تمنح العلاقات الأشخاص فوائد رائعة للرفاهية، والرضا وتخفيف ضغوط الحياة ولكن بالمقابل هناك تحديات تواجه هذه العلاقات وأهم هذه العلاقات هي علاقة الزواج. ويعتبر الزواج رابط ديناميكي بين شخصين يتطلب الرعاية والاهتمام ولكن هل يوجد زواج بدون مشاكل ؟ يتضمن الزواج العديد من التحديات ويمكن أن تضع هذه التحديات الزوجين تحت ضغط كبير، لكن العمل على مواجهتها معاً يمكن أن يقوي الروابط وبالتالي هذه التحديات قد تفرقهم وقد تقربهم اعتماداً على كيفية تعاملهم معها. 

اقرأ أيضاً: اكتئاب ما بعد الزواج

مواجهة التحديات والمشاكل الزوجية ومعرفة كيف تدير الخلافات الزوجية بطريقة صحية يمكن أن يكون صعباً، خاصة أن الضغوطات قد تتنوع وتأتي من مصادر مختلفة. 

ما هي أسباب المشاكل الزوجية؟

عدم التكيف والتأقلم مع الطرف الآخر

هذه مشكلة كثيراً ما تحدث بين الأزواج عندما يقرر أي من الطرفين أنه لن يغيّر من عاداته اليومية أو طباعه في الطعام والشراب والملابس والصرف والتعامل مع الآخرين وغير ذلك، وهذا منافي لفكرة الزواج الأساسية التي تأتي بفردين من بيئتين مختلفتين وآراء واتجاهات خاصة وتطلب منهما الانسجام والتفاهم والتأقلم، ومن لا يكون لديه نية لهذا التأقلم والتكيّف فإن زواجه سيتعثر لا محال، حيث أن الصفات المشتركة بين الزوجين تقلل الفجوة بينهما.

الإحترام

قد يرى البعض أن موضوع الإحترام لا يندرج تحت العلاقات الزوجية، ولكن الحقيقة أن الحوار مع الإحترام يشكّل جوهر العلاقة الزوجية الناجحة، وقد يكون انعدامه سبباً لمشاكل لا حدود لها. 

الإخلاص والوفاء

إن مفهوم الزواج يعني إتخاذ قرار مع الطرف الآخر، وتكريس الحياة لهذا الشخص بشكل مطلق وعدم إدخال أية علاقات أخرى تسيء للعلاقة الزوجية، وبالتالي فإن الإخلال بالوفاء والإخلاص قد يهدم أقوى علاقة زوجية وخصوصاً أنه قد يولد الغيرة الزوجية والتي هي مقبولة في حدود محدودة وإطار الإرتباط الكامل ولكنها تصبح ظاهرة سلبية إذا زادت وانحرفت عن هذا الهدف.

ضغوط الحياة اليومية

الضغوط اليومية التي يتعرض لها الأزواج يمكن أن تؤدي إلى تفاقم المشاكل الزوجية الموجودة بالفعل. عندما يمر أحد الزوجين بيوم مرهق يكون أكثر عرضة للانفعال لدى عودته إلى المنزل، وقد يكون لديه طاقة عاطفية أقل تكريسها لمراعاة شريكه مما يزيد من صعوبة الحياة الزوجية .

كثرة الانشغال

يمكن أن تنشأ المشاكل الزوجية نتيجة كثرة الانشغال لعدة أسباب.

أولاً، قد يجد الأزواج كثيرون الانشغال أنفسهم مضغوطين بشكل عام، خاصةً إذا لم يعتنوا بأنفسهم جيداً من حيث الحصول على النوم والتغذية الجيدين. بالإضافة لذلك، فإنهم قد يجدوا أنفسهم أقل ارتباطاً لأن لديهم وقت أقل لقضائه معاً. وأخيراً، إذا لم يكون الزوجان يعملان كفريق واحد لتغطية جميع المسؤوليات فقد يجدوا أنفسهم يختلفون حول من عليه الاهتمام بالمسؤوليات المنزلية والاجتماعية وغيرها.

ضعف التواصل

ربما يكون التواصل الضعيف بين الزوجين أكبر مؤشر لوجود خلل في العلاقة بينهما. ويعتبر التواصل الصحي هو مفتاح العلاقة الجيدة، ويمكن أن يؤدي التواصل غير الجيد إلى مشاكل زوجية كبيرة. 

المشاكل المالية

يشكل الضغط المالي أحد المشاكل الزوجية الأكثر شيوعاً.

العلاقة الجنسية

يبالغ البعض في أهمية أو عدم أهمية العلاقة الجنسية، وكثيراً ما يلاحظ ضعف المعلومات في هذا المجال لدى الطرفين، وذلك ينتج عنه عدم الرضا ، وجرت العادة لدى معظم الأزواج أن لا يتحدثوا في هذا الموضوع لا قبل الزواج ولا خلاله، ولا يعرف كلا الزوجين رأي الطرف الآخر في العلاقة الجنسية ، وفي الواقع أن العلاقة الجنسية مهمة وأن المشاكل الزوجية في الفراش لا تقل أهمية عن المشاكل الأخرى ولكنها يجب أن تنسجم مع النقاط السابقة ولا تؤخذ بمعزل عنها ، وفي كثير من الأحيان ترى الزوجة تحتج أن العلاقة الجنسية لا يمكن أن تأتي دون الملاطفة والود وأنه من الصعب عليها قبول علاقة جنسية بين نزاع وشقاق إستمر طوال اليوم. 

اقرأ أيضاً: الجماع والاستجابات الجنسية

خصوصية العلاقة الزوجية

من الملاحظ أن كثيراً من الأزواج لا يعتبرون أن ما يجري بينهما أمراً خاصاً مقتصراً عليهما فقط ، وقد يشاركوا الأبناء مهما كانت أعمارهم، أو العائلات من الطرفين وأحياناً الجيران والأصدقاء أموراً خاصة، ويلاحظ أن المرأة العربية في مجتمعنا كثيراً ما تتحدث عن أمور زواجها بتفاصيلها وأسرارها، وهذا غالباً ما يؤدي إلى تدخلات من كثير من الأطراف تتخذ طابعاً سلبياً نقدياً تحريضياً ، ومن من الممكن أن يلجأ البعض لتضخيم الأمور حتى أن الزوجين أصحاب العلاقة يكونا قد نسيا المشكلة الأساسية ولكن من حولهم يصرون على إستمرار الحديث والمشاركة والتحريض.

الإعتراف بالفضل والجميل

يعتبر الكثير من الأزواج أن العلاقة الزوجية كافية، ولا داعي لأن يقول بعض الكلمات مثل ( شكراً) و(أعتذر) أو (آسف) أو أن يثني على الطرف الآخر على الدور الهام الذي لعبه في تحقيق هدف معين، إذا كان واجب الزوج الإنفاق على الأسرة فهذا لا يعني أن كلمة شكراً من الزوجة والأبناء ليست مهمة ، وإذا كان يفترض بالزوجة أن تعتني بشؤون البيت هذا لا يعني أن كلمة (يعطيك العافية) ليست ضرورية، وفي معظم الحالات فإن الإعتذار يقترن بالضعف وعدم الثقة والخضوع وهذا غير صحيح لأن الإعتذار من أكثر صفات الإنسان السوي القوي الواثق من نفسه.

تأثير المجتمع المحيط

الأسرة والزوجين تحديداً لا يعيشان في معزل عن المجتمع، وبالتالي فإن كلاهما يؤثر ويتأثر بهذا المجتمع وهذا التأثير ينعكس على العلاقة الزوجية وما بها من إستقرار ومشاكل.

  • عائلة الزوج: إن علاقة الزوجين بعائلة الزوج علاقة قد تكون علاقة رائعة ومفيدة وقد تكون داعمة وقد تصبح سلبية ، فالعائلة التي تتعامل مع زوجة الابن على أنها بزواجها من ابنهم الغالي المدلل قد أخذت شيئاً يخصهم وإن لهم فيه حق أكثر مما لها فيه حق ، تنصب مبادئ العداوة من قبل التعرّف عليها، وإن لم تفهم الزوجة هذه العقلية ودخلت هذا الصراع، فعلى الأرجح ولو حتى كانت كل العوامل السابقة صحيحة أن يفشل الزواج ، وهناك الزوج الذي لا يتخذ القرار إلا بالرجوع لأهله إما لاعتماده عليهم عاطفياً أو مادياً أو كليهما ، وهناك الزوجة التي تعتبر أن علاقة زوجها مع عائلته تتناقض مع حقها المطلق في زوجها كاملاً غير منقوص ، وهذا بالتأكيد لن يؤدي إلى زواج سعيد.
  • عائلة الزوجة: في مجتمعنا تبقى عائلة الزوجة هي المرجعية حتى في قرار الزواج، فالقرار تشارك فيه العائلة أو تفرضه وإذا كانت هناك حالة طلاق أو انفصال فيكون لعائلة الزوجة دور أساسي، وهناك من العائلات من ينظر إلى زوج الابنة أنه أخذ ابنتهم المدللة وسلبها حقوقها، وأن أي تغيير عن النمط الذي اعتادوا عليه هو جريمة لا تغتفر ، مما يجعل الزوج ميّال للابتعاد عن عائلة زوجته بدل أن تجمعه بهم علاقة بناءة جميلة.
  • الأصدقاء: من المفروض أن لكل من الزوجين شبكة أصدقاء، كما أنه لكلا الأسرتين شبكة مماثلة، ويفترض عند الزواج أن يتم شيء من إعادة تنظيم هذه العلاقات، بحيث أن بعض الأصدقاء للزوج قد يصبحوا أصدقاء للعائلة وآخرين يبقوا على نفس العلاقة القديمة، وكذلك بالنسبة للزوجة. بالإضافة للعلاقات الإجتماعية الممتدة والجيران وغيرهم، من المفروض أن هذه الشبكة من العلاقات هي دعائم للأسرة ولا تسبب مشاكل، ولكن المألوف في المجتمع أن هناك دائماً حوار يدور حول انتقاد وتقييم الأشخاص ونقل الكلام مما يجعل الجو مشحوناً، وقد يتأثر الزوجين بهذه الأجواء لدرجة تصل إلى الطلاق، لذلك يجب ضبط هذه العلاقات جيداً.
  • المؤثرات الإجتماعية العامة : قد يبدو للوهلة الأولى أن المجتمع باتساعه يصعب أن يؤثر على الأسرة ولكن الأسرة معرّضة لوسائل الإعلام والوعظ الديني وآراء جمعيات حماية الأسرة واتحاد المرأة وغيرها من المؤسسات التي من المفترض أن تعمل على توثيق روابط الزواج والمساعدة في حل المشاكل ، ولكن مع الأسف أحياناً تكون هذه المؤثرات سلبية مثال ذلك التركيز الزائد على حرية المرأة والذي لا يستند لمقومات كافية لمثل هذه المطالب، فالمرأة الأمية الغير مثقفة ما زالت تضرب كل يوم وتفتقد الحقوق الأساسية للإنسان، في حين أن بعض مترفي الفكر يدخلون في تفاصيل الحقوق الثانوية والمساواة المبالغ فيها متناسين الأساسيات. 

انا عمري 15 و مدمن عادة و احاول التخللص ولكن مع العادة ما اشاهد اباحيات اشاهد مازوخيات وكل ما احاول اتخلص و اتوب ارجع هل يوجد حل طبعا صارلي حوالي 4 سنين اعاني

ما هو تأثير المشاكل النفسية على العلاقة الزوجية؟

إن المشاكل النفسية لها ارتباط وثيق بالمشاكل الزوجية وقد تلعب دوراً مزدوجاً في حدوث المشاكل وتطويرها، وحتى لو نتجت الأمراض النفسية عن المشاكل النفسية فإنها بالتالي تضاعف وتطّور المشاكل الزوجية وندخل في حلقة مفرغة.

إضطرابات الشخصية

هناك شخصيات متطرفة في طباعها وقد يصعب العيش معها مثل السلبية، العصبية، الدقة المتناهية، الغرور والنرجسية والعزلة الإجتماعية وغيرها من مثل هذا التطّرف، يضع الطرف الآخر في موقف صعب وقد يؤدي به إلى ردود فعل غير صحيحة مثل الرد على العصبية بمثلها أو الدقة المتناهية بالفوضى المتعمدة، وقد يصبح البيت ساحة معركة في مثل هذه الحالات.

الإدمان على الكحول والمخدرات والمؤثرات العقلية

من الصعب أن تجد مدمن كحول لا تعاني زوجته من الإكتئاب أو مدمن مخدرات إلا وقد دمّر كل ما في الأسرة، وقد يجر شريك حياته وأبنائه للانحراف والإدمان والجريمة، والسكوت على الوضع لن يحله لأن المدمن هو مريض وبحاجة للعلاج وبقاءه في الأسرة سوف يؤدي إلى دمارها بلا شك.

الاكتئاب

قد يصاب أحد الزوجين بالقلق والاكتئاب ولا يعطي الاهتمام اللازم بشريكه بل تكال له الاتهامات بالإهمال والتقصير وفي أكثر من حالة يصل الأمر إلى الإنفصال، والحل في مثل هذه الحالة الإعتراف بأن الاكتئاب مرض له علاج

المشاكل الزوجية والأطفال

تبدأ الأسرة من الزوجين وسرعان ما تنمو ويكون هناك أبناء وبنات يشاركون في الحياة الأسرية، وذلك حسب أعمارهم. ومن الملاحظ أن وجود الأبناء قد يكون عاملاً إيجابياً في تخفيف المشاكل الزوجية أو أنه قد يخلق المشاكل والصراعات.

  • الأبناء هم جسم مشترك حي بين الزوجين يفترض في كل الأحوال أن يعمل كلا الطرفين على رعايتهم وحل مشاكلهم وأن يكون الوالدين وحدة واحدة والأبناء وحدة أخرى، وتنظم العلاقة على أسس الاحترام والعطف والرعاية والحنان والإتفاق على أسلوب التربية وعدم إقحام الأبناء في المشاكل الزوجية.
  • للأبناء مشاكلهم وذلك يتطلب جهد الأسرة لحلها سواءً كانت مشاكل صحية، تربوية، أو نفسية أو اجتماعية وقد تصبح هذه الصعوبات التي يواجهها الأبناء مصدراً للمشاكل والخلافات الزوجية.

ما هي وسائل علاج الخلافات الزوجية؟

هناك العديد من الاستراتيجيات الجيدة التي يمكن اتباعها لإنقاذ الزواج من والحفاظ عليه خطر المشاكل الزوجية والمساعدة في حلها. في ما يلي بعض هذه الاستراتيجيات:

  • إحاطة الزوجين أنفسهم بأشخاص يعيشون علاقات صحية: من المهم للزوجين أن يحيطوا أنفسهم بأشخاص يقدرون الزواج ويدعمون الحياة الزوجية.
  • على الزوجين وضع العلاقة الزوجية كأولوية قبل كل شيء بما في ذلك الأبناء.
  • حل المشاكل المالية بين الزوجين.
  • على الزوجين التوقف عن أخذ الشريك كأمر مسلم به: من الجميل الانتباه للتفاصيل الصغيرة في العلاقة وتقديرها.
  • التصرف مع الشريك على أساس وضع سعادته كأولوية، فرعاية الطرف الآخر تغذي مشاعر الثقة والامتنان والعاطفة، كما أن له تأثير إيجابي على العلاقة الجنسية بين الزوجين.
  • اللجوء للتدخل الطبي أو الحصول على استشارة المختصين: وتتضمن الاستشارة في العادة بضع جلسات تحفز إعادة التواصل بين الزوجين من جديد.
  • محاولة تغيير الطباع واتباع خطة تعامل جديدة تتضمن دعم الشريك والتخفيف من حدة الانفعالات. 

ما هي الطرق الوقائية لتجنب حدوث المشاكل الزوجية؟

  • تجنب افتعال مشكلة بسبب الأمور البسيطة: يجب على الزوجين تعلم كيفية التمييز بين المشكلات الحقيقية والقضايا البسيطة التي يمكن تجاهلها.
  • تقدير الشريك: من الجيد التركيز على سمات الشريك الجيدة، الكبيرة والصغيرة أيضاً ومنحه المنيح بين الحين والآخر.
  • التغاضي عن أخطاء الشريك: لا يوجد أحد مثالي والجميع معرضون للخطأ، لذلك لا بأس من التغاضي عن بعض الأخطاء التي سوف يرتكبها الطرف الآخر والحرص على عدم استخدامها ضده.
  • الحرص على قضاء وقت ممتع مع الشريك: من الجيد قضاء الوقت مع الشريك والقيام بنشاطات مشتركة وتجربة أشياء جديدة معاً.
  • تجنب محاولة الفوز في كل جدال مع الشريك: الإصرار على هزيمة الطرف الآخر طوال الوقت كفيل بتدمير العلاقة الزوجية.

للمزيد: تأثير الكحول على العلاقة الجنسية