الكعب العالي عبر التاريخ
يرجع تاريخ ظهور الكعب العالي إلى 3500 قبل الميلاد عند قدماء المصريين الأغنياء، حيث كانوا يلبسون الكعب العالي في إحتفالاتهم ومناسباتهم وفي المقابل كان اللحامين في مصر القديمة يلبسون كعوب عالية لها قاعدة سميكة لمنع وصول الدم إلى
أقدامهم.
في العصور الوسطى كان الناس يلبسون القباقيب لمنع وصول القاذورات إلى أقدامهم كون الشوارع في تلك الحقبة كانت غير نظيفة.
أنتج في تركيا عام 1400 نوعاً خاصاً من القباقيب يسمى Chopine و قد إنتشر في أوروبا كلها حتى عام 1600.
فيما يتعلق بالكعب العالي الحديث فقد ظهر لأول مرة في عهد ملكة فرنسا كاثرين عام 1533، حيث صُنع لها زوج من الأحذية ذو كعب عالي لبسته في يوم زفافها لأنها كانت قصيرة، أرادت أن تزيد من طولها حتى يمنحها قدراً من الثقة بالنفس.
ومن الغرابة في عام 1700 أصدر ملك فرنسا لويس الرابع عشر قراراً بأن أفراد الطبقة الإرستقراطية فقط يستطيعون إرتداء الكعب العالي بلون أحمر، وأنه لا أحد يمكنه إرتداء كعب أعلى من كعب الملك.
عصر الموضة:
في العصر الحالي تتبارز الشركات ومصممي الأحذية في إغراء السيدات بشتى الطرق بتصنيع الموديلات الجذابة من أحذية الكعب العالي تبعاً للموضة والمباهاة بصناعتها ، لكن هذا ليس هو المناسب لبنية الجسم لأنه يسبب الألم في كافة أجزاء الهيكل العظمي
والعضلات، ويترك تشوهات وأضرار للقدم يمكن أن تستمر مدى الحياة.
عادة ما تفضل المرأة إرتداء الكعب العالي نظراً لأنه يعد في نظر السيدات عاملاً من عوامل الأنوثة، فهو يعطي برأيهنّ شكلاً جذاباً ورقيقاً للجسم، ويضفي عليهن رونقاً و خصوصاً في المناسبات والزيارات الرسمية.
يمشي الانسان في المتوسط يومياً 8000-10000 خطوة، وفي السنة أكثر من 3 مليون خطوة ولذلك يجب أن تكون القدم في حذاء يناسبها.
أثر الكعب العالي بشكل عام
عند المشي بالكعب العالي تبقى الأصابع في وضع منخفض أعلى من الكعب وهذا يؤدي إلى ميلان الجسم بأكمله إلى الأمام ولتلافي حالة عدم الإتزان يضطر الجسم إلى الرجوع إلى الخلف مما يسبب اثناء في مفصل الركبة والورك وتقوس أسفل الظهر، وهذا
يسبب عبء على كافة العضلات والمفاصل السابقة، ومع مرور الوقت يحصل تيبس وألم وإصابات.
إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي والضيقة تؤثر على أخمص القدم أو باطن القدم أومشط القدم وينتج عنها وجود آلام وإجهاد زائد على مفاصل الجسم وتهيج الأنسجة .
إن أغلب الإختلالات العضلية التي تحدث أثناء المشي ناتجة عن إرتداء الكعب العالي مما يؤدي إلى صعوبة عمل الساق وعضلات القدم، ويمكن لهذه الإختلالات أن تؤدي إلى وجود مشاكل مثل آلام في الركبة، وآلام الكعب (التهاب اللفافة الأخمصية)، وأصابع
المطرقة وإنغراس في أظفر الأصبع الكبير.
إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي تحشر أصابع القدم وكذلك وزن الجسم يتركز على مقدمة الأصابع مما يؤدي إلى تعطيل التوازن في الجسم وهذا يؤدي إلى وجود مشاكل في العظام والمفاصل عند النساء.
*مشاكل الكاحل
التواء الكاحل:
إن إرتداء الكعب العالي يزيد من خطر التواء الكاحل والسقوط بسبب عدم ثبات الجسم عند المشي.
يسبب الالتواء تمدد أو تتمزق الأربطة التي تربط العظام في الناحية الخارجية لمفصل الكاحل ، وإذا ترك التمزق دون العلاج المناسب، يمكن للالتواء أن يؤدي إلى عدم الثبات في الكاحل وهذا يسبب الالتواء المتكرر واحتمال الإصابه باحتكاك المفاصل المزمن.
المشاكل الأخرى الناتجة عن الكعب العالي
*مشاكل وتر أخيليس
يحصل شد وقصر في هذا الوتر عند إرتداء الكعب العالي، مما يسبب آلام في الكاحل.
*مشاكل عضلات الساق
تقلص ألياف عضلة الساق:
وجدت الدراسات أن إرتداء الكعب العالي يؤدي إلى تقلص الألياف العضلية للساق.
الباحثون البريطانيون اكتشفوا أن النساء اللاتي يرتدين الكعب العالي عادة ما يجدن في المستقبل إرتداء الأحذية المسطحة مؤلمأً.
وعندما قاموا بمسح لعضلات الساق في مجموعة من النساء اللاتي يرتدين الكعب بإستمرار كانت نسبة قصر الألياف العضلية لديهن في المتوسط 13٪ أقل من النساء اللواتي تجنبن إرتداء الكعب العالي، ووتر العرقوب يصبح أكثر صلابة وقصير بنسبة
20% عن الطبيعي.
الدراسات تقول أن إرتداء الأحذيه المنبسطة (الواطية) في معظم الأوقات وممارسة تمارين مط عضلات الساق تقلل من الاثار المترتبة على إرتداء الكعب العالي.
لقد دلت الدراسات العلمية أن زيادة نشاط عضلة الساق الذي بدوره يسبب وهن في العضلة مع الزمن وهذا يعرض العضلات للإصابة بسولة أثناء المشي.
*مشاكل اوردة الساق
لقد أثبت الدراسات العلمية أن الأحذية العالية تقلل من وظيفة المضخة العضلية للساق وهذا يسبب زيادة ضغط الدم الوريدي للأطراف السفلية الذي بدوره يؤدي إلى تكون الدوالي في الساقين.
*مشاكل الركبة
من المعلوم على مدى سنوات عديدة أن الكعب العالي يعتبر من عوامل خطورة في خشونة السطح الداخلي لصابونة الركبة الذي يعتبر شكوى عامة عند معظم السيدات وفي المقابل فإن الأحذية العالية تؤدي إلى احتكاك وإهتراء في مفصل الركبة.
*مشاكل الظهر
آلام الظهر:
لدي تضخم بالجانب الأيسر من الجسم، من الوجه حتى القدم تضخم العظام والعضلات مع ألم في العضلات، وتشنج بالجانب الأيسر على فترات، وهناك ألم بالكلى مع تضخم حجمها وتحليل وظائف الكلى طبيعي، ولكن هناك زيادة بسيطة في نسبة الكالسيوم وهناك ألم عند الحركة في القدم اليسرى؟
إن إرتداء الكعب العالي يجبر النساء على الوقوف والمشي بشكل غير طبيعي، مما يؤثر على التناسق بين الكاحلين والركبتين والوركين وأسفل الظهر.
عندما يقف الانسان حافي فأن الخط النازل عمودياً من الاعلى يشكل 90 درجة مع القدم وذا تم لبس كعب 5سم فالزاوية تصبح 70 اي ميلان للامام 20 درجة واذا كان الكعب 7سم فالزاوية تصبح 55درجة والميلان 45 درجة من اجل ان نحافظ على منع
الميلان والمحافظه على الاستقامة والاتزان، لا بد من حدوث سلسلة من التغيرات في القدم والركبة والحوض والعمود الفقري والرأس.
كل هذه التغيرات تحرف العمود الفقري وتقوسه للخلف وتسبب ضغط على الفقرات والالام متكرره، علاوة على ذلك كل العضلات حول المفاصل المذكوره تتعرض إلى شد وتقلص وتحتاج إلى جهد كبير كي تحافظ على وظيفتها.
لقد دلت الدراسات على زيادة نشاط عضلات الظهر عند السيدات اللاتي يرتدين الكعب العالي وها يؤدي إلى سوء استهلا العضلة ويسبب ىلام في أسفل الظهر كذلك تبين محدودية في حركة العمود الفقري مع الحوض نتيجة لتيبس الانسجة المحيطة عند
السيدات اللاتي يرتدين الكعب العالي.
*مشاكل دورة المشي
ان لبس الكعب العالي يسبب عدم إتزان عند المشي ويعمل على اضطراب دورة الحركة وهذا يسبب اضطرابات خطيرة لكافة انحاء الجسم .
الوقاية من مشاكل الكعب العالي:
-ينصح بالتناوب في إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي والأحذية المنبسطة.
-عند شراء الأحذية ذات الكعب العالي يجب أن تكون مريحة وغير ضاغطة على أصابع القدم.
-إذا كان مشط القدم عريض تجنب إرتداء الأحذية ذات الكعب العالي المدببة.
-لزيادة الراحة عند إرتداء الكعب العالي يمكن استخدام قطعة من الجل أو دعامات داخل النعل لتوفير المزيد من الراحة.
-تجنب الأحذية الضيقة من ناحية الأصابع.
-تجنب الأحذية ذات كعب أطول من 5 سم.
-تذكري ان ألألم في القدم هي علامة تحذيره لمشاكل الكعب.
-لبسه لفترة لا تتعدى ساعتين في اليوم فقط ويفضل ان يكون ذلك مقتصر على المناسبات.
-تجنب صعود او نزول الدرج
-تجنب الارض الغير مستوية
-تحديد ارتفاع الكعب بما لا يزيد عن 2 سم واستخدام الواقي الداعم تحت رؤوس أصابع القدم .
-اجراء بعض التمارين اليومية مثل:
1.الوقوف على ساقك اﻷيمن وارفعي ركبتك حتى يصبح فخذك موازي مع اﻷرض، مع وضع يديك على الجانبين وشدي عضلات بطنك اثبتي على هذه الوضعية لمدة دقيقة ، كرري التمرين 5 مرات.
2.الوقوف على الكعب وانت حافية لمدة دقيقة، وهذا يساعد على شد ومط عضلات بطة الساق حتى أسفل الكاحل، كرري التمرين 5 مرات.
3.الجلوس على اﻷرض واثني ساقك اليمنى مع جعل كاحلك اﻷيسر يلامس فخذك ومدي ساقك اليمنى أمامك، ولفي بشكير طويل او قطعة قماش حول وسط القدم وامسكي طرفي القطعة بكلتا يديك، وانحني بلطف إلى اﻷمام نحو أصابع قدميك وشدي البشكير
نحو جسمك، اثبتي على هذه الوضعية لمدة دقيقة، وكرري التمرين 5 مرات على كل جهة.
وقد اثبت الطبيب السويدي "يارل فلينز مارك" في دراسته: " الكعب العالي يصيب المرأة بالجنون لأنه يضغط على مشط القدم فيصيبها بالتوتر الشديد في قدميها مما يجعلها تسير بصورة غير صحيحة فتمنع المستقبلات العصبية في عضلات القدم من إطلاق
مركب الدوبامين المهم لسلامة العقل مما يؤدي في النهاية إلى إصابتها بالجنون وارتفاع معدلات الإصابة بمرض الشيزوفرينيا".
ومن جانب آخر توصلت دراسة اجرتها الجمعية الامريكية لطب العظام ان75% من السيدات يفضلن استخدام الأحذية ذات الكعب المنخفض في نشاطهن اليومي وأثناء العمل.
قامت مصممة الازياء الفرنسية" تانيا هيث " بابتكار حذاء يتحول إلى كعب عال او منخفض بثوان قليلة، وذلك من أجل التسهيل على النساء لئلا يتألمن من الكعب العالي عند انتعاله لساعات طويلة، حيث يمكنهن من ازالة الكعب العالي او وضعه داخل الحذاء
حسب رغبتهن.
على الرغم أن الكعب العالي يكسب المرأة بعض الفوائد على المدى القصير من ناحية الجمال والأنوثة إلا أن الدراسات العلمية الكثيرة أثبتت أن للكعب العالي مضار كثيرة بحيث تحدث تشوهات لكافة أنحاء الجسم .
اقرا ايضاً :
الم الظهر هو بدون شك من اكثر الاعراض المرضية انتشارا في مجتمعاتنا والسبب البديهي لمثل هذا الالم ليس ناتجا بالطبع ... اقرأ أكثر