إن دعم الصحة النفسية لمرضى السرطان جزءٌ ضروري من رحلة علاج السرطان، ولا يقلّ أهميةً عن متابعتهم بالعلاجات والأدوية الأخرى، وقد قدّر مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أنّ 3 من كل 4 مرضى مصابين بالسرطان يُعانون من مشكلاتٍ نفسية، مثل: القلق والاكتئاب. [1]

فما التحديات النفسية التي يُواجهها مرضى السرطان؟ وكيف يمكن دعم صحتهم النفسية؟ إليك التفاصيل في هذا المقال.

تحديات نفسية يُواجهها مرضى السرطان

يُواجه مرضى السرطان مجموعة من التحديات والمشكلات التي تُؤثر على صحتهم النفسية، والتي تتضمن الآتي: [5][6][9]

  • التحديات المصاحبة لتشخيص الإصابة بالسرطان

من التحديات التي يمر بها المرضى أثناء وبعد القيام بإجراءات تشخيص السرطان:

    • إنكار الإصابة بالسرطان، والشك بوجود خطأ في التشخيص ونتائج الفحوصات.
    • الهلع عند البقاء لمدة طويلة في أجهزة الرنين المغناطيسي (MRI).
    • الخوف من الحقن والإبر، والتي يتطلّب التشخيص أو العلاج استخدامها بصورة متكررة.
    • الارتباك وصعوبة فهم المعلومات التي يتم تقديمها له عند تشخيصه بالسرطان.
    • الشعور بالذنب الشديد لاعتقاد المريض أن تصرفاته قد تكون السبب وراء إصابته بالسرطان، مثل: الإصابة بسرطان الرئة نتيجة التدخين.
    • الخوف من المستقبل عند تشخيص السرطان في مراحل متقدمة.
  • التحديات المصاحبة لعلاج السرطان

لا تخلو مرحلة علاج السرطان من التحديات والمشكلات، خاصةً الآتي:

    • الهلع والخوف عند ارتداء القناع الخاصّ بالعلاج الإشعاعي.
    • التوتر المستمر والقلق طوال فترة انتظار المريض لنتائج الفحوصات والعلاجات ومواعيد المراجعات.
    • الخوف من الأعراض الجانبية المصاحبة لأدوية وعلاجات السرطان، وربما يُؤثر ذلك على التزام المريض بالعلاج.
    • التشاؤم وتوقع سماع أخبار سلبية حول العلاج أو نتائجه.
  • التحديات المصاحبة للتعايش مع السرطان

من المشكلات النفسية التي يُواجهها المريض:

    • تجنب المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والرياضية في بعض الحالات، إذ يُمكن أن يُوصي الطبيب باتباع تعليمات خاصة حول ممارسة الرياضة وتناول الطعام.
    • الضغط النفسي بسبب المشكلات المالية وتكلفة العلاج الباهظة.
  • مشكلات مع العائلة والأصدقاء

والتي يُمكن أن تظهر على النحو الآتي:

    • انزعاج المريض من ردود فعل الآخرين تجاه إصابته بالسرطان، مثل: شعورهم بالشفقة تجاهه.
    • العزلة وتجنب المناسبات الاجتماعية؛ ليتجنب المريض الحديث عن السرطان أو ظهوره بشكلٍ ضعيف وهزيل أمام الآخرين بسبب آثار المرض.
    • كتم المريض لمشاعره السلبية وإخفاؤه لمشكلاته أمام عائلته وأصدقائه المقربين؛ كي لا يشعروا بالقلق تجاهه.
  • المشكلات والأمراض النفسية

قد يُعاني المريض من أمراض ومشكلات نفسية بالتزامن مع مرضه بالسرطان، مثل:

    • القلق.
    • الاكتئاب.
    • الأرق.
    • الصدمات النفسية.
    • إدمان المخدرات أو الكحول.
    • الأفكار والتصرفات الانتحارية.
    • اضطرابات الأكل.
    • الذهان أو الفصام.
    • الرهاب.

اقرأ أيضًا: أهمية الصحة النفسية ونصائح لتعزيزها

الآثار الإيجابية لدعم الصحة النفسية لمرضى السرطان

تظهر أهمية دعم الصحة النفسية على مرضى السرطان في جوانب مختلفة، أبرزها الآتي: [3][4][11]

  • قد يُقلل من احتمالية انتشار السرطان في الجسم، حيث إن التوتر المزمن يزيد حالة المريض سوءًا؛ لأن الارتفاع المستمر لهرمون التوتر (الكورتيزول) يرهق الجسم، وهذا يُمكن أن يزيد انتشار السرطان في الجسم.
  • قد يزيد من معدل شفاء المريض من السرطان، إن السيطرة على أعراض الاكتئاب يُمكن أن تُحسّن جودة حياة المريض، وتدفعه للالتزام بالعلاجات والأدوية الموصوفة من قبل الطبيب بشكلٍ أفضل، ناهيك عن تقليل التوتر المصاحب للاكتئاب، مما يزيد من معدل النجاة بالمقارنة مع من يُعانون من أعراض الاكتئاب الشديدة.
  • يُساعد المريض على التغلب على مشاعره السلبية والتقلبات المزاجية التي يمر بها.
  • يُعزز احترام المريض لنفسه ويزيد ثقته.

طرق دعم الصحة النفسية لمرضى السرطان

يستطيع المريض اتخاذ عددٍ من الخطوات لتحسين مزاجه وصحته النفسية، إلى جانب التزامه بالعلاج ودعم الأهل والأصدقاء ومن هذه الخطوات:

الاهتمام بالصحة الجسدية

وهذا يعني اتباع العادات الصحية الآتية قدر الإمكان: [7][9]

  • تناول نظام غذائي صحي ومتوازن غني بالبروتينات والعناصر الغذائية المفيدة.
  • ممارسة التمارين الرياضية المناسبة؛ لدور الرياضة في تخفيف الاكتئاب وتقليل الشعور بالتعب والإعياء، ولكن من الضروري طلب المساعدة من الطبيب لمعرفة أنواع التمارين المناسبة لحالة المريض الصحية.
  • أخذ قسط كافٍ من الراحة والنوم.

اقرأ أيضًا: فوائد الرياضة للصحة النفسية

المشاركة في العلاج مع الطاقم الطبي

إن استشارة الطاقم الطبي للمريض عند اتخاذ بعض القرارات يمنحه شعورًا بالسيطرة، ويُساعده على تقبل العلاج والالتزام به بشكل أفضل. [9]

كما من الضروري أن يتواصل الطاقم الطبي مع المريض بشكلٍ مستمر، ويُمكن أن يطلب من المريض أيضًا البحث عن معلوماتٍ حول نوع السرطان الذي يُعاني منه، ومساعدته في ذلك بطريقة لا تُشعره باليأس أو القلق الشديد. [9]

تجربة العلاجات التكميلية

يُمكن أن يسمح الطبيب بتجربة بعض أنواع العلاجات التكميلية (الطب البديل)، شرط أن يلتزم المريض بعلاجات وأدوية السرطان الأساسية، ويُمكن أن تساعد هذه العلاجات التكميلية على التعامل مع بعض الآثار الجانبية لعلاجات السرطان، وتخفيف القلق والتوتر لديه، ومن الأمثلة عليها: [7][9]

  • اليوغا.
  • التأمل.
  • التدليك.
  • العلاج بالوخز.

اشعر باني عندما أنظر إلى شيء، فأنا أراه فقط ولكني لا أستوعبه، وهذا حدث فجأة ولا أعرف إذا كان السبب هو ضعف نظر أثر حتى على استيعابي أم بسبب فقر الدم كما قال لي البعض أم بسبب الإجهاد، صحيح باني أقرأ كثيرا ولكني أنام جيدا، حتى إني أكل أكثر من المعتاد بكثير، الموضوع مؤثر على دراستي بشكل كبير

المشاركة في بعض المناسبات الاجتماعية

تجنّب العزلة أو الابتعاد عن الآخرين ضروري لما له من تأثيرات سلبية على الصحة النفسية، إذ إنّ المشاركة والوجود مع الآخرين يُساهمان في الآتي: [7][9]

  • تقليل التوتر.
  • تخفيف شدّة الأفكار والمشاعر السلبية.
  • الشعور بالمتعة.

التعبير عن المشاعر السلبية

يستفيد الكثير من مرضى السرطان من كتابة المذكرات أو المدونات في التعبير عن المشاعر السلبية والتخلص منها، في حيث يُفضل بعضهم الآخر القيام بأنشطة مثل الرسم أو التلوين للتعبير عن مشاعرهم، وتتضمن إيجابيات هذه الطرق: [2]

  • يفهم المريض مشاعره بصورة أفضل، وبالتالي يستطيع تحديد اللحظات والأوقات التي تتحسن صحته النفسية خلالها.
  • معرفة الطرق والأنشطة التي تُحسن من مزاجه وحالته النفسية.
  • تجنّب الأنشطة والظروف التي يظهر للمريض أنها تُسبب له الكآبة والحزن.

الانضمام لمجموعات الدعم

تضم مجموعات الدعم عدة أفراد يُعانون من السرطان أو تعافوا منه، وتُساعد هذه المجموعات على ما يأتي: [8]

  • مشاركة التحديات التي يتعرض لها المرضى في رحلة علاج السرطان وكيف يواجهونها أو يتغلبون عليها.
  • مشاركة المشاعر المختلفة دون حرج أو إصدار الأحكام على المريض.
  • المساعدة على التعامل مع المشكلات المالية أو مشكلات العمل وفقًا لتجربة كل شخص في المجموعة.

أمّا أكثر ما يميّز مجموعات الدعم فهو وجود خيارات مختلفة منها، إذ يُمكن للمريض اختيار ما يجده مناسبًا للانضمام إلى أعضائها، حيث تتضمّن الخيارات مجموعات مخصصة فيما يأتي: [8]

  • للرجال فقط أو للنساء فقط.
  • لجميع أنواع السرطان أو لنوع محدد من أنواع السرطان.
  • لمن يتلقون علاجًا من نوع معين.
  • لفئة عمرية محددة، مثلًا: للمراهقين أو لكبار السن.
  • لمن هم في مرحلة معينة من السرطان، مثل: الذين يعود لهم السرطان بعد التعافي منه، أو من هم في المراحل المتقدمة من المرض.

استشارة أخصائي نفسي

من الضروري أن يراجع مريض السرطان الطبيب النفسي إذا واجه صعوبة في ممارسة أنشطته اليومية بسبب التحديات والمشكلات النفسية التي يُعاني منها، ويُمكن أن يُساعده الأخصائي على: [8]

  • التعامل مع أعراض مرض السرطان أو الأعراض الجانبية للأدوية.
  • تحديد العوامل أو الظروف الأكثر تأثيرًا على صحة المريض النفسية، وإيجاد طرق للتعامل معها.
  • وضع استراتيجيات مختلفة للتأقلم والتعايش.
  • التعامل مع المشكلات الأسرية.
  • التعامل مع التغيرات التي قد تطرأ خلال رحلة العلاج، مثل: احتمالية عودة السرطان، أو عدم استجابة الجسم لعلاج معين.

دعم الآخرين لصحة المريض النفسية

يُساعد الدعم النفسي الذي يحصل عليه مريض السرطان من الأصدقاء وأفراد العائلة على التعايش مع المرض وآثاره بصورة أفضل خلال رحلة العلاج، وذلك من خلال الخطوات الآتية: [10]

  • تقديم المساعدة للمريض قدر الإمكان، وذلك عن طريق القيام ببعض الأعمال المنزلية أو أخذه لجلسات العلاج ومواعيده مع الطبيب.
  • الإصغاء للمريض خاصةً عند تعبيره عن مشاعره السلبية ومخاوفه.
  • قضاء الوقت مع المريض دون التطرق لأيّ أحاديث متعلقة بالسرطان، والاكتفاء بممارسة نشاط مختلف بعيدًا عن المواضيع الطبية والصحية.
  • التواصل مع المريض بشكلٍ شخصي أو عن طريق الرسائل ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • البحث في طبيعة السرطان الذي يعاني منه المريض؛ لمعرفة طبيعة أعراضه وما يُمكن تقديمه من مساعدة أو دعم.

اقرأ أيضًا: أهمية جودة الحياة في علاج مرض السرطان

نصيحة الطبي

يمكنك استشارة الطبيب عن طرق دعم الصحة النفسية لمرضى السرطان، فمع أنّ اتباع بعض النصائح والعادات الصحية قد يكون كافيًا لتحسين حالتك النفسية، إلا أنّ بعض الحالات قد تستدعي استشارة الطبيب النفسي.

ويمكنك الآن حجز جلسة علاج نفسي عن بُعد (أونلاين) عبر موقع الطبي، في أي وقت يناسبك، لتحصل على الدعم النفسي الذي تستحقه

اقرا ايضاً :

أساليب التربية وعدوانية المراهقين