها حقن بعض المواد الخاصة في أجزاء محددة من المثانة أو أماكن أخرى من الجسم بهدف علاج التبول اللإرادي، وهي:

  • البوتوكس من نوع توكسين البوتولينوم A، يتم حقن مادة البوتوكس في عضلة المثانة، وهذا يساعد في السيطرة على حالة فرط نشاط المثانة.
  • العوامل الحجمية (بالإنجليزية: Bulking Agents)، يتم حقن هذه المواد في الأنسجة الموجودة حول مجرى البول، إذ يساهم ذلك في إبقاء مجرى البول مغلقاً.
  • محفز العصب العجزي (بالإنجليزية: Sacral Nerve Stimulator)، تتم زراعة هذا الجهاز تحت جلد الأرداف، ليعمل على بعث ومضات كهربائية تحفز العصب العجزي ، مما يساعد على التحكم بالمثانة ويسيطر على أعراض التبول اللاإرادي.

أنا متبرع بالكلى من حوالي ٧ شهور أعاني من آثار جانبية للعملية الجراحية آلام في أسفل البطن، وأيضا فقدت الإحساس في المنطقة حولين الجرح وصلت حتى بداية الرجل إيه الحل وشكرا

الطرق الجراحية لعلاج التبول اللاإرادي

يتم اللجوء للجراحة في حال فشل العلاجات الأخرى في علاج التبول اللإرادي، وتجدر الإشارة إلى أن الجراحة تجرى بهدف السيطرة على المشكلة الأساسية التي تسببت بالمعاناة من سلس البول.

فيما يلي أبرز الجراحات التي قد يتم إجراؤها لعلاج السلس البولي:

  • إجراء المعلاق (بالإنجليزية: Sling Procedures)، يعتمد هذا الإجراء على استخدام أشرطة من نسيج الجسم، أو مواد صناعية، أو شبكة لتشكيل معلاق في منطقة الحوض حول مجرى البول ومنطقة العضلات السميكة التي تصل المثانة بالإحليل، إذ يساهم ذلك في إبقاء مجرى البول مغلقاً، خاصة عند السعال أو العطس.
  • تعليق عنق المثانة (بالإنجليزية: Bladder Neck Suspension)، يعمل هذا التدخل الجراحي على توفير الدعم للإحليل ورقبة المثانة، وينطوي هذا الإجراء على عمل شق في البطن، ويتم إخضاع المريض للتخدير العام أو النخاعي.
  • جراحة التدلي (بالإنجليزية: Prolapse Surgery)، قد يتم إجراء هذه الجراحة للنساء اللاتي يعانين من سلس البول المختلط وانزلاق عضلات الحوض، وقد يتم إجراؤها إلى جانب إجراءات المعلاق.
  • العضلة البولية العاصرة الصناعية (بالإنجليزية: Artificial Urinary Sphincter)، تجرى هذه الجراحة للرجال ويتضمن هذا الإجراء العمل على زراعة حلقة صغيرة مليئة بالسائل حول عنق المثانة لإبقاء العضلة العاصرة البولية مغلقة حتى يكون الشخص مستعداً للتبول. ولتحقيق عملية التبول يتمّ الضغط على الصمام المزروع تحت الجلد إذ يعمل ذلك على إفراغ الحلقة والسماح بتدفق البول من المثانة.

للمزيد: التبول الليلي اللاإرادي للأطفال

خيارات طبية إضافية لعلاج التبول اللاإرادي

يتم الاستعانة ببعض الطرق العلاجية الأخرى في بعض الحالات، وتتضمن ما يلي:

  • القسطرة البولية، وذلك في حالات السلس البولي غير القابل للسيطرة، من خلال وضع قسطرة في مجرى البول لإفراغ المثانة باستمرار.
  • حفاضات الكبار والملابس الداخلية الخاصة، إذ تعمل على توفير وسيلة لامتصاص البول باستمرار. وتجدر الإشارة إلى توافر العديد من المنتجات لهذا الغرض وبأحجام مختلفة لكل من الرجال والنساء.

التدابير المنزلية لعلاج التبول اللاإرادي

تتوفر بعض الطرق العلاجية التي يمكن تطبيقها في المنزل بهدف علاج التبول اللإرادي، وتشمل:

  • تدريب المثانة لعلاج سلس البول

يتضمن تدريب المثانة لعلاج سلس البول وضع جدول منتظم للتبول بحيث يتضمن فترات محددة تفصل بين كل مرة يتم فيها التبول والمرة الأخرى التي تليها.

يوصى الطبيب عادة بالتبول على فترات زمنية مدتها ساعة واحدة ومن ثم العمل على زيادة الفترات الفاصلة تدريجياً مع مرور الوقت.

  • تمارين عضلات الحوض لعلاج سلس البول

تسمى تمارين الحوض أيضاً تمارين كيجل، ويساعد هذا التمرين دوراً في تقوية عضلات الحوض الضعيفة وتحسين التحكم بالمثانة ومنع التبول اللاإرادي.

يعتمد مبدأ هذا التمرين على تحقيق انقباض العضلات المستخدمة للحفاظ على البول، والحفاظ على هذا الانقباض لمدة تتراوح بين 4 إلى 10 ثوانٍ، ومن ثم العمل على تحقيق الاسترخاء لهذه العضلات لمدة 4 إلى 10 ثوانٍ أيضاً. وقد يتطلب ممارسة هذه التمارين عدة أسابيع أو شهور لإظهار التحسن.

  • التحكم بالنظام الغذائي والسوائل التي يتم تناولها

يعتبر تعديل النظام الغذائي وخاصة السوائل ضرورياً لاستعادة السيطرة على المثانة، ويتضمن ذلك التقليل أو الحد من الأطعمة الكحولية، أو الكافيين، أو الأطعمة الحمضية، مع الحرص على التقليل من استهلاك السوائل. كما يمكن أن يساعد فقدان الوزن الزائد وزيادة النشاط البدني بالمساهمة في علاج التبول اللإرادي.

نصائح لعلاج بعض الآثار الجانبية للتبول اللاإرادي

نصائح لمنع أو علاج حساسية الجلد التي يمكن أن تحدث نتيجة للتبول اللاإرادي:

  • السماح للبشرة لتجف لفترة مناسبة بعد التغسيل.
  • عدم الاستحمام والاغتسال لكامل الجسم بشكل متكرر جداً لتجنب التأثير على البكتيريا النافعة في الجلد، مما يؤثر على الجهاز المناعي وقدرة الجسم على التصدي لمسببات الأمراض.
  • استخدام الكريمات التي تشكل طبقة عازلة بين الجلد والبول في حال وصوله للجلد، مثل الفازلين.
  • استخدام المنظفات الخاصة لازالة البول عن الجلد التي لا تسبب حساسية الجلد.

اقرا ايضاً :

حصى الكلى.. أسبابها سلوكية